صفحات سورية

الوزير المعلم وتصريحه حول الاخوان

null
علي الأحمد
فيما جاء في كلام الوزير السوري  المعلم حول موقف النظام السوري من تعليق الاخوان لانشطتهم المعارضه للنظام كما قالوا بسبب احداث العدوان على غزه ، ومن الردودالفوريه لقيادة الاخوان عليها يتضح تماما ان جدلية العلاقه بين الطرفين ما تزال كما هي لم تتغير ، بمعنى ان النظام ما زال بعد كل تلك السنين التى مضت على المواجهات بين الطرفين ، ما زال يعتبرهم خطا احمر وغير مصرح لهم بالتواجد في سوريه بشكل رسمي ، وانما افراد مسحوقين مثل بقية افراد الشعب الذين يئنون تحت سياط الفقر والخوف والقمع ، وان طبيعة النظام الاقصائيه الاستبداديه لم تتغير قيد انمله برغم كل التغيرات التنازليه  التى ابدتها قيادة الاخوان وخاصة في السنين التى تلت توريث بشار للمزرعه من ابيه بمن فيها وما فيها من اجراء وخيول وعقارات واملاك .
والسبب في ذلك طبعا هو طبيعة النظام السوري وطبيعة فهمه للاشياء وفهمه لسوريه التى يعتبرها ملك يمين له وان البعث هو القائد الوحيد للدوله والمجتمع ولا يحق لاي كان ان يعترض على البعث او على الطائفه التى تحكم وتتحكم باسمه ، وعليه فان من يريد ان يفكر بحكم سوريه او الاطلاع على مجريات الامور فيها عليه كما نقل عن مصطفى طلاس يوما ، عليه ان ياتي بالسلاح ليقارع البعثيين لانه كما قال طلاس انهم استلموا سوريه بقوة السلاح وهي الان ملكهم لا ينازعهم عليها احد ، في اشارة الى الانقلاب الذي جاء بحافظ الاسد وطلاس وخدام ومن لف لفهم  الى السلطه .
لذلك وبناء على هذا الفهم فان ما قاله الوزير المعلم لا يعدو كونه كلاما في الهواء ليس له اي قيمه ، وانما فقط كلام تعجيزي مفاده ان لا امل في ان يغير النظام من جوهره شيء خاصة وانه افلت من تاثير الضغوط التى كانت مسلطه عليه قبل سنين قليله وهو الان يستلم العلاوات على مواقفه  التى يزعم انها وطنيه وقوميه في دعم الفلسطينيين في نفس الوقت الذي يسحق فيه السوريين سحقا ، وفي هذا يبدو النظام والوزير المعلم منسجما مع نفسه لانه اذا رفض النظام التراجع للاخوان او للشعب بشكل عام في الاوقات الحرجه والصعبه فهل يطلب منه التراجع وهو مستريح ويقبض الاثمان على سياساته الكاذبه من الاقربين والابعدين ؟ ان منطق الاشياء يقول ان ما قاله ذلك الوزير هو المعقول من نظام مثل النظام السوري لا يفهم لغة الاخلاق ولا المبادئ ولا الاحراج كما كان يعول الاخوان على احراجه امام حلفائه من التنظيمات الاسلاميه التى تقف الى جانبه ، ويبين بوضوح خطا كل الاسس التى تبني عليها قيادة الاخوان الحاليه برامجها للتعامل مع ذلك النظام .
وقد رفض المعلقون من الاخوان ما جاء في تصريح المعلم –البيانوني وزهير سالم – من تمييز بين اخوان الداخل والخاارج ، وقالوا انه خطأ لان الاخوان شيء واحد في الداخل والخارج ، وهنا يبدو ان الوزير اصاب في هذه النقطه فقط ولكن لاسباب غير التى ذكرها من ان اخوان الخارج لهم ارتباطات خارجيه ، وانما اصاب لان التمييز بين اخوان الداخل والخارج هو صحيح وحقيقي وفي محله لماذا ؟ لان اخوان الداخل الذين بقوا على قيد الحياة بعد تلك السنين وخرجوا محرومين من الحقوق المدنيه والسياسيه ومن كل شيء ، هؤلاء هم الاخوان الحقيقيون الذين ضحوا وقدموا وبذلوا حياتهم وارواحهم تحت التذيب والقهر وانتهاك الكرامه والعرض في السجون السوريه خلال عشرات السنين ، اما بعض اخوان الخارج ، اقول بعض افراد قياداتهم  تفرغوا لنسج المكائد وتشغيل الضغائن والحقد ، والانشغال بالتافه من الامور والانحراف عن الطريق القويم ، حتى استحقوا غضب الله وسخطه وباؤوا بالفشل وراء الفشل جزاء وفاقا ا لما قاموا به من تصرفات لا تليق بمن يتصدى لمثل تلك المواجهه التاريخيه مع ابشع الانظمة واكثرها شمولية ووحشية في المنطقه بل والعالم ، وهم الان في اواخر ايامهم يجترون الفشل والخزي في الدنيا قبل ان يرونه في الاخره ، ومن يتابع شهادة الاخ عدنان عقله التى سطرها في اشرطة كاسيت قبل ان يتم اعتقاله يسمع العجب العجاب من تلك التصرفات الحمقاء التى قادت الجماعه الى هذا المصير بعد ان كانت تتصدى ببسالة نادره لاجهزة النظام القمعيه في اوائل الثمانينات ، تلك المواجهه التى كانت الدليل والقدوة لكل ما تبعها من حركات المقاومه الاسلاميه في افغانستان وفلسطين ولبنان ومن بعدها وليس اخرها في فلسطين وغزه ، والتى فجرت روحا جديده من الاستبسال والعزه في الامه كلها بعد عقود وعقود من الهوان والرضوخ للمحتل الخارجي وللمستبد الداخلي ،  ولكن ارادة الله كانت لحكمة يعلمها ان توأ د تلك الانتفاضه ، ولكن لتشق الطريق لالاف مؤلفة  من المقاومين المسلمين على امتداد كل الساحات ، وليبقى الجرح السوري ينزف ويئن تحت سطوة هذا لنظام الذي يمثله ذلك الوزير الضخم الجثه قليل العقل لان من يدافع عن مثل هذا النظام فلا شك ولا ريب انه قليل العقل او فاقده .
من حق الوزير ان ينتفخ مثل الديك ويتحدث بثقه لان الايام والظروف الدوليه والاقليميه  ما زالت تخدم نظامه القمعي ، ولكن عليه ان يعلم ان لا شيء في هذا الكون يدوم على ما هو عليه ، وان البقاء لله وان الحق سينتصر في النهايه مهما بدا للباطل انه في قوة او ازدهار ، وعليه ان يسال نفسه اين هو سيده حافظ الاسد الذي قتل الاف من ابناء سوريه ليضمن لابنه ان يبقى في سدة الحكم ظالما متجبرا يظلم الاهل والجيران ويبدد خيرات سوريه كاكثر ما يكون التبديد ؟ اما قيادات الاخوان المعنيين فعليهم ان ياخذوا العبرة والعظه من وفاة الشيخ المرحوم حسن الهويدي ويتعلموا كيف سيكون حكم الله  والناس والتاريخ عليهم بعد ان يصيروا الى قبورهم .
علي الاحمد
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى