البؤس السياسي في رد السيد “محمود مرعي”
خلف الجربوع
في البداية أود أن أشكر السيد “مرعي” على قراءته المنشورة في موقع (مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية بتاريخ 6/3/2008) والمنشور في موقع (حزب الاتحاد الاشتراكي ) دون أن ينشر هذا الموقع المادة موضوع رد “مرعي” على مقالتي ( كي لا ننسى إن الأصل يتكرر في النسخ )
وهي دراسة لمواقف الاتحاد الاشتراكي، من خلال وجهة نظر احد المهتمين بالشأن العام، مستخدما منهجا توفيقيا لمنهجي علم النفس الاجتماعي والتحليل الوظيفي، وباعتقادي انه تحليل قد أدى إلى نتائج مهمة لأنه استند إلى مقدمة معرفية ومعلومات ملموسة، تشكل الأرضية لنتائجه، وهي لا تدخل في “علم التهيئات”، ولان هذه النتائج لم تلق الرضي لدى السيد”مرعي” ،الذي اعتبرني خارج الظاهرة ولا يجوز لي “التهيوء”،لذلل وجب علي تقرير حقيقة له، تقول بأنني جزء من الواقع السياسي المعارض في سورية، ولست من خارجه، لذلك أجد من حقي وواجب علي أن أقدم محاولة لتفسير (ظاهر) .هذا لأني اعتقد بقدرتي في تمييز الفرق بين الظاهرة السياسية كمنتج اجتماعي وثقافي،وبين التعويم السياسي كمنتج غائي، وهذا المنتج يشبه الظاهرة السياسية من حيث الشكل، لا من حيث الوظائف التي تؤديها الظواهر من النوع الأول، بل هي دون ذلك، لأنها تشكل كوابح في مسيرة تطور المجتمعات، وفي كثير من الأحيان تكون سببا في تفكيك مجتمعاتها، وإرجاعها إلى مكوناتها الأولى.
أولا: في هذه الورقة سأتناول ردود السيد “مرعي” والمعلومات التي دعّم فيها دفاعه، فقد لخص مقالتي على الطريقة المدرسية إلى (11) مرتكز مغفلا بعض الأفكار والنتائج، تسهيلا للقراءة، وليس لدي اعتراض على ذلك إلا في نقطة واحدة، لأنه قام باستبدال مفهوم الحليف الموضوعي بمفهوم (رديف للسلطة) في نهاية الفقرة (7) من تلخيصه، وأعتقد إن هناك فرقا كبيرا بين المفهومين، وهذا الاستبدال له سبب عند”مرعي” يمكن التعرف عليه من خلال رده ،واستخلاصه لنتيجة ،حملني مسؤولية استنتاجها والتي تفيد بان الاتحاد الاشتراكي فصيل غير معارض “رديف للسلطة” علما إنني أكدت انه فصيل معارض منذ النشوء،لأنه وجد من اجل تمثيل القوميين العرب في سورية وقيادتهم كبديل لحزب البعث ، الذي يشاركه الأهداف والشعار و الادلوجيا (بالمعنى العروي) .
ثانيا:معلومات ودفاع
1-بالتأكيد من حيث الشكل، نشأ الاتحاد الاشتراكي/فرع سوريا، بشكل مغاير عنه في مصر، لان الثاني/المصري/أنتجه /المخزن/على رأي الأخوة المغاربة، والأول/ السوري/ انعكاس لذاك (الأصل)، الذي تبنى كل مقومات حزب (المخزن) وأعلن تبعيته، بإضافة/فرع القطر السوري/ في معرض تعريفه لنفسه.
فحاجة مصر إلى وجود حليف قومي غير حزب البعث حاجة موضوعية، من اجل الحفاظ على مصالحها في سورية، بوصفها لاعب إقليمي كبير، وبما إن (عبد الناصر) لم يكن يثق بقادة حزب البعث، وخصوصا العسكريين منهم،وهو الذي أقصاهم من الجيش ، فقد كان يعرفهم بشكل جيد، لان معظمهم قد أدى دورات عسكرية في مصر، ويعرف طموحاتهم في السلطة، لذلك أراد أن تكون /النسخة/ السورية عن تنظيمه قريبة من النظام ومعارضة كورقة ضغط .
2+ 4- يتناقض السيد “مرعي” مع نفيه ليؤكد معلومة حاول جاهدا في نفيها، حيث انه يؤكد إن الاتحاد لاشتراكي لم يتلق أي دعم من الجمهورية المتحدة”مصر عبد الناصر” أيام الوحدة في الفقرة /2/ ثم يؤكد في الفقرة/4/ إن هناك علاقات لكنها”انقطعت مع النظام المصري تحديدا بعد انقلاب 13/مايو/1971″ ، التناقض واضح بين النفي المطلق في/2/ والتأكيد على أن هناك علاقات لكنها انقطعت، و هذا لا يفيد في نفي الإيحاء الذي أراد نفيه، بل يؤكده لان السادات في انقلابه بداية أزاح فقط خصومه، الذين يشكلون خطرا على سلطته الوليدة، ولم يكن انقلابا ادلوجيا في البداية، لأنه فيما بعد شكل مع سورية وليبيا (اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة) كمشروع يمثل بؤرة للنضال من اجل الوحدة العربية الكبرى .
3- ما كانت دعوة الاتحاد الاشتراكي لتحالف جبهوي /الجبهة الوطنية/ بعد هزيمة حزيران إلا ترجمة لخطاب ناصر، وتقيمه لأسباب الهزيمة الذي دعا فيه إلى هذا التحالف، وكان هدفه، إقناع الجماهير”الشعبية” بأولوية المعركة مع العدو، والتغاضي عن حاجات هذه الجماهير، وتأجيل مطالبها في الانعتاق من الاستبداد، ومطالبها في انجاز التنمية الموعودة بها من قبل النظام ،أما موضوعة الاعتقالات آنذاك ،فهي موضوعة لها ظروفها الخاصة ،إذ أنها كانت نتيجة للصراع الداخلي الدائر في حزب البعث بين كتلتين، والذي انتصر فيه فريق العسكر،وكان انتصار هذا الفريق حاسما، ومن جولاته كانت اعتقالات/68/ .
5-معظم القوى اليسارية (الشيوعية) تعاونت، وهو مفهوم بحاجة لتوضيح من “مرعي” ماذا يقصد ب”تعاونت “لان الاتحاد الاشتراكي كان “متعاونا” وبشكل فعّال مع البعث، وكانت “الغوتا” التي حصل عليها من السلطة كبيرة، مقياسا ببقية “المتعاونين”، وقد كان قائده المهندس للجبهة الوطنية التي أردها الأسد (وهذا ليس من عندي بل هو موثق في محاضر الاجتماعات التأسيسية للجبهة والأدبيات السياسية السورية) .
6- يؤكد السيد “مرعي”: انسحب الاتحاد الاشتراكي من الجبهة بسبب تسلط حزب البعث الحاكم…..الخ .
أود أن يقارن السيد “مرعي” بين ما ورد في مقالتي وكلامه ،وقد كانت الفقرة وبالحرف (وما كان إلا زمن قصير حتى افترقت مصالح التنظيم مع مصالح الرئيس الأسد، الذي ركز السلطة في يده عبر سلسلة من التدابير والقوانين وبعض مواد الدستور”الدائم” وبعض التعديلات في ميثاق الجبهة لصالح حزب البعث ولتعزيز سلطته…..) وبهذا يكون قد أكد تحليلي في أسباب انسحاب التنظيم من الجبهة الوطنية، واعتقد بان هذا ليس تركيبا “غائيا” .
7- في هذه الفقرة يقدم السيد “مرعي” معلومة خاطئة عن حق النقض، الذي يتمتع به الأعضاء المؤسسين للتجمع، إذ يدعي بان هذا المفهوم وجد لان (المكتب السياسي) لا يريد دخول حزب العمل الشيوعي إلى التجمع، وكأنه يريد أن يقول : حزب العمل قد تأخر دخوله التجمع لمدة تتجاوز ربع القرن بسبب “فيتو” المكتب السياسي .
مع العلم إن حزب العمل لم يدخل حوارا من اجل ذلك مع أطراف التجمع إلا مؤخرا، لأسباب اعتقد إن هذه الورقة /الرد/ ليست في وارد البحث فيها.
ولو رجعنا إلى الوثائق التأسيسية للتجمع، لوجدنا إن حق النقض شرط تأسيسي، لذلك بقي التجمع تحالفا مغلقا ،إلا من بعض الشخصيات المستقلة من/اليسار القومي/، وبعد أن بدأ حزب الشعب وريث المكتب السياسي تقليص دوره في التجمع ،بسبب عطالة مؤسساته ، دخل حزب العمل الشيوعي”الجديد” التجمع ،كبديل طامح للعب دور المكتب السياسي، الذي انتقل وريثه حزب الشعب في البحث عن آفاق تحالفيه جديدة، وتنسجم مع أطروحاته السياسية.
إذن إيراد هذه المعلومة الخاطئة، هي محاولة بائسة من السيد “مرعي”لتبرير وجود هذا المبدأ، والغمز في قناة المكتب السياسي وهو تبرير لإخفاء وتمويه السبب الرئيس في وجود ه، لان هذا المبدأ يتوافق مع رؤية الاتحاد الاشتراكي في شكل وبناء التحالفات، مع قوى وطنية وقومية ديمقراطية ،قد تحرجه وتجره إلى سقوف أدنى من السقف القومي، (احد المعاني الأولية لنشوءه) .
8-(لم يجمد الاتحاد الاشتراكي دوره في مؤسسات التجمع بل شكل الحاضنة…….) يزعم معتمدا على ذاكرة مثقوبة تؤكد وتنفي وتتجاهل بشكل انتقائي، وللعلم فقد بقي أعضاء من الاتحاد الاشتراكي في هيئتين هما:
أ- الهيئة المركزية وكان يقودها الدكتور الاتاسي – ب – فرع حلب وكان فيه اثنين من التنظيم هما الأستاذ نجيب ددم والسيد عبدا لمجيد حمو، وأما باقي كوادر التنظيم دخلوا في مرحلة الحفاظ على الذات ،وقد أكدت في مقالتي إن الاتحاد الاشتراكي ابقي على بعض كوادره في هيئات التجمع، وكنت اقصد بذلك هاتين الهيئتين ،التي طالتهما الاعتقالات، وكان كل من الأستاذ ددم والسيد حمو قد اعتقلا على خلفية نشاطهما في فرع حلب للتجمع، وليس على خلفية الانتماء للاتحاد الاشتراكي، كما إن اعتقال الأستاذ عبد المجيد منجونة فقد كان على خلفية النقابات، وآخرون على خلفيات مشابهة .
9- حراك المثقفين الذي يزعم السيد”مرعي” بأنه جزء من حركة التجمع، وبالتالي هو حراك قاده الاتحاد الاشتراكي ،وان الأستاذ ميشيل كيلو ،كان كان ملتزما في التجمع ،وكأنه لا يعلم بان الأستاذ كيلو/فك الله أسره/ قد أستعين بخبراته في نشرة (الموقف الديمقراطي) وهذا الالتزام الذي نسبه للأستاذ كيلو، يناقض ما أورده الباحث الأمريكي / سيث ويكاس / من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، بعنوان / المعارضة السورية ونظام الأسد، وقد ورد في الصفحة /120 / من مجلة أطياف /23- 24/ تاريخ /أيلول وت1عام 2007/ تصدر عن مكتب السياسة لحزب الشعب الديمقراطي السوري, حيث قال: (ظهرت بوادر ربيع دمشق قبل أيام من موت حافظ الأسد في حزيران2000 عندما نظم الصحفي والناشط المدني المعروف ميشيل كيلو لقاء للكتاب والناشطين والفنانين في منزل المخرج نبيل المالح وتطور اللقاء إلى لجان إحياء المجتمع المدني –CRCS- — والتي تستمر في عملها إلى اليوم، بدأت كمجموعات حوار بهدف إنعاش الحراك الثقافي والديمقراطي في سورية) .
هذا النوع من الادعاءات، يناسب ذهنية الاتحاد الاشتراكي، وقد عانينا الكثير منه في هيئات إعلان دمشق، إذ انه يعترض على استقلالية الناشطين والمثقفين المستقلين، بسبب انتمائهم السياسية والادلوجية / اقصد تنظيميا / ، فما بالكم إذا كان بعضهم انتقل من خيارات السلطة إلى أخرى معارضة للسلطة ك/ د. عبد الرزاق عيد د. وعارف دليلة ورياض سيف و… / ،وكان لهم دور بارز في حراك المثقفين/ربيع دمشق/ ،إذ إن الدكتور دليلة وكثيرين لا زالوا يدفعون ثمن موقفهم سجنا ، ومعظم الناشطين في ذاك الربيع ،يرون في تكتل إعلان دمشق مشروع حاضنة للتغيير الديمقراطي وهم الذين أعلنوا تحفظاتهم على بعض مرتكزا ته، ولم يستبطنوها .
10- لاشك بان الاتحاد الاشتراكي قد اجري حوار داخليا (لاادري مدى عمقه)، لكنه يبق حوارا داخليا وعلى أهميته لا يرقى إلى مستوى الحوار العلني والشفاف الذي شارك فيه معظم الطيف السوري وأداره مثقفي سورية المستقلين، إذ لم نجد أثرا ملموسا لنتائج الحوار الداخلي الذي أجراه التنظيم، في العلاقة بينه وبين الطيف السياسي السوري، أو بعلاقاته مع “الحركة الشعبية من اجل التغيير الديمقراطي” و بالمناسبة أود أن اذكر السيد “مرعي” بان هذه الحركة موجودة فقط على شكل إعلان عن مفقود في وثائق المؤتمر الثامن، لأنهاٍ في الواقع غير موجودة، والسياسة لازالت عمل نخبوي .
– وبما إن السيد “مرعي” يكثر من استخدام كلمة”أول”، سأحاول فحص بعض هذه “الأول” .
– “أول” من دعا إلى قيام أوسع جبهة عريضة من اجل التغيير الديمقراطي ،مانحا نفسه حق السبق، دون يكلف نفسه، بمراجعة وثائق القوى الأخرى من الحلفاء وغير الحلفاء، الذين دعوا إلى قيام جبهة عريضة للتغيير الديمقراطي منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي (يمكن الرجوع إلى وثائق حزبي المكتب السياسي والعمل في الفترة التي أطلقتم عليها مرحلة الحفاظ على الذات وأوقفتم فيها حتى النشر الداخلي) .
– أما زعمه عن مشاركة عدد من كوادر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في تأسيس منظمات المجتمع المدني ،فهو ادعاء باطل لان المنظمة التي يتحدث عنها تأسست في 10/2/2004 ( البيان التأسيسي )، وهي في الواقع مجرد منظمة رديفة للاتحاد الاشتراكي، خصوصا بعد “تطفيش” د.عمار قربي وآخرين منها ، إلا إذا كان يقصد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي تأسست عام 1962ولم تقم بأي نشاط وبقيت مجرد واقعة في التاريخ المدني والحقوقي السوري.
– يؤكد ما حاولت تأكيده حول مشاركة أعضاء من الاتحاد الاشتراكي في التأسيس أو الالتحاق بالمنظمات المدنية الوليدة، ويعتبر هذه المشاركة الكثيفة من قبل أعضاء التنظيم كـ( محاولة لإشراك جميع الأطياف في العمل السياسي والوطني) وليس من اجل السيطرة على مجالس إداراتها، وجعلها تحت مستوى سقوفه، ورؤيته للدور الوظيفي لهذه المنظمات .
هكذا بكل بساطة يشارك الآخرين / احتكاره للسياسة والوطنية كما احتكر القومية سابقا/ باعتباره الحاضنة للعمل السياسي والوطني، حيث يتدرب الآخرون في الحضانة التي يديرها مدربون من الاتحاد الاشتراكي ليمنحوا بعد تخرجهم شهادات في الوطنية ممهورة بخاتم السيد خدام عندما كان على/ سروج خيله/ عبر الأستاذ حسن عبدا لعظيم. نعم فقد ظهرت مشاركة الاتحاد الاشتراكي بقوة في التوقيع على بيان الألف، وهذه حقيقة تؤكدها النتائج التي خلصت إليها في مقالتي، لان بيان الألف كان الرد الاستعراضي /للأكثر و الأقدر/ على بيان /99/ و قد كان نشر بيان الألف (أسقطت الكثير من القوائم الموقعة عليه) بداية النهاية لربيع دمشق، وهذا ليس استنتاج بل واقعة ملموسة .
11- تأكيد السيد “مرعي” في هذه الفقرة لم يكن خارج نتائج التحليل في مقالتي، حول موقف الاتحاد الاشتراكي من تجميد نشاطه في مؤسسات الإعلان، وهو الذي شارك بقوة في ظهور الإعلان، وفي إنتاج وثائقه حتى اللحظة الأخيرة من الدورة الأولى للمجلس الوطني الذي اخفق قادته في الوصول إلى هيئة الأمانة العامة للإعلان، إلا عبر مرشتحه “المستقلة فقط أثناء انعقاد المجلس” وهذا برأيّ باطنية سياسية تؤكد رأي كثيرين حول مدى استقلالية من زكاهم من المستقلين إلى مؤسسات الإعلان.
12- .إصراره على نفي دور ممثلي الاتحاد بتعطيل العمل في كثير من مؤسسات الإعلان هو إصرار غير مفهوم، لان أي عضو في هذه المؤسسات يمكن أن يزودك بالكثير من المعلومات، ويمكنني سرد وذكر الكثير. (وسأزودك بها شخصيا لأنه في جزء مهم منها غير سياسي إن كنت ترغب) .
– لقد أشرت في مقالتي إلى إن توقيفات واستدعاءات 10/12/2007قد طالت عدد من أعضاء الاتحاد بوصفهم أعضاء في المجلس الوطني باستثناء الأستاذ محمد زكي الهويدي عضو المكتب السياسي للاتحاد، أما تعرض قادته للضرب مع غيرهم من النشطاء لم يتطرق مقالي لنفيها، لكن يمكنني أن اضرب مثالا يتعلق بقادته حول تنصلهم من مسؤولياتهم في قضية السيد(حسن زينو) ونشرة الموقف الديمقراطي.
13- أما ما يتعلق بتأكيد السيد”مرعي” بان عضوة الأمانة في إعلان دمشق السيدة ندى الخش مستمرة في تجميدها، يجعلنا نتساءل أيهما نصدق “مرعي” أم بيان السيدة ندى الخش عن تراجعها عن تجميد نشاطها في هيئة الأمانة، وهنا ربما يصدق القول(أهل مكة أدرى بشعابها).
ثالثا- مقدمات صحيحة لا تؤدي إلى نتائج زائفة
من خلال مناقشة النقاط أل/13/ السابقة من خلال وما ورد فيها من معلومات، تؤكد في معظمها النتائج التي توصلت إليها من خلال مقالتي لصيرورة حزب الاتحاد الاشتراكي منذ النشوء، وان مواقفه عبر تاريخه تجعل منه حليفا موضوعيا للنظام، ولم أذكر أبدا انه فصيل غير معارض، واعتقد إن الديمقراطية ليست من خيارته الآن ، وهذا واقع ملموس ،على الرغم من الجهد الذي بذله السيد”مرعي” في محاولة نفي ذلك، فالخلاف عميق وأصيل، لكن ليس كما أراد أن يؤكد أنه يدور حول المسائل والمصالح القومية، وتلك التي تتعلق بالصراع العربي الصهيوني وبدور أمريكا واحتلالها للعراق /أحيل الأخ مرعي إلى البيان الختامي للمجلس الوطني لإعلان دمشق الذي شارك الاتحاد الاشتراكي في صياغته، بما فيها علامات الترقيم/، بان الخلاف كان تأكيد لوجهة نظري بأن تجميده لنشاطه في مؤسسات الإعلان، كان الظاهر من معنى أصلي هو غاية الأفعال الظاهرية /السلطة/ حتى ولو كنت شكلية كهيئة الأمانة التي اخفق في الوصول إليها عبر التصويت (يمكن للسيد مرعي الرجوع إلى محاضر المجلس الوطني للإعلان ،وإلقاء نظرة ولو سريعة ليتعرف على مدى الفجاجة التي عبرت عن احد المعاني الأصلية لنشوء التنظيم ،عندما قال الأستاذ منجونة :نريد تقاسم السلطة لأننا مغبونون…..).
في الوقع لم تزعم مقالتي بأنها تؤرخ للاتحاد الاشتراكي ولنشاطاته السباقة، حيث يعيب عليّ تجاهلي لبعض تاريخه الذي كان فيه السباق ولمنشوراته الفكرية في نقد التجربة الناصرية (بالمناسبة لقد وزعت من الإطلالة أكثر مما وزع فرع الاتحاد الاشتراكي بالرقة) .
– أما ما يتعلق بالنكران والتآمر من قبل قوى كان هو رافعتها، أجد نفسي لست معنيا بالرد لان لهذه القوى (الجاحدة) لها أقلامها التي تستطيع الدفاع عن مواقفها ، وتبرير (جحودها) .
رابعا: التيارات مشروع أحزاب
تأكيدي على وجود تيارات، نابع من واقع ملموس وعياني مشخص، ونفيه مجرد دفن للرأس في الرمل، لان تعبيراته يمكن تسميتها، فالتيار الأول الذي تعزز بزملاء السجن المركزي بحلب، له تعبيراته القيادية التي تطلق على نفسها/إخوان مسلمين مشفرين/ .
أما التيار”العصبوي” الذي ينفي وجوده ويتناقض مع نفسه في نفي وجوده، وقد دلل على وجود هذا التيار من خلال من مناقشته للفقرة رقم/11/ من رده، والذي رأى إن مضامين إعلان دمشق على خلاف مع رأي الاتحاد الاشتراكي ، وقد أعاب هذا التيار على قادة توقيعهم على الإعلان دون الرجوع إلى مؤسسات أحزابه ، وأضيف دلالة أخرى عليه: الاستحسان الذي لاقته دعوة / د. هيثم مناع/ التي يدعو فيها المعارضة السورية لمحاورة الجبهة الوطنية .
وأما بالنسبة للتيار الثالث وهو التيار الذي لمسنا تذمره من موقف حزبه من خلال ما نشره من نقد حول هذا الموقف ، وهو التيار الموؤد ، الذي لم يمنح فرصة التعبير عن ذاته بسبب الكوابح التنظيمية ،والذي فضل الكثير من تعبيرات هذا التيار النشاط كمستقلين .
لم يتحدث احد من داخل الإعلان مؤكدا على إن مضامين الإعلان هي نهائية وغير قابلة للتعديل والحذف، على عكس ما يحاول أن يؤكده عندما يقول: إن التحفظات قالت بها كل قوى إعلان دمشق وان الإيضاحات لاقت قبول الكل / أحقا لاقت ذلك ؟ / .
– أما ما يتعلق بإعلان المبادئ الذي أطلقه الاتحاد الاشتراكي، يحق لنا التساؤل ما جدوى حوار حول مبادئ تم الحوار حولها وإيضاحها داخل مؤسسات الإعلان؟، فقد كنتم قوة رئيسة فيه وساهمتم مساهمة فعالة في إنتاج وثائقه بما فيها علامات الترقيم.
وأخيرا : أعتقد بأن السيد” مرعي” قد بذل جهدا كبيرا في محاولة رده نتائج تحليلي، ولكنه كان يؤكد ها في معظم الفقرات التي تناولها، كما بينت ذلك من خلال مناقشتي لردوده على تلك الفقرات التي تناولها، أما تلك التي تجاهلها / بغض النظر عن نيته/ تأكيد إضافي على صوابية تحليلي لتلك المواقف ونتائجها ،
وفي النهاية: هذا رأيّ ولك حق الاختلاف معه ، فأنا لا أرغب بتأجيل قضاياي الوطنية إلى أن تحل قضايا خلاف النظام مع الخارج/الضلالي، الذي يهدد المنطقة بمخاطر كبيرة، ولأاعتقد بوجوب التضحية بهذه القضايا. والاشتراك بممانعة شكلية مع هذا الخارج/الضلالي وأعتقد يا سيد ي إن”الجماهير الشعبية” ما عادت تلك التي خبرناها في القرن الماضي، فهي تدرك جيدا وتقرأ ما يدور حلها من أحداث، بالمعنى العامي (لم يعد يؤكل بعقلها حلاوة) .
13/3/2007
Khalaf524@gmail.com
سوريا – الرقة
خاص – صفحات سورية –