صفحات سورية

الأسد في حديث لمجلة دير شبيجل الألمانية

null
نوبلزنيوز: في أول حديث صحفي يصدر اليوم الإثنين، وبعد يومين من إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانبها، عرض الرئيس السوري بشار الأسد أمام سائليه من مجلة “ديرشبيجل”، المقترحات التي حملها إلى قمة الدوحة، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرا أن السلام وأن القضاء على حركة “حماس” يعني القضاء على شعب بكامله.
وأكد الرئيس الأسد أن المشكلة هي إسرائيل وليست حماس التي شكلت في الانتخابات البرلمانية التي اعترفت بنتائجها المجموعة الدولية، غالبية سكان قطاع غزة، وأن نعت هذه الحركة بالإرهاب يهدف إلى عزلها.
وردا على سؤال حول عدم استغلال سوريا علاقتها الجيدة مع حركة “حماس” للضغط عليها كي تنصاع للمطالب الدولية، قال الرئيس السوري بشار الأسد: “السؤال هو عن الهدف الذي من أجله نمارس هذه الضغوط. المطلوب التوصل إلى وقف للقتال من قبل الجانبين، ولكن من المفروض على إسرائيل أيضا إنهاء الحصار الذي تفرضه على غزة وسكانها وفتح المعابر. لأن الحصار هو موت متواصل وبطيء. إن الناس لا تموت فقط بسبب القنابل بل أيضا بسبب حرمانها من الطعام والأدوية.
وأضاف الرئيس الأسد: “في حال فرض الخيار على سكان غزة بين الموت بسبب الحصار أو الموت في المعركة فإنهم سيختارون القتال، لذلك فإن فك الحصار الإسرائيلي عن غزة هو شرط ضروري وأساسي لأي اتفاق لوقف القتال، ونحن نلتقي مع “حماس” حول هذا الشرط الذي يشكل أساسا لأي حلّ.. إن “حماس” ليست المشكلة والسبب، بل إسرائيل.
وردا على سؤال حول ان كل قذيفة من “حماس” تؤدي إلى انتقام وردة فعل عسكرية من قبل إسرائيل وهذا يؤدي بدوره إلى المزيد من آلام الناس، يقول الرئيس الأسد:”قد يبدو الأمر منطقيا، لكن السياسة لا تستند إلى المنطق النظري بل إلى الحقائق والوقائع على الأرض. إن حماس المحاصرة التزمت باتفاق وقف إطلاق النار طوال ستة أشهر بينما واصلت إسرائيل طوال هذه الفترة عملية تطويقها لقطاع غزة.. هذه هي المقدمة التي يجب على المرء إدراكها.
وتقاطعه “درشبيغل”: لكن بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي هناك مقدمة أخرى: هما يعتبران حركة “حماس” حركة إرهابية ومن حق إسرائيل تصفيتها؟
الأسد: “دائما الكليشيهات والشعارات الأمريكية.. هذا هو الأسلوب الأمريكي… سواء كانت حماس حركة إرهابية أو مقاومة شعبية، سواء أعجبتهم أم لا: إنها قوة سياسية على الأرض لا يمكن تجاهلها. ليس بالإمكان النظر إلى حركة “حماس” كقوة تعتقل شعبها رهينة كما يعتقد البعض. إن الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل ثلاث سنوات التي تم الاعتراف بنتائجها دوليا، بينت أن “حماس” تملك الأكثرية المطلقة.. لا يجوز اعتبار الشعب بكامله إرهابيا.
ويضيف الأسد: كيف يمكنهم اعتبار “حماس” حركة إرهابية من دون اعتبار التصرفات الإسرائيلية إرهابية؟ في غضون ستة أشهر الماضية على وقف إطلاق النار قامت إسرائيل باستهداف وقتل عشرات الفلسطينيين ولم يقتل أي إسرائيلي في المقابل. وفي المقابل صمتت أوروبا.. ومن خلال العدوان الإسرائيلي واجتياح قطاع غزة قتل أكثر من ألف فلسطيني حتى الآن.. واليوم صباحا شاهدت بأم العين صورة طفلة فلسطينية قتيلة عمرها حوالي ثلاث سنوات… أين هي صرخة احتجاج العالم الغربي؟
ويضيف الأسد ردا على سؤال: أنا لا أريد الحديث عن “طرق ووسائل” القتل.. لكن ما الذي يميّز طريقة الموت بواسطة قنبلة محمولة على جسم الإنسان وقنبلة مرمية بواسطة الطائرة على الناس؟ القنبلتان نتيجتهما واحدة: القتل. أنا شخصيا لا أؤيد نظرية الهجمات الانتحارية، وهذه الهجمات لا تشكل جانبا من حضارتنا وثقافتنا، لكن في حال أدان المرء هذه التصرفات أم لا.. إنها حقائق واقعية.
وردا على سؤال حول رفض أي سياسي غربي الجلوس على طاولة واحدة مع حركة “حماس”، قال الرئيس الأسد: هذا ليس صحيحا. في الفترة الأخيرة أجرى أكثر من سياسي أوروبي محادثات مع حماس.. لقد تعلم الأوروبيون، وهم يجرون حاليا المباحثات المباشرة مع قيادة “حماس” هنا في دمشق. طبعا بطريقة سرية وبعيدا عن الإعلام. لا أريد الدخول في الأسماء.. نحن نقدم المساعدة حيث نستطيع.
وردا على سؤال حول قبول لجوء القيادي لحركة “حماس” خالد مشعل إلى دمشق وهو على لائحة الإرهاب الإسرائيلية. قال الأسد إن خالد مشعل يعترف بحدود 1967 ويقبل بقيام دولتين وهو صرح بأنه يوقع على أي اتفاق يوافق عليه الشعب الفلسطيني… نحن في سوريا لا نعترف بإسرائيل وهي لا تزال دولة عدوة وتحتل قسما من أرضنا (مرتفعات الجولان).. في حال انسحاب الإسرائيليين من الجولان نعترف بهم… أولا يأتي السلام وبعده يأتي الاعتراف وليس العكس. نحن في هذا الواقع منذ ثلاثين عاما وحركة “حماس” تعيشه منذ ثلاث سنوات.. المطلوب المزيد من الصبر والوقت… لذلك نحن في دمشق تقدمنا بمقترحات وعرضناها على “حماس” والفرنسيين والأتراك وحكومة قطر.
مقترحات الأسد للسلام
ويطرح الرئيس بشار الأسد المقترحات التي يتضمنها برنامجه لإحلال السلام: أولا، وقف إطلاق النار في وقت واحد ومن الطرفين، ثانيا، في غضون 48 ساعة وأقصى حد أربعة أيام يتوجب على الإسرائيليين الانسحاب الكامل من قطاع غزة. وفي خلال هذا الوقت تجري المفاوضات لرفع الحصار ولا يجوز أن تستمر أكثر من أسبوع. إن سكان غزة بحاجة إلى ضمانات دولية تؤمن لهم عدم تعرضهم للهجوم مجددا.
وتقاطعه “درشبيغل”: ولكنك لا تتحدث حول ضمانات لإسرائيل؟
الأسد: هنا يتوجب على إسرائيل إقامة سلام.. وليس فقط الحديث إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. المطلوب وجود حماس. ومن دونها لا تنجح المباحثات، هذه خطوة تالية ومهمة فالمطلوب وحدة الشعب الفلسطيني. من دون الوحدة لا سلام. أما كيف تتحقق هذه الوحدة فالأمر من خصوصيات الفلسطينيين أنفسهم. أنا لا أستطيع ولا أرغب ممارسات الضغوط على “حماس”.
ويضيف الرئيس الأسد: فلننظر إلى الوقائع على الأرض. في عام 2006 وقع قتال بين إسرائيل وحزب الله. إن الإسرائيليين كانوا في حينه، وهم لا يزالون إلى اليوم، ينظرون إلى حزب الله كحركة إرهابية.. وعلى الرغم من ذلك وقعوا اتفاقا مع حزب الله. الجميع تفاوضوا، الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسرائيل وسوريا وحزب الله… هذا الاتفاق الذي تمّ في الماضي مع حزب الله بإمكانه أن يتم اليوم مع حركة “حماس”.
“درشبيغل” – ولكن البعض في الحكومة الإسرائيلية يعتقد أن القضاء على “حماس” ممكن.
الأسد – إن “حماس” لن يقضي عليها. هي لن ترفع الأعلام البيضاء. إنها تملك ثقة شعبها. ومن يحاول القضاء عليها، يتوجب عليه القضاء على شعب بكامله.
وردا على سؤال حول إمكانية نجاح وضمان برنامجه لوقف القتال، يقول الرئيس الأسد: ” طبعا ليس بالإمكان منع أعمال التهريب بشكل كامل، لكن فرض الرقابة من قبل طرف ثالث بإمكانه المساعدة. هذا ممكن عبر الأتراك. إن تركيا تملك الثقة وبإمكانها الضغط ولديها علاقات جيدة مع إسرائيل والعالم العربي. ومن ناحية ثانية، تأتي مصر التي لديها حدود مشتركة مع غزة، وأيضا بإمكان فرنسا التدخل في هذه القضية.. أما بالنسبة إلى ألمانيا، فإن وزير الخارجية الألماني توجه إلى المنطقة لكنه لم يأت إلى دمشق ونحن نرحب بزيارته وبإمكان ألمانيا أن تلعب دورا كبيرا.
وحول العلاقة مع طهران وموقف الولايات المتحدة منها، قال الرئيس الأسد: إن طهران لا تسعى لبناء قنبلة وسوريا هي ضد انتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط.. الذي يتضمن إسرائيل. ويضيف الأسد: هذا الخوف ينشره الأمريكيون في وسائل إعلامهم بهدف عزل إيران لإضعافها.
.. إلى ذلك، تذهب المقابلة الصحفية بين مجلة “درشبيجل” والرئيس السوري بشار الأسد، والتي تظهر في العدد الأسبوعي اليوم الإثنين إلى تحليل توقعات الرئيس السوري من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يباشر بتسلم مهامه.
“نوبلزنيوز”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى