القمة العربية المصغّرة في السعودية لن تغيّر التحالفات الاستراتيجية في المنطقة
رندة حيدر
استبعد الخبير في الدراسات الدولية في معهد “هرتسليا” جوناثان سباير في مقال نشرته صحيفة “الجيروزالم بوست” أول من امس أن تؤدي القمة العربية المصغرة التي عقدت في السعودية الى تغيير التحالفات الاستراتيجية في المنطقة. وكتب: “التقى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الرئيس السوري بشار الأسد في الرياض، وانضمّ اليهما الرئيس المصري حسني مبارك. تدخل هذه اللقاءات في اطار التحضير للقمة العربية المنتظر انعقادها في الدوحة في الثلاثين من هذا الشهر، وتهدف الى رأب الصدع بين الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة مثل مصر والسعودية والدول العربية التي اختارت التحالف مع ايران، مثل سوريا وقطر.
من غير المتوقع ان تؤدي هذه الحركة الديبلوماسية الى تغيير التحالفات الاستراتيجية في المنطقة، وعلى الأرجح يدرك السعوديون هذه الحقيقة، لذا هم لا يعلقون آمالاً كبيرة على التحركات الجارية حالياً.
الخوف من إيران هو الذي يوجه المسعى السعودي من أجل توحيد الصف العربي. ويدرك السعوديون الخطر الذي تمثله ايران الساعية الى تعزيز نفوذها الإقليمي بوسائل متعددة وعبر نقاط مختلفة في الشرق الأوسط، في ظل خطر البرنامج النووي لطهران.
كذلك يدرك السعوديون خطر محاولة ايران السيطرة على الموضوع الفلسطيني الذي يشكل القضية الأساسية في نظر الشعوب العربية. وما دامت ايران تواصل دعمها لـ”حماس” فإن هذا سيشكل انجازاً كبيراً لهذه الدولة غير العربية وغير السنية، وسيجعلها مصدر قوة في الشرق الأوسط. من هنا تحاول السعودية ان توحد العالم العربي ضد ايران. لكن المشكلة بالنسبة الى السعودية أن التحالفات الإقليمية لا تنجم عن حسن تنظيم المؤتمرات، وانما عن التغير في علاقات القوة بين الكتل المتصارعة. وما دام لم يظهر أي تراجع او تغير ملحوظ في المطامع الايرانية على أي جبهة من الجبهات، من الصعب أن يفكر حلفاء طهران في تغيير تحالفهم.
يتطابق السعي السعودي نحو فك التحالف السوري مع ايران مع النظرة الأميركية الحالية في التعامل مع السوريين، وهذا يفسّر الاجتماعات الحالية. في الفترة الأخيرة، أنهى جيفري فيلتمان ودان شابيرو جولة لهما في دمشق هي الأهم منذ عام 2005. ولقد عبّر فيلتمان عن هذا التوجه بقوله ان في استطاعة سوريا أن تؤدي دوراً مهماً وبناء في المنطقة.
يقول مصدر قريب من السعودية إن التحرك الحالي للمملكة في اتجاه سوريا لا علاقة له بالتوجه الأميركي. كما يرى بعض المراقبين في لقاءات الرياض محاولة لتقليص الضرر الناجم عن الانقسام بين الدول العربية في سياق التحضير لقمة الدوحة وليس من أجل حل الخلاف فعلاً.
ولكن عملياً، من المنتظر استمرار صعود النفوذ الايراني في المنطقة الى أن يواجه بقوة مضادة أكبر. وهذه القوة لن تكون السعودية، كما ان المواجهة لن تجري في قاعة المؤتمرات المبردة في الرياض”.
النهار