إلى الطاهر إبراهيم : “الإخوان ” والمستقبل”
ميشال شماس
بعد قراءتي مقال القيادي في حركة “الإخوان المسلمين في سورية الطاهر إبراهيم ” رسالة مفتوحة إلى قوى 14 آذار لا تراهنوا على الحصان الخاسر” المنشور في قضايا النهار بتاريخ 5/2/2009 لفت انتباهي قوله في ذلك المقال “أن تحالفات اللبنانيين انعكست بشكل أو بآخر على السوريين. فمعارضو النظام السوري داخل سوريا وخارجها، اصطف معظمهم مع “تيار المستقبل” في لبنان” لا أدري من أين جاء بهذا الكلام السيد الطاهر إبراهيم؟ فإذا كان يقصد ببعض معارضي النظام السوري الذين انتظموا تحت عباءة جبهة الخلاص الوطني بقيادة النائب السابق لرئيس الجمهورية عبد الحليم خدام بدءاً من الإخوان المسلمين السوريين وانتهاءً بحزب الإصلاح الغادري، فإن كلامه صحيح بما خص تلك القوى المذكورة والتي تعارض النظام السوري من خارج سورية في أماكن إقامتها في أوروبا وأميركا، أما أن يشمل بقوله جميع قوى المعارضة للنظام في داخل سورية، فإنه قوله بعيد عن الدقة وغير صحيح، فلم أسمع رغم متابعتي اليومية لتصريحات القوى التي تنتقد النظام السوري أو تعارضه، ورغم قراءتي لما تصدره تلك القوى من بيانات ومقالات فلم أجد فيها ما يشير إلى أنها “اصطفت مع تيار المستقبل” في لبنان أو أي تيار لبناني أخر..!!
فإذا كان يرى السيد الطاهر إبراهيم في انتقاد أطراف المعارضة السورية في الداخل السوري لسياسة النظام السوري تجاه لبنان أو لسياسته الداخلية ، فإن هذا الأمر لا يعني مطلقاً أنها اصطفت مع تيار الحريري، وإذا كان الطاهر يري أو يعتقد أن في تنديد قوى المعارضة في سورية واستنكارها الشديد للتفجيرات وعمليات الاغتيال التي حدثت في لبنان والتي طالت شخصيات لبنانية مهمة وفي مقدمها اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي والنائب جبران تويني وبيير الجميل ..وغيرهم، على أنه اصطفاف مع تيار المستقبل في لبنان، فهو برأي اعتقاد خاطئ، كون السوريين مولاة ومعارضة في سوريا قد استنكروا وأدانوا بشدة تلك التفجيرات والاغتيالات التي طالت شخصيات سواء كانت محسوبة على تيار المستقبل أو غيرها من القوى والتيارات اللبنانية، كما إن من شأن تلك المقولات الخاطئة الإساءة إلى سمعة إلى قوى المعارضة في سوريا،ويزجها في مواقف هي في غنها.
فإذا كان السيد الطاهر إبراهيم القيادي في “حركة الإخوان المسلمين” في سوريا يرى في تنظيمه أنه يصطف مع تيار المستقبل في لبنان فهذا شأنه وحده. أما المعارضة في سورية فلا أعتقد أنها ترى نفسها كذلك، بل أعتقد أنها تعمل انطلاقاً من انتمائها لوطنها السوري وشعبها الأبي في سوريا.. هذا ما توحي به على الأقل التصريحات والبيانات الصادرة عن قوى المعارضة التي تعمل في الداخل السوري، التي تسنى لي الاطلاع عليها من خلال متابعتي لملف معظم المعتقلين السياسيين من مختلف أطياف من المعارضة السورية أمام المحاكم السورية.
موقع اعلان دمشق