لا مبرر لمقاطعة قمة دمشق
مروان علي
تشكل القمة العربية الاطار الوحيد والمتبقي من العمل العربي المشترك الرسمي طبعا و لاتعلق الشعوب العربية عليها أية آمال لانه ما من قمة عربية استطاعت ان تحقق شيئا ولو بسيطا لهذه الشعوب الجائعة والفقيرة التي تعاني من كل امراض الدكتاتوريات المزمنة، ومع ذلك لابد من دفع العمل العربي المشترك ( حتى الرسمي ) الى الامام ووضعه امام مسؤولياته التاريخية وخصوصا في هذه المرحلة الخطيرة والمهمة التي تهدد مصير الشعوب العربية وشعوب المنطقة برمتها .
من هنا امام الانظمة العربية فرصة حقيقية للالتقاء وتناول كافة الخلافات العربية والمشاكل ووضعها جميعا على الطاولة ومناقشتها بمسؤولية ( ولو لمرة واحدة ) لوضع حد ما للتدهور الحاصل في الوضع العربي وخصوصا في فلسطين ولبنان والعراق
امام الموت اليومي في العراق وفي غزة وامام تدهور الوضع اللبناني الذي اصبح – لاسمح الله – على مشارف حرب اهلية ( هناك مخاطر حقيقية تهدد مصير لبنان ووحدته وتجربته الديمقراطية اليتيمة في العالم العربي ) هل يمكن مواجهة ذلك بالصمت أوالاكتفاء بالتفرج ؟
قمة دمشق قد تكون مثل سابقاتها ( رغم السعي السوري لانجاحها بشتى الوسائل ) مجرد شعارات وخطابات ووعود فارغة بمساعدة الشعب العراقي والفلسطيني واللبناني ومعالجة كافة القضايا والمشاكل العربية من المحيط الى الخليج ومع ذلك لابد من الامل ولابد من العمل ولابد من الحوار لانه لابديل عنه في ظل تفاقم الخلافات العربية العربية ونسيان الاخطار الاستراتيجية التي تهدد الجميع .
لاشيء يبر مقاطعة قمة دمشق لانه ليس المهم أين تعقد القمة وانما ماذا تنتج عنها من اجراءات عملية وملموسة على صعيد العمل العربي المشترك الذي يبدو انه يحتضر .
*شاعر سوري
الحوار المتمدن
2008 / 3 / 28