العالم كله يدين اسرائيل وثوري الامس يدافعون عنها
رزاق عبود
بصراحة ابن عبود
تزدحم المواقع الالكترونية للاسف هذه الايام العصيبة بالعديد من الكتابات التي كان اصحابها في يوم ما محسوبين على جبهة التقدميين، ومنهم من لا يزال كذلك. يصطفون للاسف،عن غير قصد، مع غلاة الصهاينة، وتصريحات الحكام الخونة في تحميل الضحايا مسؤولية ذبح انفسهم. ولكن غشاوة العيون التي لا زالت ترى في بوش محررا، وهو يعتذر عن حماقته امام الملايين من البشر على شاشات التلفزيون. ترفض ان تعتذر مثل “بطل” تحريرها. ذات العيون والاقلام تعتبر كل من يختلف معي عدوي. ذات الاصوات التي تعتقد ان كل مقاومة باتت ارهاب، وتطرف، وعصبية. وتصب اليوم جام غضبها على حماس، لانها تقاوم العدوان الاسرائيلي، كما قاومه اللبنانيون والفلسطينيون في ثمانينات، وتسعينات القرن الماضي، والاجتياح الاسرائيلي للبنان صيف عام 2006. وكما قاوم المصريون الاعتداء الثلاثي عام 1956 والفيتنام خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي. ونسينا كيف اننا سخرنا من “تطرف” وحماسه جيفارا، واليوم نرفع صوره في غرفنا، وعلى ملابسنا، وتحول مكان اغتياله الغادر الى مزار لفقراء بوليفيا. نسينا ان ممن قاتل الامريكان في امريكا اللاتينية قساوسة خلعهم البابا بولص الثاني من الكنيسة لانهم حاربوا مع الماركسيين. ثم عاد ليزور بلدانهم واحدا واحدا، وحرص ان يكون من بين المحيطين به اولئك القساوسة المتمردين الابطال. نسينا ان عمر المختار في ليبيا، وعبد الكريم الخطابي في الجزائر، وعزالدين القسام، والاب كابوتشي، في فلسطين، وقادة ثورة العشرين وثورة المشروطية في ايران كانوا من رجال الدين. كنا ولا زلنا نمجدهم. اننا نختلف مع حماس في الفكر، والعقيدة، والاساليب، لكننا اتفقنا على عدم التدخل في شؤون الثورات الاخرى، والطرق التي تختارها للنضال. قد نبدي ملاحظاتنا، اذا كنا مخلصين، لكن لا نشترط عليهم شيئا. اسرائيل المعتدية تصبح مدافعة عن النفس. اسرائيل الغازية تتحول هي الضحية. حماس وابناء غزة المدافعين عن ارواحهم يلامون ويتهمون بالارهاب. صحيح ان الاخوان المسلمين منظمة دينية محافظة، ومتخلفة، وسلفية من وجهة نظرنا، وانها الاب الشرعي لحماس. لكن من الذي دفع حماس لهذا الحماس الاستشهادي. في الغرب يرد اليساريون عندما يسالون عن عمل الانتحاريين في فلسطين “اننا لا نقبله ولكن نتفهمه”! لمنا حركات ثورية عريقة لانها لم تلجا الى السلاح لاسقاط زعماء وطنيين يلتف حولهم الملايين. واليوم نلوم المقهورين لانهم امتشقوا السلاح. امس صفقنا لحزب العمال التركي واليوم نسميهم ارهابيين. ان حماس الان حركة تحرير وطني تدعمها غالبية الشعب الفلسطيني حتى اليساريين منهم. فهم ينسقون مع الشيوعيين والماركسيين الاخرين اكثرمن منافسيهم من المسلمين الاخرين. ولماذا تنناسون ان حكومة اسرائيل تمثل التعصب الديني الاعمى، يقودها حاخامات عنصريون يربون الاطفال على استباحة الدم العربي.
مظاهرات في جميع انحاء العالم، استكار، تنديد، شجب، ادانة. حتى اكثر المنظمات حيادا وحذرا في التصريحات مثل الصليب الاحمر الدولي اعتبرت الامر جريمة، وماساة، وكارثة بشرية تتحملها اسرائيل. منظمة طبية تطوعية نرويجية، وهم من اكثر من دعم اسرائيل في اوربا الشمالية تسمي العدوان مجزرة، وابادة. يهود في داخل اسرائيل، يتظاهرون ضد الحرب. يهود في جميع انحاء العالم يتظاهرون ضد الغزو. بعضهم مزق جنسيته الاسرائيلية. حامل جائزة نوبل للسلام الرئيس الفلندي السابق يطالب بالحديث مع حماس، وليس محاولة تصفيتها لانها سلطة منتخبة شرعيا. الامم المتحدة رغم خوفها من زعل امريكا واسرائيل اعتبرت الامر عدوان، وغزو واستعمال مفرط للقوة. الاف من الجرحى، مئات من القتلى، قصف البيوت، والمستشفيات، والمدارس، وسيارات الاسعاف. قتل الاطفال بالجملة. لاكهرباء، ولا ماء، ولا غذاء، ولا دواء، وكتاب الغرف الدافئة في دول اللجوء التي تسلح اسرائيل يطالبون حماس بالاستسلام، وهم يتفرجون من نوافذهم على المظاهرات المضادة للغزو. ويرددون مع الاعلام الاسرائيلي والامريكي ان حماس تطلق صواريخها من بين المدنيين. ولم تظهرالصور اي موقع صواريخ تحطم نتيجة قصف اسرائيل المواقع المدنية. ان غزة معسكر لاجئين يمتد على مساحة القطاع، وان اسرائيل اقتطعت ولا زالت تقتطع كل يوم اراضي جديدة. يطالبون قيادات حماس بتسليم انفسهم الى اسرائيل بالخروج من مناطق اختفائهم ولم نسمع عاقلا قبل ذلك يطالب قادة المقاومة بالموت اولا، وترك المقاومين بدون قيادة. ولو كانوا فعلوا ذلك لاتهمناهم بالخرق، والحماقة، والتهور. اسرائيل يا سادتي عازمة على اركاع الشعب الفلسطيني وكتاباتكم هذه تصب في مصلحة عدوانها. اسرائيل
تريد اعادة احتلال غزة لصالح حل تصفوي يتزعمه عباس بدعم مصري امريكي. هل اطلق عرفات صواريخ من مقر رئاسته الذي حوله الاسرائيليون الى خرابة رغم كل الاتفاقيات المعقودة وبمباركة ودعم راعية هذه الاتفاقيات دولة العدوان الاولى امريكا. ان اسرائيل عبر وزير خارجيتها ليفني تريد طرد حتى عرب 1948 وهم ليسوا من حماس، ولا يطلقون صواريخ على المدن الاسرائيلية. اطفال وفتية الضفة ليسوا حماس كي تطلق عليهم اسرائيل انواع الغازات والرصاص. وجنودها يتلذذون بمشهد الدم الفلسطيني. ثلاثة اشخاص يقررون مصير الحرب: اولمرت، باراك، ليفني، وتتهمون حماس باللعب بمصير الناس، وتهديد مصير الشعب، والتحكم بالمنطقة. اما قرارات ثلات فاشيين متعصبين فهو امر مقبول لديكم. هؤلاء الفاشيون يطبقون اساليب جديدة تعلموها من اخفاقات لبنان. هل يمكن المقارنة بين صواريخ القسام، وطائرات، ومدافع، وبارجات المحتل الصهيوني. اقوى دولة عسكريا في المنطقة تقاتل منظمة لتحرير شعبها المنكوب. المقصود ليس حماس ولا حكومة حماس، ومرة اخرى انها حكومة الشعب الفلسطيني المنتخبة. وهل الاستيطان، وهدم البيوت، وقضم المدن، وبناء الجدار العازل طالبت به او سببته حماس. واذا لم تكن حماس حكومة شرعية فلا شرعية الا للمقاومة، وهي تقاوم. ضرب حماس، وتدمير غزة يقصد به تمرير المخطط الجديد فلا قدس، ولا عودة، ولا وقف الاستيطان، ولا دولة كاملة السيادة. بل دولة كارتونية على راسها ميكي ماوس اسمه عباس.
5/1/2009