سوريا تواجه مزيدا من العزلة بسبب لبنان
دمشق (رويترز) – تواجه سوريا مزيدا من العزلة ما لم تساعد في حل الازمة السياسية في لبنان والتي تلقي دول عربية وغربية باللائمة فيها على دمشق رغم موقفها التصالحي خلال القمة العربية التي استضافتها الاسبوع الماضي.
وقال دبلوماسيون ومعلقون ان الهجوم الدبلوماسي السوري لن يفعل شيئا يذكر لانقاذها من الوضع السياسي والاقتصادي شديد الصعوبة والمرشح لان يزداد سوءا اذا لم تضغط دمشق على حلفائها اللبنانيين للتخلي عن مطلبهم بالحصول على سلطات أوسع في بيروت.
وصرح جوشوا لانديس المتخصص في شؤون سوريا بجامعة اوكلاهوما لرويترز “في انتظار سوريا أوقات عصيبة.
“تعتقد سوريا أن بوسعها الاستمرار في ذلك عاما اخر.. وبعد ذلك تتغير الامور. لكن وزارة الخزانة الامريكية تزرع شراكا ستصعب على سوريا التفاوض.”
ولم تحرز القمة العربية التي عقدت يومي 29 و30 مارس اذار في دمشق وقاطعتها حكومة بيروت المدعومة من الغرب كما لم يحضرها زعماء مصر والسعودية والاردن أي تقدم ازاء انهاء الازمة التي أفسدت العلاقات بين العرب.
وتخوض حكومة بيروت المقربة من السعودية والولايات المتحدة صراعا مع المعارضة بقيادة حزب الله المدعوم من سوريا وايران.
وأصابت الازمة الحكومة بالشلل كما أن لبنان بدون رئيس للجمهورية منذ نوفمبر تشرين الثاني 2007. وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية في مطلب المعارضة بالحصول على حق نقض القرارات في مجلس الوزراء. ويرفض الائتلاف الحاكم هذا الطلب.
وتعهدت سوريا خلال القمة بالتعاون من أجل انهاء الازمة لكنها أوضحت أنها لن تضغط على حلفائها في لبنان للسماح بانتخاب رئيس جديد اذا لم تنفذ مطالبهم.
وقال لانديس ان سوريا يمكن أن تجد أن من الاكثر صعوبة اللعب من أجل كسب الوقت لان واشنطن وسعت بالفعل عقوباتها على دمشق كما أظهرت الدول العربية المؤيدة لحكومة لبنان عدم استعدادها للترحيب بعودة سوريا الى ما يعتبرونه التوجه العربي السائد.
ويقر مسؤولون سوريون في تصريحات غير معلنة بأنهم في حالة تمسك بموقفهم. ولا يتوقع هؤلاء حلا وشيكا في لبنان بينما يتوقعون المزيد من العقوبات الامريكية التي فرضت أول مرة في عام 2004.
وصرح دبلوماسيون بأن فرنسا تسعى أيضا من أجل ضغوط من الاتحاد الاوروبي على سوريا بعدما فشلت محادثات بين باريس ودمشق أواخر العام الماضي في انهاء الازمة في لبنان.
واجتمع وزراء خارجية الاتحاد في سلوفينيا قبل يوم من القمة العربية لاجراء مناقشات بشأن سوريا. وقال بيان للاتحاد الاوروبي ان الوزراء اتفقوا على دعم التنسيق بشأن سوريا وعلى ألا “يكافئوا عدم التعاون” من دمشق.
ويقول دبلوماسيون انه نظرا لان الانتخابات البرلمانية في لبنان مقررة في 2009 فإن سوريا قد تكون تحسب أن حلفاءها الذين يشكلون أقلية حاليا سيخرجون بعدد من المقاعد أكبر من خصومهم.
وقال دبلوماسي “يكافح الاتحاد الاوروبي لاتخاذ موقف موحد ضد سوريا .. وربما لا تكون الازمة في لبنان عند نفس الدرجة من السوء بالنسبة للجميع .. لكن هل يمكن أن تتحمل سوريا مزيدا من الضغوط في وقت يترنح فيه اقتصادها بالفعل.. .”
ورغم أن سوريا تجذب استثمارات محدودة من الخليج الا أن عجز الموازنة لديها ارتفع الى نحو مثليه العام الماضي كما تسبب تراجع انتاج النفط في أن ايرادات صادرات الخام لم تعد تكفي لتغطية تكاليف واردات الوقود.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية جديدة على سوريا في فبراير شباط شملت تجميد أصول مملوكة لرجل الاعمال السوري رامي مخلوف بسبب فساد مزعوم وصلاته بالرئيس بشار الاسد.
كما نشرت الولايات المتحدة سفنا حربية قبالة سواحل لبنان في اظهار لنفاد الصبر إزاء دمشق وحلفائها.
وتوترت العلاقات بين سوريا والائتلاف الحاكم في لبنان بعد مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في عام 2005. واشار تحقيق دولي الى تورط مسؤولين سوريين في اغتياله الذي كان أحد أسباب الازمة في لبنان. وتنفي سوريا تورطها في الحادث.
وقال المعلق السياسي السوري أيمن عبد النور ان سوريا أدركت أنه لم يعد بوسعها تحمل استمرار تنفير الغرب والقوى الاقليمية مثل السعودية في نفس الوقت.
وأضاف أن الخيار الآخر المتمثل في مواصلة النهج التصادمي خاسر بوضوح