قمة الأنظمة المهترئة
لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية
تعقد السبت 2008.03.29 القمة العربية العشرون في دمشق في ظل أوضاع عربية متردية لم تعرفها بلادنا خلال خمسين عاما. فالعراق محتل وتجري على أرضه معارك وحروب وتفجيرات ذهب ضحيتها ما يزيد عن مليون مواطن عراقي، إضافة لانهيار الدولة وتفتت المجتمع.
وفي فلسطين توغل الغطرسة العنصرية الإسرائيلية في دم الفلسطينيين كل يوم، وسط انقسامات بل معارك فلسطينية فلسطينية، لا تخدم في نهاية المطاف إلا المحتل، ولا تثبت إلا مشاريعه الاستيطانية.
وفي لبنان شرخ سياسي حاد ، ودولة معطلة تتناوشها مصالح إقليمية ودولية، يذهب ضحيتها الشعب اللبناني في أمنه ولقمته ومستقبله .
وسورية الدولة المضيفة ” تحتفل” بالذكرى الخامسة والأربعين لإعلان حالة الطوارىء، وسط تضييق أمني على المواطنين والمثقفين والسياسيين ، وضع نتيجتها العشرات في السجون بسبب آرائهم، كل هذا والبلد يختنق بالغلاء والبطالة والفساد.
أما الأوضاع في سائر بلاد العرب فليست بأفضل من بلدنا، ولم نصل إلى ذلك خلال عقود إلا بسبب سياسات الأنظمة التي لا تنجز تنمية ، ولا تحرر أرضا، ولا توفِّر تعليما أو خدمات، وجل هم طغيانها أن تراكم الثروات والنفوذ بالتحالف مع القوى الدولية على حساب الشعب ومعاناته وفقره وكرامته.
ومن مظاهر اهتراء الوضع العربي العام أن القمم السابقة كانت محطة من محطات الصراع العربي الإسرائيلي، في حين أن القمة الحالية نفسها تبدو وكأنها حلبة للخلافات والصراعات العربية العربية.ولا بد هنا من التأكيد على أن الشعوب العربية لم تعد تأمل أي شيء من القمم. وهذه القمة ستكون مثل سابقاتها كلاما في كلام ، لا يفيد صديقا، ولا يضر عدوا. ذلك أن شعوبنا تعرف أكثر من غيرها أن علة أوضاعنا ليست في القمم ولا في قراراتها، بل في طبيعة الأنظمة نفسها والمصالح المحلية والدولية التي تمثلها، وكما تعرف أن تقدم مجتمعاتنا مرهون بكنس تلك الأنظمة برمتها عن كاهلها.
باريس
لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية. 28.03.2008
خاص – صفحات سورية