نجاح المفاوضات مع سوريا في ظل الحكومة الجديدة محتمل أكثر من التسوية مع الفلسطينيين
رندة حيدر
حمّل المعلق بنحاس عنباري في مقال له نشره موقع “القدس” الإلكتروني للشؤون العامة التنظيمات السلفية في لبنان مسؤولية اطلاق الصواريخ الأخيرة من جنوب لبنان على شمال اسرائيل. وفي رأيه إن التوقيت يستهدف الزيارة التي قام بها السناتور الأميركي جون كيري للرئيس السوري.
من ناحية أخرى، رأى الصحافي عاموس هرئيل في “هآرتس” أن حظوظ نجاح المفاوضات مع سوريا أكبر بكثير من التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين في ظل الحكومة الجديدة التي سيؤلفها بنيامين نتنياهو، وكتب: “تثير مشاهدة فيلم “فالس مع بشير” المرشح لجائزة الأوسكار ردود فعل عاطفية لدى الكثيرين وليس فقط في نفوس قدامى المقاتلين وجنود الثمانينات. لقد كانت حرب لبنان الأولى هي الحرب التي كوّنت جيل الجنرالات الحالي في هيئة الاركان من الضباط الذين تطوعوا في الجيش خلال الأعوام التي تلت حرب يوم الغفران، كما كانت حرب 1982 هي الحرب الأولى والأخيرة التي واجه فيها الجيش الاسرائيلي جيشاً عربياً نظامياً هو الجيش السوري في لبنان، والمنظمات الارهابية الفدائية. الجيل الأصغر سناً من ضباط الجيش لم يعش مثل هذه التجربة القتالية. فهؤلاء دخلوا الخدمة عندما كان الجيش يغرق في الوحل اللبناني وعرفوا حروباً من نوع آخر: الانتفاضة الأولى والثانية وحرب لبنان الثانية وعملية الرصاص المصهور في غزة. ولكن هناك عوامل عدة مشتركة بين كل هذه المعارك هي صعوبة انهائها بالحسم العسكري، وخصوصا انها تجري في مناطق سكانية مكتظة وتشكّل خطراً كبيراً على العمق الاسرائيلي. من هنا الحروب المستقبلية ستكون مأسوية، اذ سيجد المدنيون أنفسهم عالقين بين الجانبين المتحاربين: المنظمات الارهابية ستستخدم المدنيين العرب دروعا بشرية توجه نيرانها نحو المدنيين الاسرائيليين، واسرائيل سترد بشدة، الأمر الذي سيتسبب بسقوط العديد من الضحايا المدنيين كما جرى في حرب لبنان الثانية وفي غزة.
تبدو الاحتمالات على المسار السوري أكثر تشجيعاً، وسيكون للاتفاق مع سوريا ميزة مزدوجة. فهو سيبعد خطر تجدد التدهور على الجبهة الشمالية الذي سيتسبب بخسائر كبيرة وقاسية للجيش الاسرائيلي ولعمق اسرائيل، كما سيساعد على عرقلة المشروع الايراني الرامي الى ترسيخ قوة المحور الراديكالي في العالم العربي تحت المظلة النووية.
لقد حدد الرئيس السوري بشار الأسد اتجاهاً استراتيجياً واضحاً لبلاده هو الخروج من العزلة الدولية والارتقاء بالاقتصاد السوري. فطهران التي تعاني أزمة اقتصادية حادة والمتضررة من تدني أسعار النفط تجد صعوبة في تلبية طلباته. طريق سوريا الى تحقيق أهدافها المنشودة يمر عبر واشنطن، لذلك هي في حاجة الى اسرائيل. وواشنطن في ظل اوباما ستكون أكثر اصغاء لفكرة اتفاق سوري – اسرائيلي(…)”.
النهار