واشنطن تنتقد مقتل 3 أكراد بالقامشلي وتدعو لفتح تحقيق مستقل
مطالبة دولية بإثارة قضية المعتقلين السياسيين بسوريا أثناء القمة العربية
نيويورك –وكالات
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في رسالة إلى عمرو موسى “إن عليه كأمين عام جامعة الدول العربية إثارة قضية النشطاء السياسيين والحقوقيين المعتقلين، في لقاءاته بالرئيس بشار الأسد أثناء القمة العربية في دمشق 29-30 مارس/آذار،
فيما انتقدت الولايات المتحدة سوريا بعد مقتل 3 أكراد سوريين قبل تسعة أيام، ودعت دمشق إلى فتح تحقيق مستقل. وستكون هذه أول قمة تعقد بعد مصادقة عدد من الدول العربية على الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي يفرض على الدول المصادقة عليه كسوريا “وضع حقوق الإنسان ضمن الاهتمامات الوطنية الأساسية”، وتقع على عاتق الأمين العام للجامعة بشكل خاص مسؤولية ضمان تحقيق هذا الهدف.
وقال جو ستورك، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش “ينبغي على عمرو موسى أن يطالب السلطات السورية أن تظهر التزامها بالميثاق العربي بإخلاء سبيل النشطاء المعتقلين”، وتابع قائلا “هذه هي فرصة جامعة الدول العربية لإظهار مراعاتها للمبادئ التي أقرتها بموجب الميثاق”. وتركز الرسالة التي أرسلتها “هيومن رايتس ووتش” إلى عمرو موسى على الاعتقالات الأخيرة للنشطاء السوريين الذين حضروا اجتماع قوى المعارضة في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2007 في دمشق، وكذلك الأحكام بالسجن التي صدرت العام الماضي بحق الكاتب البارز ميشيل كيلو ومحامي حقوق الإنسان أنور البني. واعتبرت “هيومن رايتس ووتش” في رسالتها أن هذه الإعتقالات وأحكام السجن هي انتهاك لقوانين حقوق الإنسان الدولية، التي تضمن حرية الرأي والتعبير، والتي تتجلى أيضا في الميثاق العربي الذي انضمت إليه سوريا كطرف. وتثير الرسالة قلقا حول صحة بعض المحتجزين مثل رياض سيف العضو السابق بالبرلمان، والرئيسة المنتخبة مؤخراً للمجلس الوطني لإعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، د. فداء الحوراني، ويعاني كلاهما من مشاكل صحية، ويحتاجا إلى الرعاية الطبية المناسبة، وهي غير متاحة لهما في السجن حاليا. كما تدعو الرسالة عمرو موسى إلى إثارة قضية د. عارف دليلة، العميد السابق لكلية الاقتصاد في جامعة دمشق، والذي يقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات لإلقائه محاضرة في عام 2001 انتقد فيها السلطات السورية. ويعاني د.دليلة من مشاكل قلبية حادة وجلطة في ساقه وهو بحاجة إلى رعاية طبية متخصصة عاجلة، وهي غير متاحة له في السجن حالياً. وقالت الرسالة “إن للسلطات السورية سجل طويل في إعتقال ومحاكمة النشطاء السياسيين لتعبيرهم السلمي عن رأيهم“.
وفي سياق متصل، انتقدت الولايات المتحدة سوريا بعد مقتل ثلاثة أكراد سوريين قبل تسعة أيام ودعت دمشق إلى فتح تحقيق مستقل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك في بيان “إن الولايات المتحدة تدين الهجوم الذي شنته على الأكراد السوريين قوات الأمن السورية، التي أدت إلى مقتل ثلاثة مدنيين وأسفرت عن إصابة آخرين بجروح خطرة”. وقد وقعت الصدامات بين متظاهرين أكراد وقوات الأمن السورية في الـ20 من مارس/آذار في القامشلي شمال شرق سوريا، وأكد مسوؤل في حزب ياكيتي الكردي في سوريا أن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة أكراد خلال تلك الصدامات التي اندلعت بمناسبة الاحتفالات بعيد النيروز (رأس السنة الكردية). وأضاف البيان “ندعو الحكومة السورية إلى الامتناع عن استخدام تدابير عنيفة لقمع المدنيين الأكراد وإلى فتح تحقيق مستقل تماما”. وفي مارس/آذار 2004، اندلعت مواجهات بين الأكراد وقوات الأمن وقبائل عربية في القامشلي، ثم انتشرت إلى مناطق مجاورة، وأسفرت تلك الصدامات عن 40 قتيلا في غضون ستة أيام، كما ذكرت مصادر كردية، و25 حسب حصيلة رسمية.
قناة العربية