ما معنى التحذير الإيراني للسوريين؟
طارق الحميد
دعا نائب الرئيس الإيراني برويز داودي في مؤتمر صحافي مشترك في طهران مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري، سورية إلى «المزيد من الحذر من حيل الأعداء». والسؤال الطبيعي هنا: مَن هؤلاء الأعداء؟
بالطبع ستأتي الإجابة المتسرعة بأن الأعداء هم إسرائيل، حسنا، لكن إيران لم تحذر سورية من إسرائيل بهذه الدرجة من الوضوح إبان الحديث عن المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب ودمشق بوساطة تركية. كما لم تفعلها إيران عندما كان الحديث يدور وقتها عن احتمال انطلاق مفاوضات مباشرة بين سورية وإسرائيل، وإن كانت معركة غزة قد أنست المتابعين الإعلان السوري عن الاستعداد للدخول في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وعليه فلماذا تقدم طهران الآن نصيحة، بل تحذيرا علنيا إلى دمشق؟ ولماذا يُضطرّ الرئيس نجاد إلى دعوة سورية مجددا إلى تحالف قوي؟ بالطبع ليس سرا أن التحذير الإيراني لدمشق يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات السورية الخارجية نوعا من هبّة الهواء السياسي المنعش.
فقد فُتحت النوافذ السياسية على دمشق عربيا ودوليا. فهناك الانفتاح السعودي، كما يبدو أن الفتور المصري تجاه دمشق بات أقل مما سبق، ودوليا فإن واشنطن بدأت بخطوات جس النبض الإيجابية تجاه السوريين، وقد يتطور الأمر.
هذا هو الجديد في العلاقات السورية – العربية والدولية، ويبدو أن هذا هو ما دفع نائب الرئيس الإيراني لأن يتحدث علنا، وعلى عكس ما تعودناه من دهاء إيراني في الحذر الإعلامي بالحديث عن سورية، أو حلفاء طهران في المنطقة العربية عموما.
الاندفاع الإيراني في نصح السوريين علنا من «حيل الأعداء» يبرر القلق من قادم الأيام في الجبهات المفتوحة في كل من غزة وجنوب لبنان، خصوصا مع وصول اليمين المتطرف الإسرائيلي إلى الحكم. فأيا تكُن نوايا السوريين حول المصالحة العربية، أو علاقاتهم الدولية، ففي النهاية لا بد أن نتذكر أن لدى دمشق مصالح ستفعل المستحيل من أجل مراعاتها، ففي دمشق نحن نتعامل مع نظام حاكم، لا ميليشيا مسلحة مثل حزب الله. وبالتالي فإن دمشق لا تحتمل أربع أو ثماني سنوات قادمة من الخلاف الحادّ مع واشنطن، خصوصا أن هناك رياح تغيير حقيقية مع مجيء أوباما للبيت الأبيض، وهناك واقع اقتصادي جديد لا يمكن أن تغفله دمشق أو الدول العربية حيث بات للأزمات ثمن مكلف.
كل ذلك تعيه طهران جيدا، وتقلق منه، ولذا فإن المهم في المصالحة العربية التي تمت بناء على خطاب الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت، والانفتاح الدولي على دمشق، ليس في رد فعل السوريين، بل الإيرانيين.
ردة فعل إيران من الانفراجة في العلاقات مع سورية عربيا ودوليا عرفناها من خلال تصريحات نائب الرئيس الإيراني، والسؤال الآن هو: ما الخطوات العملية التي ستقوم بها طهران لتعطيل المصالحة العربية، والانفتاح السوري – الأميركي؟ هذا هو المهم.
الشرق الأوسط
أعتقد…لكل …زمان سياسة……وسياسة التشكيك…تفرض أكثر من مقولة….أولها أن السياسة السورية في هذه المرحلة تفرض الانفتاح على كل ما يقول مرحبا و العودة ضمن التقوقع العربي يؤمن العودة للشرعية الاقليمية ز
الجميع مازال يبحث عن دور اقليمي….و الجميع يرغب بالرقم السوري في خانته.