التفكير في زمن التكفير نصر حامد أبو زيد نموذجاً
عبدالله أمين الحلاّق
” سلاح التكفير هو السلاح العصري لاغتيال العقول وسحق قدرات الإبداع، ليس في مصر وحدها بل في سائر بلدان العرب، فهل هي مصادفة أن هذا السلاح (التكفير) يستخدم الأسلحة الفعلية (المسدّسات وكواتم الصوت والخناجر والمتفجرات) ضد المثقفين خصوصاً، في الجزائر ولبنان ومصر وأنحاء أخرى من هذا العالم العربي التعيس؟”
محمد دكروب
الحوار الذي أجرته “أخبار الادب” في العددين الصادرين بتاريخ 18 و25 كانون الثاني 2009 مع الدكتور نصر حامد أبو زيد، لا بد له ان يتحسس جروحاً كثيرة تنزف بالكلمات التي تصور مأساة فكرية وشخصية بدأت عام 1993، عندما قدّم ابو زيد أطروحة لنيل لقب أستاذ في الجامعة بدلاً من كونه أستاذاً مساعداً فيها، تعرض بعدها لهجوم عبد الصبور شاهين في تقرير اتهامي ومحكمة فقهية رمزية اتهمت الباحث بالارتداد عن الدين الإسلامي، وتلتها حملة هجوم ناريّة بدأها شاهين في خطبته في مسجد عمرو بن العاص وانتقلت إلى مساجد ومنابر كثيرة في مصر، وصارت سلسلة الاتهامات بالكفر والارتداد موضة أدمنها الكثيرون في تلك الفترة ضد ابو زيد، وصدرت كتب كثيرة تناولت الباحث، يمكن ان نذكر منها على سبيل المثال “مطاعن ابو زيد في القرآن والسنة والصحابة وأئمة المسلمين”، ولم ينتهِ ذلك بدعوى التفريق وتصديق محكمة النقض عليها، ليتم تطليق الباحث من زوجته الدكتورة ابتهال يونس، أستاذة الادب الفرنسي في جامعة القاهرة بتهمة ارتداده عن الدين الإسلامي.
ما أدلى به الباحث في حواره المذكور أعلاه يحيلنا على أن قضيته لم تُطو بشكل نهائي، ليس قضائياً وقانونياً، بل فكرياً وثقافياً وهذا هو الأهم، في إطار كلامه عن التراجع الكبير للحريات وحرية النقد والحوار والاختلاف في مصر مقارنةً مع بداية الحملة عليه في التسعينات، وتحوُّل الخطاب الديني إلى وعي جمعي يصبغ القاعدة الشعبية بصبغته. وهذا ما تناوبت على تحقيقه كل من المؤسسة الإسلامية الدينية والمؤسسة السياسية، أي السلطة الحاكمة في مصر، في ظل نظام قمعي سياسي واجتماعي وديني، وفي بلدٍ تتدنى فيه مستويات التعليم ويتفشى الجهل والفقر والأمراض الاجتماعية وينمو التطرف الذي يجد قاعدة خصبة له.
لدى سؤاله عن الحريات أجاب الباحث انه “لا توجد حرية حقيقية في مناقشة القضايا الجوهرية في المجتمع والثقافة والفكر. هناك فقط حرية الصراخ والندب”، وقال انه يجد صعوبة في التدريس في الجامعة المصرية مرة جديدة لأن هذا معناه ان يقوم أحد ما بتحديد ما الذي ينبغي له ان يدرّسه للطلاب. ولا يرى نصر ابو زيد أي أفق ينبئ بالخير والتحرر من القيود الموضوعة في الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي العربي، الأمر الذي يصيب المرء بالعجز لدى التفكير في المجتمع العربي بكامله.
***
تميزت الفترة التي برزت فيها قضية نصر حامد ابو زيد بانقسام حاد في الواقع الفكري في العالم العربي، ومصر خصوصاً، التي طفا فيها على السطح تياران: فريق التنويريين الداعين إلى ثقافة التنوير والليبيرالية والانفتاح ومنهم فؤاد زكريا والسيد ياسين، وفريق الإسلاميين الذين يشغلون مناصب حزبية كالإخوان المسلمين وحزب العمل الإسلامي ومن هؤلاء محمد عمارة ومحمد الغزالي وفهمي هويدي، وهذا الأخير هو الذي اقترح مصطلح “الحرب الأهلية” بين الفريقين المتصارعين، متخوفاً من إقامة تحالف علماني في مواجهة المد الإسلامي الراهن. وإذا كان هذا الانقسام دليلاً على شيء، فعلى الصراع والفارق بين محاولة الفهم العصري المتحرر للإسلام، والفهم الحرفي الضيق المغلق له. ولا نبالغ ان هذا الفريق من الإسلاميين يعاني أزمة بنيوية تجاه الآخر المختلف في الرأي أياً يكن هذا الرأي من جهة، وتجاه كل من يحاول ان يقدم قراءة تحديثية للإسلام تنظر الى النص القرآني والظاهرة الدينية بكل أبعادها كظاهرة تاريخية، ما يتيح طرح خطاب تجديدي نقدي من داخل دائرة الإسلام والدراسات الإسلامية كما فعل أبو زيد، الأمر الذي عرّضه لما تعرض له من احد ممثلي تيار الأصولية الفكرية الإسلامية، عبد الصبور شاهين، الذي يشير احد تصريحاته إلى ما كان يشكله الباحث من إقلاق لأمثاله من حَمَلة الفكر القروسطوي والمنعّمين باستقالة العقل عندهم ومحاولة نقلهم هذه الاستقالة وغياب الفكر النقدي إلى أوسع شريحة اجتماعية بشرية منعاً لحرية الاختلاف والتفكير والتصدي لها بقوة التكفير المدعومة من المؤسسة الدينية والسياسية في مصر والعالم العربي الذي تحول إلى سجن كبير للكلمة. وهذا ما يشير إليه شاهين بقوله بعد تقديم تقريره الشهير في حق الباحث، وانطلاق ما عرف بقضية “ابو زيد – شاهين” إلى الإعلام والرأي العام المصري والعربي والإسلامي: “لو تحولت قضية ابو زيد إلى النائب العام فربما يصبح مستقبله مهدداً بالضياع، لقد أرضيتُ ضميري العلمي بالتقرير الذي كتبته ولست مستعداً لقبول السقوط والانحراف في الفكر”.
وما الانحراف في الفكر الذي يشير إليه الشيخ شاهين من وجهة نظره وأمثاله إلا الابتعاد والانحراف عما يمثلونه من تشبث بالماضي والاستفادة من هذا الواقع الراكد فكرياً لجهة علاقاتهم السياسية والمالية وشركات المال الكبرى التي كان شاهين على علاقة عمل وطيدة بها، وهذا ما ضاعف من مأساة ابو زيد وما أوضحه في ما بعد في احد الحوارات معه عن العلاقة بين السلطات المالية والفكرية، وإن ذهب الباحث بعيداً في مثاله إلى ثقافة النفط وعلاقتها بالماضي والتقليد والجمود الفكري بقوله: “إذا كان مفهوم النفط نفسه معناه تحقق الثروة دون عمل، أي ان الثروة موجودة تحت الأرض ولا يحتاج استخراجها سوى إلى الحفر، فإن هذا ساهم في ترسيخ بنية معرفية تعتقد ان المعرفة موجودة في الماضي، وهي لا تحتاج إلى إعمال العقل للوصول إليها، بل تحتاج فقط إلى نبش الماضي بحثاً عن حلول للحاضر، فسيطرة هذه البنية المعرفة المنبثقة من ثقافة البترول جعلت التفكير والعمل بلا قيمة”.
***
مشروع الإصلاح الديني والعلاقة بين الدين والدنيا
من الطبيعي والواضح ان محاولات الإصلاح الديني تمت تحت ضغوط خارجية وحاجة داخلية ملحّة وتأثّر واضح بالعامل الخارجي وأوروبا التي جاءت بحملاتها الاستعمارية على المنطقة العربية، ولكن هذا ما يراه ابو زيد في حواره مع “أخبار الأدب” سبباً من أسباب عدم قوة خطاب الإصلاح الديني: “هناك أصوات داخل مشروع النهضة طالبت بفصل الإسلام عن الحياة لنصبح مثل أوروبا، ولكنها أصوات لم تكن مؤثرة، والأكثر تأثيراً كان حصر التخلف في مشكلة إعادة الفهم، وبما ان مشروعات الإصلاح الديني لدى عبده والأفغاني تمّت كلها تحت ضغوط، فلم يكن ممكناً طرح كل الأسئلة، وظلت أسئلة كثيرة معلقة خاصة المتعلقة بالنص الديني ومجالات المعنى فيه”.
لذا، فإن كل الاسئلة التي طرحت في ما بعد قوبلت بالصد والهجوم والتكفير، ولنا في ما تعرض له طه حسين خير مثال على ذلك في كتابه “في الشعر الجاهلي” والمتعلق قسمٌ منه بتاريخية القرآن والقصص المذكورة فيه، وهذا في ذاته اصطدام بإشكالية النص التي لم تطرح عند كثيرين، ولم يجرؤ على الاقتراب من هذا المحرّم إلا قلة من المفكرين منهم ابو زيد في محاولاته لإثبات فكرة تاريخية الظاهرة القرآنية ونقد الخطاب الديني، وهذا ما دفع الباحث إلى الالتقاء فكرياً مع الراحل محمود امين العالم ودعوته إلى ضرورة التحرر من عبودية القراءة النصية الحرفية، وضرورة التأويل بحسب رؤية تاريخية موضوعية للنص، في ضوء ما يتحقق من تطور وتغير في الأزمنة والاحوال ومناهج التفكير، وفي هذا يكمن الفارق كما يرى أبو زيد بين الفهم العلماني والفهم الحرفي، أي بين نموذج محمود امين العالم ونموذج فهمي هويدي في التعامل مع النصوص، وهذا الاخير هو الذي رفض أي تأويل للنصوص وقال ان ذلك هو في جوهره عبثٌ بالنص وتعطيل له.
اما التنوير ودخول عصر الأنوار والنهضة العربية المتوقفة حتى اجل غير مسمى، وتشبيه الواقع العربي (الإسلامي) والسلطات الدينية فيه بسلطة الكنيسة في أوروبا، فهذا ما نجده في كتابات ابو زيد وغيره في تشريحهم للعلاقة بين الدين والدولة، والكنيسة وعلاقتها بالنظام الاجتماعي السائد، ومقاربة ذلك إسلامياً، وهذا ما يعبّر عنه الخطاب الديني السائد الذي خلط عن عمد وبوعي ماكر وخبيث بين فصل الدولة عن الكنيسة، أي فصل السلطة السياسية عن الدين من جهة، وفصل الدين عن المجتمع والحياة، وهذا الأخير يصبح مستحيلاً، بل غير مطلوب أصلاً بمعنى أدق لاقتصاره على العلاقة الشخصية مع الخالق وقناعات لا تتعدى الإنسان وروحانياته. واستطراداً في موضوع السلطة الكنسية نرى “ان الكنيسة في القرون الوسطى لم تهمل شؤون الدنيا، بل بالعكس كانت منغمسة فيها لحسابها وحساب الإقطاع الذي تسانده في الوقت نفسه الذي تدعو فيه الإنسان/ القن المستغَل للبحث عن خلاصة الآخرة في طاعة الكنيسة، أي في طاعة سيده الإقطاعي”.
مع ذلك نرى السجال ينحو منحى عبثياً عند الطرف التكفيري الذي يتفق مع امثال سيد قطب وأبو الاعلى المودودي من رموز السلفية والذين وصموا التاريخ الإنساني كله بالجاهلية ما عدا العقود الاولى من الإسلام، وكل المتفقين مع سيد قطب لا يخالفونه إلا في موضوع ما يسمى “الفصام النكد”، معتبرين ان الكنيسة اخطأت حين تخلّت عن دورها وانغمست في شؤون الدنيا ويعتبرون العلمانية بمثابة حركة تصحيح دينية في اوروبا (في اوروبا فقط) لأنهم يعودون وينهلون من النهر الذي ينهل منه سيد قطب وامثال بقولهم ان العلمانية حالة غربية لا يحتاج إليها الإسلام.
الفكرة العامة من خط هؤلاء في رفض العلمانية لا بد ان تلتقي مع دعاة إلغاء الآخر وتصفيته فكرياً من أمثال عبد الصبور شاهين في اعتباره ان وصف المخالفين بالكفر ونزع صفة الإيمان واعتبارهم مرتدّين عن الدين هو جزء من عقيدة الإسلام، ويعتبرون ان التكفير منهج إسلامي قرآني، ويعودون في حربهم على العلمانية التي يعتبرونها منتجاً غربياً اوروبياً إلى ملايين الكتب الباحثة عن الإعجاز العلمي للقرآن والسنة النبوية، علماً ان العلمانية والنقد التاريخي للنص المقدس تحقق بثورة من داخل مؤسسة الكنيسة (من الحوار الذي أجراه معه محمد علي الأتاسي في “الملحق”).
من يريد ان يقرأ جيداً ويتمعن في قضية نصر حامد ابو زيد لا بد له ان يتوقف عند نقطتين مهمتين إحداهما تفضي إلى الاخرى:
الاولى تتلخص في ثقافة التكفير التي اتبعها خصمه، وهو منهج لا تشكل حالة الباحث الإسلامي إلا نموذجاً للكثير من محاكم التفتيش والرعب والجهل وثقافة التخوين التي تلف عالم الظلام العربي، وهو ما لا علاقة له بلبّ الفكر الإسلامي ومحاولة البحث عن افق له عند التكفيريين بقدر ما هو ذو دلالة على نهج يقوده هؤلاء لتأبيد الواقع المستفيدين منه إلى جانب السلطات التي تغض النظر عنهم إذا لم نقل انها تشكل غطاء وتحالفاً معهم.
الثانية ذات علاقة بالنص القرآني واعتماد إلقاء التهم والنطق باسم الإله والدفاع عن نص لا يمكن ان يُقرأ إلا قراءة في سياقه التاريخي الذي وجد فيه، فلم نرَ أن الخصومة التي قوبل بها أبو زيد من شاهين وغيره اتخذت من السجال أسلوباً لحل الخلاف، كما حدث مثلاً من باب المفارقة في كتاب الغزالي رداً على ابن رشد “تهافت الفلاسفة”، والذي استدعى رداً من فيلسوف قرطبة في كتابه “تهافُت التهافُت”، بل كانت حجج شاهين والسلطة الدينية التي يمثلها متهافتة اكثر من اي حجة اخرى لاعتمادها قذف التهم من دون قراءة أي عمل من اعمال الباحث إلا قراءة مجتزأة يوردها شاهين في ردوده على الباحث لمحاولة إثبات احتمال لارتدادٍ او كفرٍ ما من وجهة نظره ونظر فكره البائد الذي توقفت عجلته عند الشافعي وتخوم القرن الثالث الهجري، هذا إذا كانت عجلة فكر كهذه قد تحركت ذات يوم.
نصر حامد أبو زيد مفكر وباحث من داخل دائرة الإيمان والفكر الإسلامي، مثقف نقدي ومفكر تجديدي يبحر في محيطات الفكر وهاجس التجديد والتنوير ولا مرسى له في هذا السفر سوى الأسئلة التي لا يتوقف عن طرحها من داخل الفكر الذي ينتمي إليه في استحضار لما يسميه محمد أركون “الترضيات الضمنية” المختلفة عن الكتابة وطرق إنتاج الفكر والمعرفة والبحث الدائم من خارج الدائرة الإيمانية، كما يفعل ويكتب مثلاً صادق جلال العظم. هذا التفكير من داخل تلك الدائرة الإيمانية أفضى به إلى ما أودى من تكفير وتصفية فكرية واجتماعية في عالمٍ عربي يقيم النصب التذكارية للجهَلة والحكام الطغاة ورموز الفكر الديني الظلامي، ولا حضور للمختلف فيه إلا في محكمة تفتيش فكرية وفقهية كالتي تعرض لها ابو زيد وكثيرون غيره، او في مرمى لرصاصة أو عبوة ناسفة او كاتم صوت أو ما شابه ذلك من أساليب التصفية الجسدية التي لم يتوقف الظلاميون والمستبدون وسلطاتهم السياسية والدينية وتجّار القمع والموت والخراب عن شحذ مباضعهم لأجلها.
***
في حواره الاخير مع “أخبار الادب” وضع نصر حامد أبو زيد إصبعه على جرح طالما آلمه وآلم الكثيرين ألا وهو جدار المقدس الذي ارتطم به كل من حاول أن ينتقد او يقدم طرحاً تجديدياًَ في الفكر، اياً يكن هذا الفكر، دينياً ام يسارياً أم قومياً سياسياً أم أي جانب آخر من جوانب الثقافة والفكر العربي، وفي ذلك دليل على حجم الكارثة الكبرى التي يمر بها الفكر العربي، وإن كان جانب التأسلم هو أكثرها كارثية لقدرة حاملي الفكر السلفي والتكفيري على التصفية الفكرية والجسدية. وفي ذلك يقول أبو زيد ما يأتي: “هناك ما يسمى بالخطوط الحمراء في كل ثقافة، ولكن هناك فرق بين ان تكون هذه الخطوط هي القاعدة او ان تكون هي الاستثناء الذي يحاول المثقفون ان يقللوا من مساحته، في ثقافتنا العربية مساحة التابو عالية جداً وتكاد تقلص المسموح به، سواء كان هذا التابو دينياً أو سياسياً او ثقافياً”.
إذاً صار التابو والمقدس والخط الاحمر هو عنوان الثقافة العربية الضائعة بين الاستبداد السياسي ورديفه الديني، وهما استبدادان يستلهمان التكفير والتخوين والاتهام بالارتداد او العمالة ضد كل مستنير او ناقد حر او مثقف ديموقراطي يحاول ان يفتح مع آخرين مثله كوّة في جدار هذا الاستبداد، وكم قدّمت الثقافة العربية من ضحايا كتبوا بجرأة وتحدّوا المقدس السائد وتجرأوا على المألوف وسمّوه بأسمائه الصريحة في كل مجالات الفكر السياسي والديني والثقافة العربية المنكوبة بجدار هذا التابو، ولا يستحضرني في ختام مقالي هذا إلا ما كتبه سعد الله ونوس عن نصر حامد ابو زيد في إطار الدفاع عنه عندما طرحت قضية تكفيره ووصلت حد اعتباره مرتداً يحق لأيّ كان قتله:
“لنقارن بين إسلام الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبده وبين هؤلاء الذين تعميهم المطامع وكلمات العقل… لنعرف المدى الذي انحطّت إليه احوالنا. لقد بلغنا مفترق الطرق حقاً، وسيكون مصير هذه الأمة المزيد من الانحطاط إن لم تتكاتف قوى العقل والحوار والاستنارة والتقدم وتنهض كي تقف في وجه من اختلسوا من الله قداسةً زائفة، وعصمةً كاذبة، وارادوا ان يحتكروا الإسلام ليتحوّل كما نفوسهم إلى قتل وضغينةٍ ووسيلةٍ في الدنيا ومكاسبها” ¶