ماذا حدث داخل الكواليس بين الزعماء في قمة الرياض؟
حسن محمد من الرياض: كشفت مصادر إيلاف ما دار في جلسة المصالحة الرباعية العربية التي جمعت يوم الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد والطرف الرابع الذي أطلق عليه “الشاهد ” على أطراف المصالحة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وأكدت المصادر أن الجلسة لم تخل من المصارحة السعودية لسوريا على مواقف الأخيرة بين لبنان وإيران، ومحاولة اللعب على خيوط النار والنووي لكسب مصالح إقليمية لمحاولة لوي الذراع، وعدم الوفاء بإلتزاماتها الدولية والعربية مما أدى إلى شرخ الصف العربي، وأشار المصدر أيضًا إلى أن السعودية طالبت سوريا بتوضيح مواقفها المستقبلية وتوحيد الموقف العربي وعدم زج إيران بالصف الداخلي.
وأوضح المصدر أنه جرى خلال الاجتماع خلاف في الطرح ومعارضة بين الرئيسين المصري والسوري حول طلب الرئيس مبارك من الرئيس الأسد كف اليد عن دعم سوريا لمنظمة حماس الفلسطينية، وقطع التنسيق الإيراني الفلسطيني (حماس) من خلال تسهيل محطة دمشق للاتصال بينهما، وأكد المصدر أنه كان للشيخ صباح مداخلات لتهدئة الأراء بين الرئيسين، إلا أن المصدر شدد على هدوء وإتزان الموقف السعودي حول مطالبته بالتغيير خطوة خطوة وليس المطلوب أكثر من إظهار حسن النوايا السورية من خلال تحديد مواقفها وتعاونها مع الدولة الفارسية إيران.
وقال المصدر إن الأسد طالب السعودية ومصر بدعمها دوليًا وتعزيز حضور سوريا في المحافل السياسية وتخفيف الضغوط الأميركية والأوروبية عليها من خلال المنظمات السياسية والاجتماعية، لضمان عدم تهميش دور سوريا داخل المواقف الرئيسة العربية، إلا أن المصدر أكد أن سورية لم تؤكد موافقتها من التخلي عن الشراكة الإستراتيجية مع إيران حتى إشعار آخر.
وقال محللون سياسيون لـ “إيلاف” إن هناك تفاؤلاً وإن هناك مصالح لسورية في هذه المصالحة بالوقت الراهن “على أساس أن هذه المصالحة ستضمن مشاركة مصر على أعلى مستوى في القمة العربية بالدوحة، وأيضًا تعيد الحيوية للدور السوري، وفتح قنوات ونوافذ لدمشق على الإدارة الأميركية، وهناك مصالح موضوعية كثيرة قد تدفع الجميع من أجل إنجاح هذه القمة، ولكن الموقف في آخر الأمر يتوقف على ما ستقدمه سورية لمصر، في التراجع عن مواقف سابقة، وتقييد الخطوات الخاصة بالتعاون الشامل مع إيران، وبالتالي هناك مصلحة سورية لإتمام المصالحة بسرعة. ولا يرى المحللون اعتبارات سورية لأبعد من هذه المرحلة، لإتمام مصالحة شاملة مع مصر، لأن هذا يعني تقييد أفق العلاقات السورية مع إيران”.
ويؤكد المحللون “إذا ما نجحت هذه القمة، وعاد محور الاعتدال العربي إلى سابق عهده، فسوف يساعد ذلك على حل العديد من الملفات العالقة، وفي مقدمتها الملف الفلسطيني واللبناني”، ويرون أن هذه القمة في حال نجاحها ستفضي إلى طريق طويل، يؤدي إلى المصالحة السورية مع دول الإعتدال العربي، أما المصالحة الجذرية الشاملة فإن العلاقات السورية الإيرانية القائمة قد لا تسمح بذلك في الوقت الراهن، وإذا كانت هناك مصالحة حقيقية فستتم بشكل تدريجي وعلى مدى زمني أبعد.
وهذا ما لمحة إلية تصريحات الرئيس بشار الأسد خلال مغادرته الرياض بقوله: “أننا اتفقنا على تنظيم إدارة الخلاف بيننا، مشيرًا إلى أن الخلاف السوري مع السعودية ومصر لم ينته مؤكدا أن وجود اختلاف في وجهات النظر لا يعني عداء بين الطرفين…).
وبعد الاجتماع صدر بيان صحافي ألقاه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل موضحًا من خلاله أن القمة تأتي تنفيذًا لإرادة جماعية من قبل قادة الدول الأربع لتنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة استكمالا لما بدأ في قمة الكويت من دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى طي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات لمصلحة الأمة العربية.
ووعد القادة بأن يكون اجتماعهم بداية لمرحلة جديدة في العلاقات تسعى فيها الدول الأربع لخدمة القضايا العربية بالتعاون فيما بينهم والعمل الجاد والمتواصل لما فيه خير المنطقة والاتفاق على منهج موحد للسياسات العربية في مواجهة القضايا الأساسية التي تواجه الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ايلاف