صفحات سورية

حــــوار

null


ساطع نور الدين

الارجح أن أحداً من لبنان لم يشارك في ذلك الحوار الالكتروني الذي دار عبر أثير شبكة الانترنت بين الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري وبين آلاف المريدين والمستفسرين الذين طرحوا عليه قبل ثلاثة أشهر مئات الأسئلة، ورد بالأمس على الجزء الأول منها في تسجيل صوتي دام نحو ساعتين، على أن تأتي الردود على الجزء الثاني في القريب العاجل.

والسبب في هذا الترجيح هو أن أياً من الأسئلة لم يتناول الشأن اللبناني لا من قريب ولا من بعيد، ولم يتعرض لأي من عناوينه الأمنية والسياسية التي تردد فيها اسم تنظيم القاعدة أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة وقضية، ولا يزال، سواء في مطالعات قضاة بارزين أو في مناظرات سياسيين مرموقين، فضلاً عن كتابات صحافية تحاول ان تستحضر ذلك الخطر او تستدعيه او تستغله، لأسباب شتى لا تخفى على احد..

ومثل هذا الغياب اللبناني عن خطاب التنظيم ورجله الثاني ومنظره الأول، لا ينفي بالضرورة وجود القاعدة على «الساحة» اللبنانية المفتوحة لمختلف أنواع التنظيمات والاستخبارات، لكنه يوحي بأن هذا الوجود لا يزال سياحياً على الأغلب، او هو على الأقل يقع خارج تصنيفات القاعدة لبلدان العالم ما بين ارض جهاد، وارض نصرة، وارض غزو وفتح.. مع أنه يقف على خط الحدود مع العدو الأول للأمة، ويتحول يوماً بعد يوم الى خط تماس مفتوح مع كل أنواع الأعداء.

وليس في مثل هذا الغياب ما يضير لبنان، وما يدفعه الى الشكوى من الإهمال، مثلما ليس فيه ما يمكن ان يوقف هذا المزاح اللبناني المستمر مع تنظيم لم يعرف عنه أنه يمازح أحداً، ولم يتفرع كما هو شائع حالياً الى تنظيمات وشبكات صغيرة، تلقي قنبلة مولوتوف على سفارة هنا او هناك، مثل تلاميذ اليسار المتحمّسين في ستينيات القرن الماضي، ثم تدعي الانتماء الى القاعدة، من أجل ان تكسب الشهرة

السفير


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى