معارض سوري: الإخوان ليسوا خطرا على وحدة البلاد والمشروع الديمقراطي
دمشق ـ خدمة قدس برس
انتقد ناشط سياسي ومحام سوري تجاهل السلطات الأمنية في سورية لقرار محكمة النقض القاضي بإطلاق سراح معتقلي الرأي الكاتبين ميشيل كيلو ومحمود العيسى، وناشد الرئيس بشار الأسد باعتباره رئيس المجلس الأعلى للقضاء التدخل لحماية القرارات القضائية الصادرة عن محاكم سورية مدنية.
وحمّل الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي في سورية، وزعيم حزب الإتحاد الإشتراكي الديمقراطي المحامي حسن عبد العظيم في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” مسؤولية استمرار اعتقال الكاتبين ميشيل كيلو ومحمود العيسى على الرغم من صدور حكم قضائي بإخلاء سبيلهما، بأنه دليل ملموس على مدى نفوذ التيار المعادي لمطالب الانفتاح والتحول الديمقراطي، وقال: “هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها عرقلة إطلاق سراح الكاتب السوري والقومي ميشيل كيلو على الرغم من وجود قرار قضائي من محكمة النقض الدائرة الجنائية، وهو واجب التنفيذ، مع الأسف الكتاب وصل إلى المحامي الأول ولم يصل إلى سجن عذرا، وهذا غير مقبول بالنسبة لكل من الكاتبين ميشيل كيلو ومحمود العيسى، ونحن لن نسكت على هذا التجاوز وسنقوم بكل الجهود الممكنة لتمينهما من التمتع بحقهما في الخروج، ونحن نعتقد أن اعتقالهما دليل على مدى نفوذ التيار المتشدد ضد أي انفتاح سياسي أو تحول ديمقراطي، وهو تيار للأسف نافذ لأنه تكون على مدى أربعة عقود من الزمن”.
ورفض عبد العظيم الحديث عن أسماء بذاتها داخل النظام السوري، لكن ناشد الرئيس بشار الأسد التدخل لإنقاذ القضاء، وقال: “لست معنيا بالحديث عن أشخاص بذاتها فهذه أمور يمكن استنتاجها من متابعة الوضع في سورية لكن المهم أن رئيس الجمهورية وهو رئيس مجلس القضاء الأعلى لا بد أن يكون حريصا على احترام القرارات الصادرة عن القضاء وأن ينهي هذه المهزلة”.
على صعيد آخر أشاد عبد العظيم بموقف جماعة الإخوان المسلمين الرافض للضربة الأمريكية التي استهدفت عائلة سورية في منطقة البوكمال على الحدود السورية ـ العراقية، ووصف ذلك بأنه موقف وطني يمكنه أن يقرب المسافات بين النظام والإخوان، وقال: “لقد كانت هناك حوارات سابقة بين الإخوان وبين النظام السوري سواء أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد أو الرئيس الحالي بشار الأسد، وما جرى من تعديلات في برنامج الإخوان السياسي كل ذلك مما يقرب المسافات ويخلق أجواء من التعاطف معهم من المعارضة ولدى الطرف الإصلاحي في السلطة، والإخوان وطنيون من دون شك ويحرصون على سلامة بلادهم، وبالتالي موقفهم الأخير المندد بالضربة الأمريكية موقف طبيعي ونحن نعتقد أن هذا الموقف سوف يفتح نافذة لإعادة النظر في الموقف من الإخوان، وإن كان انضمامهم لتحالف آخر خارجإعلان دمشق قد أضر بموقفهم”.
ونفى عبد العظيم أن يكون الإخوان يشكلون أي خطر على التحول الديمقراطي أو وحدة البلاد، ودعا إلى ضرورة العمل على عودتهم للبلاد ليكون شركاء في البناء السياسي، وقال: “جماعة الإخوان المسلمين لا يشكلون أي خطر على سلامة البلاد ووحدتها وعلى التغير الديمقراطي، ووجودهم ضروري ومطلوب منهم أن يستمروا في طرح وجهة نظرهم باعتدال وأن يبتعدوا عن أي علاقة مع قوى خارجية يمكن أن تكون لها سياسات استعمارية عدوانية، وأن يستمروا في التأكيد على الدولة المدنية، كل ذلكمن شأنه أن يقرب المسافات بينهم وبين قوى المعارضة وتيار الاصلاح في السلطة”، على حد تعبيره.