رجل هادئ يفسّر الموت
أدهم الصفتي()
كأي مستبصر ألمعي، يهب “بسّام حجّار” للموت جسداً، بعد أن فسّره دون حكمة غليظة، أو عداوة غير مبرّرة، فما كان لرجل مثل “بسّام” أن يعانق شيئاً لا يدري كنهه بالتأكيد، شعراً ثم تجربة، حيث الموت هو شيء وحيد , نكتب عنه أولاً، ثم نذهب إليه ثانياً، نختار كتابته، ولا نختار ملاقاته.
اختار “صيدا” صاعداً إلى “بيروت”، مثل نذير شعريّ هادئ النبرة. ولا يندهش الأطفال حين يجدون “ألبوم العائلة” أو “مشاغل رجل هادئ جداً” أو “سوف تحيا من بعدي” كثمرات ناضجة على الأشجار التي تظلّل الصاعدين دوماً، من “صيدا” إلى “بيروت”، فى حجّ مدينيّ مقدّس، يعرفه الرجل الهادئ جيداً.
أمّا ملاك الموت، و في رحلته نزولاً إلى “صيدا”، يقطف “تفسير الرخام” من على شجرة، دلّه عليها ملاك آخر، وهو يضحك قائلاً له: أنصحك بقراءته وسط الأصدقاء، حتى لا تحزن على نفسك، وحيداً.
يقرأ ملاك الموت “تفسير الرخام”، ليأتي بعدها مهرولاً إلى الرجل الهادئ في “صيدا”، “ما هذا يا رجل ؟ أتشهّر بي شعراً جميلاً، ألا تدري أني بالآخر ملاك، ألا تكفيك سمعتي الضائعة؟”. يبتسم الرجل الهادئ في صيدا”، يترك الملاك متسربلاً في حيرته، ينتقي الرجل الهادئ الكتب التي سيأخذها معه في رحلة الغياب، حيث لا توجد أخبار أكيدة عن أي مطبوعات مسلية، هناك.
()شاعر ومترجم مصري.