لقطات من الحرب على غزة
مازن كم الماز
1 – بدأت الحرب بزيارة للسيدة تسيبني ليفني إلى القاهرة , كان أبو الغيط يقف إلى جانبها مرتبكا كطفل أو تلميذ مدرسة فاجأه أستاذه و هو يغش في الامتحان , بينما كانت تسيبني تتحدث و تتوعد و كأنها مديرة تلك المدرسة….
2 – لكل نظام عربي أسلوبه في خوض هذه الحروب , النظام السوري مثلا يسارع إلى مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته و ربما انتقد , حسب أحوال العلاقات مع دول الاعتدال , بعض هذه الدول , بذلك هو يخلص من هذه القصة , و ربما أطلق العنان لآلته الإعلامية لتشارك في القصف الكلامي للعدو و خذ ممانعة للصبح , ألم نكن نتوعد باحتلال تل أبيب و رمي اليهود في البحر في الساعات الأولى من حرب حزيران 67 , و انتصرنا أخيرا لأن الحاكم بقي على كرسيه , يعني الحاكم لن يترك الكرسي حتى يتركه الكرسي , ملاحظة لا تخص النظام السوري فقط , للأمانة العلمية……
3 – النظام الأردني , كما في حرب الخليج الأولى , يتبرأ من معسكر الاعتدال فورا و يترك الناس “تجعجع” في الشارع , و بعد انتهاء الحرب يعود السفير الإسرائيلي و يعود النظام حبايب مع أمريكا و إسرائيل..كل الأنظمة تفتح باب التبرع بالدم في مثل هذه الأحوال و حتى باب التبرع بالمال , كأنهم أبقوا أي شيء للملايين من مواطنيهم ليتبرعوا به لغزة , انظر البخل يا أخي , لا يريدون التبرع حتى بشيء مما أعطاهم الله من عرقنا و دمنا و خبزنا و خبز أطفالنا..
4 – النظام المصري قادر و معه ماكينة كاملة من الأزلام المدربين على الشتم و التمجيد , ما يجب تجنبه هو إسرائيل و أمريكا , أما أي عربي , و بالأخص أي مصري تحديدا , مهما كان فهو مباح…
5 – العين العوراء لليبراليين العرب ترى فقط سجن المزة و السجون الإيرانية , أما أبو زعبل و أبو غريب فهما , كما كان الستالينيون يقولون في السابق عن معسكرات الاعتقال الستالينية , أكاذيب معادية أو محض خيال..مؤخرا جرى شطب السجون الليبية من السجون التي لا تستحق النقد بل و لا حتى مجرد الذكر…..
6 – كيف يتخلص الليبراليون العرب و مسؤولو دول الاعتدال من قضية الشهداء : بسيطة , أليس من المتوقع أن تقوم إسرائيل بالمجازر , أليست هذه عادتها , و هكذا خلصت , بعض الناس لديهم عادات سيئة فقط…يمكن بهذه الفرضية تمرير أكثر من مليون عراقي و ما شئت من الفلسطينيين….
7 – الحرب الوحيدة التي شارك فيها الجميع , من الأسد الأب إلى مبارك إلى أمراء الخليج أمير أمير , كانت بإشراف أمريكي ضد طاغية أهبل اسمه صدام حسين , الطغاة الأذكياء هم من يستيطعون أن يعمروا على كراسيهم , مقابل أي شيء , من قال أن الحكام العرب لا يحاربون…
8 – أمة فيها خمس و عشرون رئيس و جهاز مخابرات و آلاف الجنرالات لا تملك إلا بعض صواريخ الكاتيوشا لترد على إسرائيل , و ملايين الحناجر التي تمارس رميا غير موجه , قمة المهزلة هي في الدعاء الذي يترافق مع سيلان الدموع للموتى في غزة , و قبلها حيث شاءت أمريكا و إسرائيل , و الذي يترافق مع استدعاء ملائكة السماء لمواجهة القتلة , و الدعوة بأن يقوم الله بإسقاط كل طائرة و تدمير كل دبابة , مسكين هذا الإله , الذي يطالبه العرب بكل ما لا يقدرون عليه , و يبدو هو الآخر عاجزا أمام دبابات باراك و صواريخ بوش , يعني كم دعاء و كم تهجد و خلصت , و انظر إلى هذا الرد على القتل بإقامة صلاة الغائب على أرواح الموتى , أحدهم قال لي : لازم ينتصروا , لو تعرف كم دعينا لهم بالأمس……
9 – الشارع العربي غبي و ساذج إذا تظاهر ضد أمريكا و إسرائيل , ما الذي يريده حكام الاعتدال و الليبراليون العرب هو رفع الأعلام البيضاء بدلا من حرق أعلام أمريكا و إسرائيل , هذا هو التعريف الجديد للتقدم و التطور و الوعي الفكري و السياسي و هذا هو التعبير الأمثل عن الحرية السياسية و الفكرية و ليس أن يحكم البشر أنفسهم و يأكلوا ما ينتجوه بأيديهم , معاذ الله……لا أعرف ما الفرق بين أن يحكمنا طغاة سنة أو شيعة , لكن القضية رئيسية جدا بالنسبة لإعلام البترودولار و الليبراليين العرب , و لأننا قطيع من الغنم , يريد ذئب شيعي سرقة بعضنا من الذئب السني , أو سرقة القطيع بأكمله وفقا لبعض الليبراليين العرب , فيقول له الذئب السني الذي يدعي أحقية أكلنا : أبعد يدك , هؤلاء لي , و ربما استنجد بالغول الأمريكي ليحمي قطيعه , أي حضراتنا , من اعتداءات الذئب المهاجم , أما الذئب الشيعي فيتقرب لنا على أساس أن الذئب السني يفرط بلحمنا للغول الأمريكي و للضباع الإسرائيلية , ربما كانت أنياب بعضهم أرحم بلحمنا من بعض , الله و الغول و الفهمانين بأنياب الذئاب أعلم…..
10 – توعد وزراء خارجية الدول العربية مجلس الأمن و هددوه بضرورة إيقاف الحرب على غزة , مع اختلاف التسميات و التوصيفات التي استخدموها لوصف ما يفعله باراك في غزة , فقالت لهم رايس : خذوا !!….فأخذوا و خلصت..زعم الفرزدق يا أخي………
11 – قمة الاعتدال و التحضر العربي تتلخص عند الليبراليين العرب في أنظمة الخليج , ربما فهمونا غلط , ليس المقصود هو وجود كم كبير من السيارات الأمريكية آخر موديل , و لا امتلاك أعداد أكبر من ما ملكت أيمانهم من خدم و حشم من كل الجنسيات , هذه قمة الابتذال اليوم في فهم الحضارة كما أن قمة الابتذال في الحديث المنافق للطغاة هو اعتبار الأمن المركزي التابع لمبارك الأب رمز الحرية اليوم عند هؤلاء , دعونا من الكلام أيها السادة , حان وقت النوم الآن…….