صفحات سورية

جالاوي ومؤتمر القمة العربي

null


محمد زهير الخطيب

من خلال عزلة النظام السوري يحاول النظام “المزنوق” أن يلعب بجميع أوراقه الباهتة المتبقية كي يمرر مؤتمر القمة العربي القادم الذي سيعقد في دمشق بالحد الادنى المطلوب من النجاح ليقول “نحن هنا” وليضع بعض مساحيق التجميل على وجهه الشاحب الذي أضناه الفساد في الداخل والفشل في الخارج.

وإحدى هذه الاوراق السيد جورج جالاوي البرلماني البريطاني الكارزمي، فقد دفع النظام السوري السيد جالاوي إلى أن يحث القادة العرب على حضور مؤتمر القمة العربي في دمشق وأن يشكك في عروبة كل من يقاطعه فيقول: (دمشق آخر قلعة للكرامة العربية ومن يقاطع قمتها لا يمكن أن يصف نفسه عربياً). وهكذا أصبح السيد جالاوي البريطاني يوزع شهادات العروبة على من يستحقها من القادة العرب!!!

والورقة الثانية هي فتوى سياسية غريبة لمفتي سوريا أحمد حسون جاء فيها: (إن حضور القمة العربية في دمشق هو فرض عين على كل حاكم عربي، وإن تخلف أي حاكم عربي بلا عذر صحي أعتبره آثما، فليس على المريض حرج، ولا عذر سياسي لأي حاكم أن يتخلف عن قمة دمشق، كما أنه لا يجوز لأي حاكم إرسال من يمثله، لأن الأمة العربية هي اليوم بحاجة إلى لقائهم شرعيا، وهذا اللقاء شرعيا يدفع عن الأمة الضرر، وإن التخلف عن حضور القمة على أساس سياسي فهو غير شرعي لأنه سيمزق الأمة).

وهنا نود ان نسأل حضرة المفتي: هل اعتقال مئات السياسيين السوريين وعلى رأسهم الدكتورة فداء الحوراني فرض عين أم فرض كفاية؟ وهل منع آلاف السوريين وأولادهم وأحفادهم من العودة إلى الوطن فرض عين أم فرض كفاية؟

والورقة الثالثة هي تصريح من رحيل غرايبة النائب الأول لأمين عام جبهة العمل الإسلامي حيث يقول: (يجب أن تنعقد القمة في زمانها ومكانها وبأعلى درجات التمثيل نظرا لخطورة وحساسية القضايا المعروضة عليها ” وإعتبر تخفيض بعض الدول لمستوى تمثيلها في القمة “بادرة غير محمودة وتعبر عن عدم الجدية في إنجاح القمة ولملمة الجهود العربية)

ومن هذه الأمثلة يبدو واضحا أن النظام السوري يستعمل كل أصدقائه وحلفائه ومفاتيه لإنجاح مخططه في إجبار القادة العرب على حضور القمة، ومن لا يحضرها يكون مشكوكاَ في عروبته، أوآثماَ لأنه ترك فرض عين، أوغير مهتم بقضايا الأمة المصيرية… وهكذا فان همّ النظام السوري أن يحضر القادة العرب لدمشق ليعطوه صك براءة وزعامة وقيادة لا يستحقها حتى يستمر في ممارسة مخططاته الإجرامية ضد شعبه وجيرانه.

ومن ناحية أخرى نقلت الصحافة البريطانية عن جالاوي منذ أيام قوله: (… وأنا أؤمن ومنذ فترة طويلة بأن أسلوب اغتيال الشخصيات السياسية في لبنان مدبّرعن تصور وتصميم لنشر أجواء عدم الإستقرار في هذا البلد) وهذا كلام جميل نوافقه عليه ويدل على ذكاء ونباهة وبعد نظر … غير أنه عندما أراد كشف العلة وراء هذه الاغتيالات المدبرة قاده ذكاؤه إلى أن الفاعل أراد تحويل لبنان (… إلى خنجر لطعن سورية به وانتزاعه من محيطه العربي) فهو لم يتصور أبداَ أن النظام السوري يمكن أن يقدم على هذه الجرائم البشعة، وقاده تفكيره إلى أن الفاعل لابد أن يكون مجرما كبيراَ احترف القتل وقصد إلى نشر الفوضى في لبنان، فاذا استبعد النظام السوري فلا يبقى أمامه إلا أمريكا أو إسرائيل.

نحن نشكر لجالاوي حسن ظنه في جهات “الصمود والممانعة”، ولكننا نطلب منه أن يحبس أنفاسه قليلا حتى يسمع حكم المحكمة الذي لاح في الافق، ونقول له: قد نخطئ نحن وأنت في تحديد من قتل رفيق الحريري … ولكن سعد الحريري لن يخطئ، وقد نخطئ نحن وأنت في تحديد من قتل كمال جنبلاط … ولكن وليد جنبلاط لن يخطئ، وقد نخطئ نحن وأنت في تحديد من قتل جبران تويني … ولكن غسان تويني لن يخطئ، وقد نخطئ نحن وأنت في تحديد من قتل بيير الجميل … ولكن أمين الجميل لن يخطئ، ومع ذلك، نحن نريد ميثاق شرف من السيد جالاوي ومن الدكتور محمد حبش ومن زير الاعلام السوري ومن السيد حسن نصر الله ومن كافة السياسيين الذين استنكروا الاغتيالات السياسية في لبنان وعزّوا أهالي المغدورين وأدانوا الفاعلين غيابيا، نريد منهم ميثاق شرف -ونحن معهم في هذا الميثاق- أن نسعى جميعا باخلاص لمعرفة المجرم الحقيقي وراء هذه الاغتيالات وأن نأخذه إلى العدالة كي ينال عقابه دون لفّ أو دوران ودون غش أو زوغان، كائنا من كان.

نحن لا نشك أن كثيراَ من السياسيين المنصفين سيغيّرون مواقفهم عند معرفة المجرم الحقيقي وراء الاغتيالات السياسية في لبنان، وسيبقى بعضهم على موقفه المتعنت يدافع عن الباطل ويحجب الشمس بغربال.

خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى