إخوان سورية: طلبنا من جبهة الخلاص موقفاً أقوى من العدوان الإسرائيلي على غزة .. وعلى النظام إثبات مصداقية دعمه لمشروع المقاومة
قالت جماعة الإخوان المسلمين في سورية إنها كانت تأمل في صدور موقف عن جبهة الخلاص الوطني في سورية بمستوى العدوان الإسرائيلي على غزة. من جهة ثانية؛ دعت الجماعة النظام السوري إلى إثبات مصداقية دعمه لمشروع المقاومة.
وقال زهير سالم الناطق الرسمي باسم الجماعة؛ في مقابلة مباشرة مساء الثلاثاء على قناة “الحوار” الفضائية التي تبث من لندن؛ إن موقف جماعة الإخوان المسلمين في سورية من العدوان الإسرائيلي على غزة، كان لا يمكن إلا أن ينسجم مع تطلعات الشعب السوري ومواقفه، موضحاً “أننا لا يمكن أن نرى العدوان إلا بعيون أهلنا” في حماة وحلب ودمشق وباقي المدن السورية.
وأوضح سالم؛ أن الجماعة طالبت جبهة الخلاص الوطني بإصدار موقف أقوى منسجم مع موقف الأمة العربية والإسلامية الحاسم من العدوان الإسرائيلي على غزة؛ وفي الجبهة تيار قومي وإسلامي قوي، ولكن هذا لم يحصل. وأشار إلى أن الجماعة شاركت في الاجتماع الأخير للأمانة العامة لجبهة الخلاص، الذي صدر عنه بيان بغير موافقة الإخوان؛ انتقد موقف الجماعة.
وأضاف إن الجماعة تدرس الموقف من الجبهة في مؤسساتها بعد هذا التطور، وهي تقوم بمشاورات واسعة في هذا الصدد. ورداً على سؤال؛ رفض سالم الحديث عن أي اتجاه تأخذه دراسة الجماعة للموقف من الجبهة؛ مؤكداً أن الجماعة تتجه نحو المزيد من الصبر والحكمة والتأني في اتخاذ القرار، وتدرس معطيات الواقع وتطوراته وتتابعها.
وفي الوقت نفسه أكد سالم أن جماعة الإخوان المسلمين في سورية ما زالت في صف المعارضة، ولم تنتقل منه، وأن الموقف، الذي عبر عنه بيان 7 كانون الثاني/ يناير 2009، بتعليق الأنشطة المعارضة للجماعة والدعوة إلى توحيد الموقف الوطني في مواجهة العدوان، وإلى مصالحةٍ يقوم بها النظام السوري مع شعبه؛ هو موقف محكوم بنتائجه وبمآلاته.
وأشار إلى أن موقف الإخوان هذا إثبات لمصداقية الإخوان المسلمين في السياسة، وفي الوقت نفسه يفرض على النظام السوري تحدياً لإثبات المصداقية في دعم مشروع المقاومة. وأوضح أن الموقف “المعلن” للنظام من المقاومة، يجب أن يُدعَم بموقف يوحد الصف الوطني، حتى يكون لدعم المقاومة معنى، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في سورية تُشهد النخب الفكرية والسياسية العربية والإسلامية على هذا الأمر، الذي يدعم المقاومة بالفعل.
وقال القيادي الإخواني؛ إن ما جرى في غزة يجب أن تكون له نتائج؛ فلا يمكن مثلاً الوصول إلى اتفاق مع الإسرائيليين الذين يقتلون الأطفال والنساء، وهم اليوم من يسيطر على الحكومة الإسرائيلية الجديدة، سواء أكانوا من أتباع بنيامين نتنياهو أو آرييل شارون، في إشارة إلى إيهود أولمرت وتسيبي ليفني زعيمي حزب كاديما الإسرائيلي الذي أسسه شارون.
كما اعتبر أنه ليس المطلوب من النظام بعد بيان الإخوان وحرب غزة اتخاذ موقف أو رد فعل من الإخوان فقط، وإنما البحث في الخيارات السياسية كلها، ومن ذلك “خيار السلام الاستراتيجي” كخيار وحيد.
وأشاد سالم في هذا الصدد بموقف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي قال إن المبادرة العربية للسلام لن تبقى على الطاولة طويلاً.
ورفض سالم فكرة المحاور التي يتم تقسيم المنطقة العربية إليها، وقال إن وقوف الإخوان السوريين مع “حماس” لم يكن يعني بالضرورة الاتفاق مع سورية وإيران وما يُسمى “محور الممانعة”، ولا كان يعني الاختلاف مع حركة “فتح” أو الطعن في شرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولا الاختلاف مع الدول التي توصف بأنها “محور الاعتدال”.
موقع أخبار الشرق