غسان مسعود: المسرح ليس وظيفتي والمؤسسة الرسمية فشلت في تدجينه
دمشق – وسيم ابراهيم
احتفلت دمشق باليوم العالمي للمسرح على طريقتها عبر ثلاث فعاليات منفصلة. فاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية أقامت فعاليات خاصة بها، وعرضت فيلماً عن مسرحية «جنينة الصنايع» للمخرج اللبناني روجيه عساف في المعهد العالي للفنون المسرحية ظهراً وقدمت قراءات مسرحية (حكواتي) في الساعة السادسة من اليوم نفسه في حديقتين ومقهيين، كما قدمت الفنانة هدى الخطيب قراءات مسرحية للأطفال في مسرح مجمع دمر الثقافي.
بدورها احتفلت مديرية المسارح والموسيقى، كما عادتها بالمناسبة، وقدمت احتفالاً متنوعاً ألقيت فيه كلمة اليوم للمسرح التي كتبها لهذا العام المسرحي الكندي روبير لوباج، وألقاها الفنانان عبدالرحمن آل رشي وثناء دبسي، فيما كتب كلمة المسرحيين السوريين وألقاها الفن ان غسان مسعود وعنوانها «المسرح ليس وظيفتي».
وتعرض مسعود في كلمته الى الظروف التي يعيش اهل الفن والإبداع في ظلها وقال: «إن صوت القصف والعصف هو الأعلى، اما لغة الكلام فتعطلت»، ويتساءل: «في كنف الحروب والمجازر في لبنان وغزة ودارفور وازهاق ارواح الاطفال، ما الفائدة المرجوة من الحديث عن أحلام الكبار، وصانعي هذه الأحلام؟».
وينتقد مسعود تعامل المؤسسة الرسمية مع الفنانين المسرحيين، ويعتبر ان الفنان ملتزم بما يشبه «العقد الاجتماعي» وليس ملزماً، ويرى ان الخلط بين الالزام والالتزام يفسر «الى حد بعيد الارتباك، حتى لا اقول الفشل، الذي تشهده المؤسسة الرسمية في تدجين المسرح كوظيفة يومية»، ويكمل معتبراً ان «الدولة تخسر مرتين. تخسر الرواتب والموازنات ثم تخسر المنجز الابداعي، لأنه لا يمكن للفنان الموظف ان يعطي منجزاً ابداعياً بأمر اداري».
وقدمت مجموعة فنانين شباب «اسكتشات» مسرحية تحت عنوان «الرقم 8»، والمجموعة هي ذاتها التي عملت في مسرحية «شوكولا» لرغدة الشعراني وفازت بجائزة مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة.
وعند سؤال مدير المسارح والموسيقى الدكتور عجاج سليم، عن سبب عدم اقامة احتفالية المديرية في المناسبة ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، أوضح ان الاحتفال السنوي تقيمه المديرية كعادتها في العاصمة وبعض المدن السورية، وتحييه فرق الهواة والفرق الخاصة، مشيراً الى ان هذا النشاط مستمر أما «احتفالية دمشق فهي موقتة». وأضاف سليم: ان المديرية تقدم كامل جهدها في الموسم المسرحي «لخدمة احتفالية دمشق ولم يكن لدينا اي مانع من ان نقدم احتفالنا باليوم العالمي للمسرح ضمن فعاليات الاحتفالية لو طلب منا ذلك».
بدوره يعلق غسان مسعود على اجراء الاحتفالين منفصلين بقوله: «أين العاصمة الثقافية من مهرجان كهذا (احتفال مديرية المسارح) ولماذا لم تقدمه ضمن فعالياتها؟»، مشيراً الى ان احتفال مديرية المسارح «يقوم على جهد أفراد حقيقيين».
لكن المسؤولين عن النشاطات المسرحية في احتفالية دمشق يوضحون انهم يسعون الى «دعم» الاحتفاليات الدورية، «عبر اقامة نشاطات موازية لما تقوم به المديريات والهيئات المختصة»، ويضيفون ان الهيئات المختصة هي «الاقدر» على تنظيم هذه الاحتفالات، وان «نشاط الاحتفالية يسعى الى دعم المسرح في شكل تنموي عبر المنح الانتاجية وغيرها».
لكن هذه التفنيدات لا تلغي ان احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لم يكن لها اي حضور رسمي، في الاحتفال الأهم الذي أقيم في مسرح الحمراء امس، وغاب «اللوغو» الخاص بها عن الملصقات والكتب التي وزعت في الاحتفال وكرمت خلاله نخبة من العاملين في المسرح السوري هم الفنانان بسام لطفي ومحمود جبر والمخرج مانويل جيجي والكاتب عبد الفتاح قلعجي والفني المسرحي محمد صلوح.
وتستمر احتفالية اليوم العالمي للمسرح لهذا العام ثلاثة ايام، اذ يقدم الراقص لاوند هاجو عرضه «رسالة» اليوم الجمعة، وتحيي المغنية لينا شماميان حفلة يوم غد السبت، فيما يقدم الشاعر نزيه ابو عفش قراءات من جديده، ويقدم الموسيقي معن خليفة حفلة تتضمن اغاني ألبومه «مطرز». ويعرض مسرح القباني مسرحية «تلاميذ الخوف» للكاتب ايغون وولف ويخرجها مأمون الخطيب، واحتفل المعهد العالي للفنون المسرحية بالمناسبة أيضاً، فقدمت مجموعة من طلابه العديد من الفقرات المسرحية.
الحياة – 28/03/08