تحيــا ســوريا حــرة ديمقـراطيـة
“تود”: البرنامـج السـياسـي الذي أقـره المؤتمر العـام الثـالـث
التـجمـع الوطـني الديمقـراطي السـوري ـ تــود
ديــر الـزور آذار 2009
إنطـلاقـا من إدراك عمق وجـديـة الأزمات، ومدى التدهورالسياسي والإجتماعي والإقتصادي والأمني والخدماتي، الذي أفرزه ،تسلط نظام الاسد لمـدة أربعـة عـقـود على مقاليد السلطة، وهيمنته على مؤسسات البلاد واحتكاره لها، وتغـييبـه للمـواطـن وكافـة أشـكال المجتمـع المـدنـي، وضمـن مـسـعـى تدارك حـدوث المزيـد من التدهـور، وجـدنا أن البحث في أسس هـذه الازمات يؤكـد، من جهـة، أن التـسلط المذكـور هـو السـبب الرئيس في وصول سـوريا إلـى هـذا المـسـتوى المتـدنـي، الذي وصل إلى حــد الكارثـة، ومن الجهـة الثـانيـة يؤكـد أن إيجـــــاد الحــــلول المناسـبة (ووســائل تنفيـذها) أصبـح يشكل المهمـــــــــة الملحـة والرئيسـية التي يـــجب القيـام بهـا بأ سـرع وقـت ، إذا ماأردنا إعـادة الأمـور إلى طبيعـتهـا، والتي عـلـى رأسـهـا عـمليـة إنقــاذ البــلاد وتحـريرهـا وضمـان الحـد الأدنـى من أسـس الحياة الآدميـة، تلك العـمـليـة ـ المهـمـة التي لـن تتـم او تنجـز سـوى بإزاحـة العـقـبـات والحـواجـز والعـراقـيل، والتـي يشـكل النظـام القـائـم ركـنـهـا الأسـاسـي. فإقـامـة البـديــل الـوطـني الـديمقـراطـي، المطلب والحـاجـة الرئيـسـية، لـن تـنـجـز مالـم تمهـد طـريقـهـا، إذا لابـد مـن إعـطـاء الأولويـة لإنجـاز عـمليـة إزاحـة النظـام الراهـن، وإبعـاده عـن مقـالـيد السـلطـة والإدارة.
إن عمــــق الأزمــــات وحجمهــــا، وانعكـاسـاتهـا عـلى مجمـــــل الأوضـــــاع المحليـة والإقـليمية، تؤكـد جميعــــها أن المهمــــــة صعـبـة وجسـيمة ، وأن من يأخــــذ عـلى عـاتقـه الــقيــام بهـــــا، إنمـا يعمـل في حـقـيقــــــــــة الأمــر عـلى تحـريـر البـلاد، واعـادة بنـــائهـا وتكـويـنها. أن الأزمات إضـــــــافة إلى التدهـــــــور العــام ونمو ثقافــة العـنـف التـي نجدهـا تعـــــم و تتجــــذر في المجتمـــــــع، بـرعـايـة مباشـرة مـن قـبـل النظـــام وأدواـــتـه المـســاعـدة، كالإســـــــلام السـياســي، المحـلي والإقـليمـي، (أحــــداث ثمانينـات القـرن المـاضي تـؤكـد تـلاـــقـي و تكـامــــل الطرفـيـن في تـنـفـيـذ جـريمـة إغـتـيال مجتمــع التسـامـح ووحـدة الحـال والمصير، وإسـتـبـدالـه بالطائفـيـة واللاتـسامح والعـنـف) ، تتـطــلب جميعها حـلولا جـذرية، لابـد مـن إيجـادهـا وتـرجـمتهـا عـلـى أرض الواقـع، بإسـتـعـال كافـة الوسـائل والأدوات، فـهـي لـن تـضمحـل أو تخـتـفـي بمجـرد إسـقـاط النظــام، رغـم أهـمـية ذلك، إنمـا هـي عـمليـة معـقـدة وتتـطلب جهـودا ووقـتـا، لـذا فـنحن نـؤكــد عـلـى ضـرورة اعــــادة البنــــاء والتكويــــن، ونعـني تمـامــا مـانقــول.
اننــــــا أيتهـا الســـورية …. أيهـا الســــوري…… إيمانا منـــا أن المهـمـة التي نقــوم بهـا ليست سـهلة دون توحـــيد الجهــود ، و توفر العمل الجماعي المبني عـلى الأسس الحـقيـقيـة ذات القـواعـد والأصول المحـددة ، وفي مقـدمتهــــــا الإرادة وإنكـار الـذات والإســتـعـداد لتحـمـل المـسـؤوليـات والتضحـيـة وتقـديـم المصالـح العـليـا للـوطـن والمـواطــــن عـلى بقـيـة المصالـح، ســواء الحـزبيـة أو القـوميـة أو المـذهـبية والطـائفـية….إلــخ، نطـرح برنامجـــنا هــــذا ، الذي اختــرنا لـــــه اســم برنامج اعادة البناء والتكوين، انطـلاقــا مـن قـناعتنا بأن التـدهور والخراب الذي ينهك سوريا لن يزول عبر اجراء بعض الاجراءات الترقيعـية، وفقا لما يسمونه إصلاح، إنما أصبـح الامر يتطلب إجراءات جذرية، تحقق وتضمن الحـقـوق والأمــن والاستقرار المادي والروحي لكــــافة مكونات الأمـــــة الســــــورية وتسهم في بناء الـدولـة المدنية العـصرية، التي تـحقـق بـدورهـا الحيـــــاة الحـــرة والكـريمـة للــمواطن الســــوري مهما كانت إنتماآته الأخرى، وذلك أسوة بباقي أمم وشعوب العـالم الحـــــر . مشروع اعـادة البنــاء والتكـويـن
أولا : يقـوم البيت السـوري على مبدء ســوريـا أولا وثـانيـا وثـالثــــا. والبـيت السـوري هـو ســوريا المعـتـرف بهـا دوليــا دون أي إنتقــاص.
ثانيا : هـدف إعـادة البنـاء والتكـوين هـو بنــاء سـوريا الحرة الديمقـراطية، التي تضمــن بـدسـتـورهـا وبمـؤسـسـاتهـا وتمــول الحيــاة الحــرة والكــريمـة لكافــة المواطنين ، بغـض النظــر عــن الانتمـاء القـومـي أو المـذهبـي أو الطـائفـي أو الجـهوي أو الثقـافي أو الفـكري …. الـخ.
ثالثا : كون سوريا تعتبر جزءاً من المـشـرق، الذي يضـــم أيضـا دولا وشـعـوبا أخـرى غــير عـربيــة، فـإننـا سـنعـمل انطــلاقـا من هـذه الحـقـيقـة، عـلى بنـاء عــــــــــلاقـات تعـاون وتكــامـل متطــورة بيـن دولــه وشــعـوبـه. تتـمـركـز على المصالح الإقـتـصادية والتـنموية والأمنيـة والخـدمـاتيـة، كخـطوات أولى فـي التأسـيس لاتحــاد مـشـرقـي ، عـلى غـرار الإتحـاد الاوربـي، فعـال وقـادر على حل كافـة القـضايا والنزاعـات التي تعـرقـل مسـيرة التقـدم والتنمـية في دولـه، حــلا سـلميـا جـذريا ، أسـاسـه السـلام والسـيادة واحـترام حقـوق الانـسـان والشـعـوب.
رابعـا : رؤيــة أن ســوريا وطــن متعـدد القـوميات والأديان والمذاهـب ، و عـلى أســــاس هــــــذه الحقيقــة نـؤكـد أن لامكــان فيهــا لأي انتقــاص أو تفضيــل لأي مــن مكــــوناتهــا على حســاب مكـون آخـــــــــــر مهمـا كانـت الـذرائـــع و الحــجج ، ونـؤكـد أيضـا عـلى احتــــرام وضمـانـة حقـوق الأقليــات، (التـي أتـت وقـطـنت في سـوريـا بحـــــتا عـن الأمـن والإسـتقـرار الذي تهـدد وجـودهـا المادي والروحـي إبان هـيمنـة سـلاطـــين العـثمـانييـن عـلى بـــــــــلادهـم في القـرون الماضيـة، كالأرمـن والشركس وغـيرها)، فـي العـــيش الكريم وممـارســـــة خـصوصيـاتهـا وفـقـــــا لمـا تنـص عـليــه المـواثـيــق الـدوليـة ، وأسس وقــواعـــد المواطنة والعـيـش المـشـترك، وفي الوقـت ذاتــه عـليهــا القيـام بالواجبــات التـي يحتمهــــا الـولاء الـوطنــي ، كمــا هــو الحــال قـي ســائـر الأوطــان الحــــرة والمتحـضرة .
خـامسا : رؤية أن التغــيير أصبــح حـاجــة ماســــــة وضـرورية بعد أن تسببت الأنظمـــــــة العســـــكرية ذات التوجــــه الأيديولوجي فـي ضــرب الوحــــدة الوطنيــــة ونســف أســس الدولـــــةالمدنيــــة، التــي يـفـترض أ ن يـــــــكون لهـا الـدور الـرئيسي فـي إحــداث ورعـايـة التطور الطبيعي وتحقيق التمنية الشـاملة التي تحـقق بـدورهـا المصالــح العـليا للوطــن والمواطـن على حــد ســواء، وتحـافـظ بـدسـتورها وبقـوانينهـا وبمـؤسسـاتهـا عـلى التعـايـــش السـلمي وعـلـى الـوحـدة الـوطنيـة، الغـــائبـــة الآن .
سادسـا: رؤية أن العمـل التغـييري يبـدأ بإزاحــة النظـام الراهـن وباعــــــادة الحـياة الدسـتورية الـى مؤسـســــــــات الدولـة والمجتمـع، التي غـيبهـا نظـام العـسـكر، وفـقـا لبـدعـة الأحكــام العـرفـية وقـوانـين الطـوارئ، التـي وجـدهــــــــا نظـام الأســد أسـاسـا وســندا لفـرض هـيمنتـه وتـسـلطـه، ويتــوج في اقـامـة ســـوريا المعـاصـرة، التـي أهـم أسـسـهـا ومـيـزاتهـا:
1 – أنهـا دولــة دسـتورية ، أي أن الدســـــتور المـدنـي فيهـا يكفــل حـقــوق وحـــريـات الجميـــع بغــــض النظـر عـن اخـتـلاف الانتمــاءات ، وهـو متحـرر مـن أيـة اديـولـوجيـات و منظـــــــــما وحـيـدا لكــافــة شــؤونهــا.
2- اللامـركزية في إدارة الشــؤون العامــة على كافــة الأصــعـدة، انطـــلاقا مـن حـقيقــة أنها تحــــول دون التفــــرد والهيمــنــة والاحتكــــــــار ، و تـوفــر المنــــــــاخ المناســب للرقــــابــة والمـشــاركة، العـامـــــــــلان الأهـــــم في عمليـة ممارسة الدولــة والأقـــاليم لمهامهــا ووظـائفهـا ، وتضمـن في الوقـت ذاتــــه التـوزيــع العــــــادل للثـروات، و لكونها تحفـظ للـدولـة الحق في بقائهـا موحـــدة و حــــرة .
3 -: التحــرر من أوهـــــــام أيــــة وصـاية أو أدوار و مهـام قــيادية ( اقــليمية) وبالتالي عـدم التـدخـــــل في الشــؤون الداخــلية لدول الجوار، باستثنــاء ماتمليــه أســس حـســن الجــــوار واحـترام السـيادة.
4 – الانفتــاح على الأســرة الدولـية وتمكين كافة المـواطنـــين من التمتــــع بعطاءاتــها، والاسـهام الايجـابي في التأسيس لعـالـم آمـــــن ومسـتقـر ولاتطرف وأنظمــة قـمـــع او إســـتـبـداد فيه.
5 – الانفتاح الداخلي وإتاحــة فرص ا لمبادرة والإبداع من خلال ضمانة الحــريات العـامــة وفقـا لما تنص عليه المواثيـق الدوليــة وفي مقـدمـتهــا الإعــــلان العالمــي لحـــــقـوق الانســان ،وخصـوصــا حـــق حــــــريــة الاعــتقــــاد الدينـــي والمــذهبــــي، بالإضافـة إلى حقـوق التعـير والتظـاهـر والإضراب وتأسيس الجمعيات والمنتديات الثقافية والسياسية والتـداول السـلمـي للسـلطــة وغـيرها مـن مظـاهـر وأسـاسـيات الإنفـتـاح والتحـضر.
6 – المســـاواة بيـن المــرأة والرجــل . ومعـاقبـــة مرتكبـي العنـف بـحق المــــرأة مهمـا كـانـت أشــكالـه أو مـسـتوياتـه وفـقــا لقـوانـين العـقـوبات المعـمـول بهـا، وخـصوصا عـقـوبـة القـتـل عـن سـابـق تصميـم، التـي تمـر إلـى الآن بــحــق المـراة دون عـقـاب، وفـقـا لمايـسمى جـريمـة الشـرف، إذ نـؤكـد أن هــــــذا القـتـل هـو جـــــريمــة بكـل معـنـى الكلمــة وعـليــه يعـاقـب مرتكبيـه وفـقـا لقـانـون القـتـل عـن سـابـق إصرار وتصمـيم، فالمـرأة كمـا الـرجـــل حـــرة وســــيدة نفسهـا، وكـــلاهـمـا فـــي الحـقـوق والـواجــبــات ســــواء. وتوفـير المناخ، ماديـا وروحـيـا، لامـومـــــة وطـفـولــــــــة ســــليمـة.وضمان التامــين الصحي والاجتماعي لكافة الامهات، وخصوصا الــــلاتي لايمتلكن عمل او مصــدر رزق، أي تأمـين الحـياة الحـرة والكـريمـة.
7 -فصـل الديـن عـن الـدولـة واعـتبــار ممارســــة تعـاليمــه وطقـوســه شـأن شـخصـي يقوم على مـبدأ الـديـن للــــــه والوطــن للجميــع، وحمـاية دور العـبادة والإعـتنــاء بهـا، وفـي الوقـت ذاتـه يمنـع إسـتـعـمالهـا لأيــة أغـراض أخــرى.
8 – فصل السلطـات ، نزاهـــة القضــــاء ، حـريــة الاعـلام ، والتداول الســلمي للسلــطة ، و إعـادة تأهـيل المؤســسات عـلميـا ومهـنيـا لتـكون دعـامـة الدولـة المـدنيـة المعـاصرة.
9 – الـوعـاء الذي ينهـل منـه المـواطنون ثقـافتهـم العـامـة هــو ثقـافـة العطــاء الايجـابي، الذي انتــجـتــه الحـضارات الســوريـة المتعـاقـبـة مـنـذ آلاف الـسـنيـن، والتي تعـترف بالآخـــر وتنبـذ العـنـف والتـفـرقـة وتحافـظ على الـوحــــــدة الـوطنيـة ووحدة الأرض والتـراب .
10-اصــلاح منـاهــج التعـلـيم واجهزتــه، وتأهـيل الجـيل الشــاب علميــا ومهـنـيا .ليكـون دعـامــة الـدولـة الدســـتورية المـدنيـة ومجتمـع الإنفـتـاح والتـسـامح.
12 -العـمل المـسـتمر على مكـافحـة الفـقـر والبطــــالـة عـبر تفعيــل المؤسـسات الاجتمـاعـية والاقـتصـاديـة والمـاليـة ، واحـداث سـياسـات ضـريبيـة وإستتثمارية حكيمـة تتيـح تمويـــــل المشاريـع المـذكــورة، وتـركـــز عـلى المشـاريـع الإنتـاجيـة عـمومـا والزراعـية ـ الغـذائيـة خصوصــــا، وصولا إلـى تحـقـيق الإكــتفــاء الـذاتـي والأمـــــن الغـذائي ودرء نـشـوء البطـالــة.
13 – الاهتمـام بمـراكـز الأبحـاث العـلميـة والاجتمـاعـية ،والعـمل النقـابي والثقـافي وكـافــة أشـكال احـياء المجتمــع المـدني ، ودعمهـا ماديا ومعـنويا وتكـريم العـلماء والبـاحـثين والفـنـانيـن، بإعـتبـارهـم أعـــمــدة الــتنميــة الوطـنـيــة والتطـويـر. 14- الإهتمام بحماية البيئة والإسهام في إيجاد بدائل للطاقة أقل تـلويثــا وضرراً وأكـثـر اداءا وخدمة.
15ـ الإهـتمـام بالسـيـاحـة والرياضــة، وتطـويـر مـرافـقـهـا بـشـكل دائـم، إنطـلاقـا مـن كـونـها مصـدر رئيـسـي للتنـميـة الماديـة والحـضاريـة، وداعـم أسـاسـي للإنفـتـاح.
ثامنـا : نظــــرا للتداول والجـدل الذي يدور حول القضـية الكردية نؤكد أن الشـعـب الكـــوردي، كما كافـــة الشـــــعـوب المكونة للمجتمــع السـوري، كالعـرب والسـريان والكلـدان والآشــورييـن وغـيرهــم، شـعـب سـوري أصيل، يعـيش في وطـنه عـلى أرض آبــائـه وأجـــداده التـاريخيــة فــي الـوطـن الســوري الـواحـــد ، وعليه يجـب أن يتمتـع بــكافـــــــــة حـقـوقــه وممــارسـة خصوصياتــه دون أي انتقــاص، ابتـداءا مــن إعـــــادة الجـنســية السـوريـة لمـن جــــرد منهــا، جــــــراء الممارســـــت الـعـنصريــة من قـــبل الـحكـومـات المـتعـاقـبة، والتعـويــض عــن كافـــــة الأضـــــــرار التــــي لحـقـت به جـراء تلك الممـارسـات العـنصريـة ، وانتهـــاءا بإعـــــــــلان البــدايـة السـليمـة القـائمـة عـلى الإعـــتـراف رسـميا بأن هــذا الشـعـب هـو مكـون أساسي من مكـونـات الدولـة والأمــة السـوريـة وتـثـبيـت ذلك في دســــتور البــلاد، وتكـثيف الجـهود نحو بنـاء الثقـة وفـتــح صفحــة جـديدة على أســـــاس كـل ماجـاء في هــذه الفـقـرة وسـابقـاتهـا.
تاسـعا : العـمـل داخـل صفـوف الجيـش وقـوى الأمــن بهـدف توظيفـهـا إيجـابيـا في عمليـة التغـيير والبنــاء، وفي ذات الوقـت اعــادة بنائـها لتكـــون (كما بقية المؤسسـات)، مؤسســة وطــنيــة تدافــــــع عن كـــــــل الوطـــن والمواطـنـين، وتحمــي حـدوده الــبرية والجــوية والبحــرية، وليصبـح الجيـش الـوطنــي الســوري ســــــندا حــقـيـقيــا لاحـتــــــرام وســيادة المـدنيــة والـدســتور.
عـاشـرا : العمل على كافة الأصعدة والمستويات من أجل عدم وقـــــــوع ســوريا في أيــة عزلـــة، وذلك ببناء وتعــزيــز الثقة مع العالم الخـارجـي والإبقــاء على أبواب الحـوار مفتوحـة مع القــوى الدولية والإقليميـــة الفاعـلة باتجاه تحقيق الديمقراطية والأمـن والإسـتقـرار في المنطقة والعـالــم.
ثاني عشر : العمل على تهيئة الظـروف لإعـادة نشـوء الطبقـة الـوســــطى ، التي تـعــتبر الحــــامل الأســاســي للبنـاء والتنمـــية والمدافـــــع الحقيقـــــي عــن المصـالـــح العـليــا للمدائــــــن، عـبر نهــج اقـتــصـاد الســــوق بـــــــبـعـده الاجتمـاعـي،الذي يؤمـن المنــــاخ السليم لتكـافؤ الفـرص وللمنـافـســة الايجـابيـة لكافــة أشــكال الملكيــــة ، وفـي ذات الـوقــــت يضمــن الحـقـوق العــامـة لطبقــة العمــال وصـغـار الكسـبة والفــلاحــين ، وفـي مقدمتها الحــــــق فـي حـيــاة حـرة وكـريمــة للعـامل ولأســرته ، عـبر ســن مجمـوعـة مـن القــوانــين الحــكيمــة التـي تمنــع الاســـــتغـلال وتحــــدد ســاعات وطـبيعــة العمــل والأجــور والحــوافـز والتـأمين والضمــان الاجتمـاعـي والصـحـي . وبمعـنى آخـر الدســـتور يضمـن كافـة حـقـوق المــالـك والعــامل عـلى اسس مبــدء العـدالة الاجتمــاعيــة .
ثالث عشر : التأسـيس لإعــلام حــــر يكــون لــه الـدور الريادي في الرقـابة العـاامـة وفي ترسـيخ ثقـافـــة الشفـافـية و الحــــوار والاعـتراف بالآخــر وتـوطـيد الـوحــدة الوطنيــة على أسس ديمقراطية والدفـاع عــن حرية الرأي والتعـددية بكافة أشكالها ، وفضح الفساد والمفسدين ، والاهتمام بالإعلام كمؤسسة وطنيــة مستقلة و ذات دور فعال في عـمليــة التنميــة الشـاملة .
رابـع عـشـر : العمــل عـلى بنـــاء الدولـــة المدنيــــة بـــإزالــة كافــة أشــكال الاستبداد ومكـافحــة الفســاد ومعالجــة حالات الاحتقــان القــومـي والمذهبي في البــلاد، وتنمية الشعور بالانتمـاء إلى الوطـن وتغليبــه على أي انتمـاء آخــــــر.
خـامـس عشر : في مايخــص قـضية النــزاع مع إسٍــرائيـل، نؤكــــــد على الالتـزام بقـــرارات الشـرعـية الـدوليــــــة، وضرورة تـنـفـيذهـا بهـدف التاسيس لعــلاقـــات طبيعيــة بيــن البلدين، عبـــر المفاوضـــــات المباشرة ، التي لابـد وأن تهيئ الفرصة لتأسيس مـشـرق يســـــوده الاســتقرار والأمن ، الأمر الذي يفســــح المجال للاهــتمـام في عمليــة التنميــــة الاقتصـــــاديـــة والاجتمـاعيــة والخـدماتيــة فــي جميـع دولــــه ، ولكــافـة أقــوامــه و شــعـوبــه . أما فيمـــا يخـص الجـولان فإننـا نـؤكـد عـلـى ســوريتـه وضرورة تحـريـره أو برمجـة عـودتــه إلـى السـيادة السـوريـة.
سادس عشر: العمـل المـسـتمر عـلى تفعـيل الفـرد وتـحفيـزه عـلى المشـاركة الايجـابية فـي التفاعــــل مــع الـشــؤون العـامـة . وتنـشـيط دور الأســرة والمـدرســة عـلى هـــــذا الصـعـيد ، ودعــم الأنـديــة والمنـتديـات ماديــــــــــا ومعـنويـا لتكــون رافــــــدا أســاســيا فــــــــــي تقــديــم المقـترحــات والحـلـول للأزمـــات التـي تعـرقـــــــل المـسـيرة التنمـــويــة بكـافـــــــة أشــكالهـا ومـسـتويـاتهــا ، والعمــل عـلى جعــل المشــــــــاركــة والمـراقبـــة ليـــــس حــــق فحـســب انمــــا كــواجــب عـلى كــل مــواطــن القيــام بــــه .
ســابع عـشـر: بخـصوص القـضيـة الفـلسـطينيـة نـؤكـد إيماننـا بعـدالتهـا وبحـق الشـعـب الفـلسـطينـي في إقـامـة دولتـه المـسـتقـلة عـلى كـامل أراضي الضفـة والقـطاع، وفـقـا لحــل الدولتـيـن والسـيادة والإحـتــرام المتـبـادل، كمـا نـؤكــــــــد عـلى وجـوب أن تتـحمـل إســرائـل قـسـطا كـبيـرا مـن نفـقـات إعــــادة إعـمـــار الضفـة والقـطــاع، وذلـك كتعـويـض لمـا ســـببـه إحـتــلالهــــا لفـلســـطين طيلـة تلك العـقـــــــــود. أما بخـصوص الجـاليـة الفـلـسـطـينيـة في ســوريا، فـإننـا نجـد ضـرورة منحهـم فـرصة الإنـدمـاج في الـدولـة والمجـتمـع،عـبر منـح الجـنـسـية السـوريـة لمـن يـريـدهـا منهـم.
وفي الختام نريد أن نؤكــد على أن الحـاجـة إلى إلـى هـذا البـرنامـج أضحـت ضــرورة ملحــة كمـا الحـاجـة إلى إزاحــــة النظام وتحـرير البـلاد من قـبضـتـه لعـدة أسـباب، أهـمهــا، أولا: كـوننـــا لانـــرى مايـشـير إلـى إمتــــلاك النظـــام أو مـن معــه للـبـرنامـج الإصــلاحـي الحـقـيقـي الذي ســـــوريا بحاجــة لــه، أو حـتـى الجـزئ، بـل إن ســـــلوكيـات النظـــــــام وممـارسـاتـه تـشـيـر إلـى تـراجـع مطـرد ومتـسـارع نحـو الخـلـف، وإلـى مـزيـد من الإحــتكــار والإقــــصاء، ومـا القـضاء عـلى بـوادر إعـادة إحيـاء المجتمــع المـدنـي ســوى مـؤشــر بـسـيط. ثـانيـا: إقـتصاديا وإجـتماعـيا لم ولا نـرى سـوى تخـبطـا وتـلكـؤا في التحـول إلـى إقـتصاد السـوق الإجـتمـاعـي، الذي هـو تكاملـي في أســـــــاســه (تكامل كافـــــة أشـكال الملكيـة من أجـل تحـقـيق العـدالة الإجتمـاعـيـة)، وبـدلا من ذلك نجـد النظـام بتخـبطـه ذلك أنتـج طبقــــــة جـديـدة هـي في الإقـتصـاد كما السـرطان في الجـسـد، وهـي طبقــة الفـاسـدين من “أهــل البيـت”، الذيـن فـتـح لهـم النظـــــــــام أبـواب النهـب والسـلب عـلى مصراعـيـه. ثالثـا: وعـلى الصعـيد ذاتــه نجــد تراجعـا كارثيـا في إنعـدام المبـادرة البـاحـثـة في شــؤون خـلــق فـرص العـمل أو الحـد من البطـالــة والفـقــر. رابعـا : عـلـى صعـيـد السـياســة والعـلاقـات الـدولــية نجــد أن سـلـوكـيات وممـارســات النظــام قــــــادت وتقــود إلـى الضـرر الفـادح بمصالحـنـــا العـليـا سـياسـيا وإقـتصاديا وإجـتـماعــيا، إذ أن النظــام بـرميــه لـســوريا في أفــلاك وأحـضان مــلالـي إيــران إنمـا يحـاول إقــتـــلاع ســوريـا مـن محـيـطهــا العـربـي، الطـبيعــي لـتـكـون مـــجـرد ورقـــــــــة وأداة بـيــد المـــــــلالـي في محـاولاتهــم فـرض هـيـمـنـتهــم ووصايتهــم عـلـى المنطقــة، بمعـنـى أدق في إحــتلال المنطقـة. خـامسـا : التتراجـع الكارثي أيضا في قـضيــة حـقـــــوق المـرأة والطفــل، إذ نجـد مـلامــح العـودة إلـى العـبـودية إذ نجـد تفـحــل ظـاهـرة إســتغـلال الأطفـال كأدوات إنتـاج شـبه مجـانيــة، بـدلا مـن تمـويـل مشـاريـع رعـايتهـم وتـأميـن طفـولـة سـعـيدة لهــم، أما المــرأة فـهـانحـن نـشـهـد ماهـــــــو أســوأ من الــوأد والقـتـل بابـشــع أشـكالـه، وفـقـا لما يـسمى بجـريمـة الشـرف، إذ نجــد النظــام يتـراجــع عـن حـمايــة أبـسـط حـقــوق الإنـســان (الحــق في الحيــاة) تماشــيا مــع التخـلـف والعـنـف الذي لـم يجــد يومـا مناخــا مناسـبا لــــــه قـبـل تـسـلط الأســد الإبـن عـلى مقـاليـد حكــم و إدارة البــلاد. سـادسـا : وهـذه ظـاهـــــرة خـطيرة جـــــــدا، نجــد، ومنـذ إنقـلاب الأســد الأب، تفـشـي الطـائفـيــة ومحـاولات التفـرقــة بين السـورييـن عـلـى أسـس الإنتمــاء المـذهـبي، وأيضــــا رعـايـتـه لعـمـليــة “تطـفـيـش” المـسـيحـيين والـدفــع بإتجــاه تهـجـيرهــم..
أيتهــا الســوريـة… أيهــا الســوري إننــا نــرى أن إســـتمـرار نظــام الأســـــد في إدارة ســـــــوريا هــو إســـتـمرار في تخـلفـهـا وتـدمـيرهــا، والســكوت أصـبح بمثـابــة المـشــــاركة في الجريــــمـة، والموافـقــة عـلـى الـذل والمهـانــة، بــل والمـوت البـطـيئ، فـلمــاذا؟
إننــا ايهـا الشـعـب العـريــق لانــريــد أن نمــوت ببطـئ…. ولانـريـد أن نكـون أدوات نحـرنـا وإذلالنـا، إننــا نحــن وبكــل مانمـلتك مـن طـاقـــات وقـــوة ســوف نــدافــع عــن كـرامتنـا وحـرياتنـا وحـقـوقـنـا وثـرواتنـا وأمـلاكنـا، وعــن كــل ما انجــزه أجــدادنـا وعــن ســعـادة أطفـالنــا ونـســائنا. إننــا نعـلـن تحـملنــا لمـســؤوليـاتنـا ولإنتمـائنــا إلـى الـوطــــــــن الســوري وكــل مـايـرتبــه الــولاء لـســوريا، إننــا نــدرك حجــم المـســؤوليــة والتحـديـات، إننــا الآن، مـن ديـر الـزور نعـلـن أننــا نتحـمـل مـسـؤوليـة التحـريـر، وإننـا ســوف نحـقـقـــــه.
ايتهـا الجـماهـير السـوريـة في كل مكـان، إن التجمــع الوطنـي الـديمقـراطي الســوري ـ تـــود، ســيبقتى كمـا كـــــــــان دومـا، تجمعـكــم السـاعـي إلــى التـأسـيس لسـوريا الجـديـدة، ســـــــوريا الدسـتـوريـة الديمقـراطيـة التعـدديـة المـدنيــة، ســوريا التـي تـقــوم وتـبنـى بـســواعـد بنـاتهتا وابنـائهـا الأحـــرار.
في هــذه المنـاسـبة نـؤكــد أيضـا عـن دعـمنــا لجبهــة التـغـييـر والوفـاق الوطنـي في ســوريا، التـي أنـشأناها حـديـــــثا بإرادة وتعـاون أحـــرار ســوريا مـن كافــة الأطيـاف، وفي الوقـت ذاتـه إننتا ســنـقـدم كـل الـدعــم لأصحـابنـا في تنـظـيم أوربـا من أجــل إنجـاح وإنجـاز مـشـروعـهـم، الذي هـــــــو مـشـروع ســــوريا، الهـادف والسـاعـي إلـى تـوحـيـد كافــة القـوى العـلمـانيـة والوطنـيــة الســــوريـة تحـت خيمـــــة واحـــــدة، وصـولا إلـى إعـــــلان ولادة الجـمعـيــة الوطـنيــــة الســــوريـة، التـي يــراد لهـا الإضــطــلاع بقـيادة عـمليــة التغـييـر والبنــاء، وتـوظيـف كافـة المـسـتـجـدات والإمكـانـات الـدوليـة في تلك العـمليــة.
إننــا عـلـى العـهــد ماضـون.
تحيــا ســـوريـا حــرة ديمقـراطيــة
هـيئــة التـنـســق العــامــة
ســــوريـا ـ ديــر الــزور
خاص – صفحات سورية –