صفحات سورية

الإخوان المسلمون ينسحبون من جبهة الخلاص الوطني

null
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين المعارضة السورية السبت 4-4-2009 انسحابها من جبهة الخلاص الوطني التي كانت من أبرز مكوناتها، إلى جانب نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام.
وفي بيان صادر في لندن وصل صفحات سورية  نسخة منه، قالت الجماعة المحظورة في سوريا إنها “قررت -بعد التداول والتشاور- الانسحاب من جبهة الخلاص الوطني، بعد أن انفرط عقد الجبهة عمليا، وأصبحت بوضعها الحالي عاجزة عن النهوض بمتطلبات المشروع الوطني والوفاء بمستلزماته”.
وأوضحت الجماعة أن قرارها المعلن في بداية العام بـ”تعليق أنشطتها المعارضة للنظام السوري”؛ بسبب الهجوم التي شنته إسرائيل على قطاع غزة، أدى إلى تباين في وجهات النظر داخل جبهة الخلاص، واتهام بعض مكوناتها الإخوان المسلمين “بتعارض موقفهم مع ميثاق جبهة الخلاص”.
وأضافت أنها تقدمت إلى اجتماع الأمانة العامة في السادس من فبراير/شباط الماضي “بمذكرة توضيحية” تشرح موقفها، لكنها قالت إن الاجتماع “كشف عن تباينات في وجهات النظر حول القضية الفلسطينية والموقف من المقاومة ومن العدوان الصهيوني الأخير على غزة، وحول موقفنا بتعليق الأنشطة المعارضة”، وتابع البيان أن ذلك ترافق مع “حملة من الافتراءات” ضد الجماعة من قبل بعض أطراف جبهة الخلاص التي لم تسمها.
وكانت جبهة الخلاص الوطني تأسست عام 2006، بعد انشقاق خدام عام 2005، وانتقاده السياسة الخارجية السورية لا سيما في لبنان.
وأعلنت الجماعة في السابع من يناير/كانون الثاني أنها قررت “تعليق أنشطتها المعارضة للنظام السوري، توفيرا لكل الجهود للمعركة الأساسية” في قطاع غزة، التي تسيطر عليه حركة حماس المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين.
وهذا هو نص البيان
بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية: حول الموقف من جبهة الخلاص الوطني
أيها الإخوةُ المواطنون أبناءَ سوريةَ الحرّةِ الأبيّة.. يا أبناءَ أمتنا العربية والإسلامية..
لقد مثّلَتْ جماعةُ الإخوان المسلمين في سورية، منذُ نشأتها، مكوّناً حيويّاً في نسيجِ مجتمعنا السوريّ بتجسّداته الفكرية والسياسية والاجتماعية، كما مثّلَتْ رافعاً واضحَ الهوية، ثابتَ السّمات، من روافع مشروع الأمة العربية المسلمة في أفقه العام.
ومنذُ سنواتِ النشأةِ الأولى، كان لجماعتنا تحالفاتُها الوطنيةُ الملتزمةُ بالمحدّداتِ والثوابتِ التي تخدمُ مشروعَ التحرير والإصلاح، على المستوى الوطنيّ والقوميّ والإسلاميّ، لاسيّما دورَها المميّز في الدفاع عن فلسطين، ومقاومة المشروع الصهيونيّ بأبعاده المتعدّدة، أو في دعم مشروع الوحدة العربية والدفاع عنه، أو في التصدّي لمشاريع الأحلاف المعادية لأمتنا في ظروف الحرب الباردة.
ولقد ظلّتْ جماعتُنا في سنواتِ محنتها الطويلة، وفيةً للساحةِ الوطنية، بكلّ مكوّناتها وتشكّلاتها. فشاركَتْ في أكثرَ من تحالفٍ وطنيّ، وعلى مستوياتٍ متعدّدةٍ من مشروعات التغيير الوطنيّ المنشود؛ فكما أسّسَتْ في العهود الديمقراطية (الجبهةَ الاشتراكيةَ الإسلامية) و(الجبهةَ الإسلاميةَ التعاونية) بقيادة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله تعالى، فقد شاركَتْ بعدَ ذلك في تأسيس (الجبهة الإسلامية) عام 1980، و(التحالف الوطني لتحرير سورية) عام 1982، و(الجبهة الوطنية لإنقاذ سورية) عام 1990، و(التحالف الوطني لإنقاذ سورية) عام 1995، و(مؤتمر الميثاق الوطني) عام 2002، و(إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي) عام 2005، و(جبهة الخلاص الوطني) عام 2006
وفي كلّ هذه التحالفات، كانتْ جماعتُنا مكوّناً فاعلاً ومنجِزاً ووفياً للمشروع المشترَك، ومحافظاً على حسن العلاقة مع أطرافه جميعا، وكانتْ في كلّ مرحلةٍ تنظرُ إلى المصلحةِ الوطنيةِ العليا – كما تتجسّدُ في لحظتها التاريخية – على أنها المناطُ الأول للحركة، في إطارِ مشروعٍ وطنيّ قوميّ إسلاميّ، حيث لا يمكنُ – في تصوّرنا – أن ينفصلَ القطريّ الوطنيّ عن القوميّ والإسلاميّ.
ومن البديهيّ أنّ التحالفَ على الأهداف المشتركة، لا يَعني – بأيّ حالٍ من الأحوال – التطابقَ التامّ في جميع عناصر الرؤية، بخلفيّاتها أو تطلّعاتها، فالتحالفُ إنما يكون على هدفٍ محدّد، دونَ أن يستلزمَ ذلك الاندماجَ الكاملَ بين أطرافِ التحالف. ومن البديهيّ أيضاً أنّ هذه التحالفاتِ لا تُلغي أيّ خصوصيةٍ برامجيةٍ، لأيّ طرفٍ من أطرافِ التحالف، لكنها تستلزمُ في الوقتِ نفسِه، التوقّفَ عن طرحِ الخصوصيّات التي تضرّ بمشروعِ التحالف، في آفاقه العامة الوطنية والقومية على السواء.
يا جماهيرَ شعبنا الحرّةَ الأبيّة.. يا أبناءَ أمتنا العربيةِ والإسلامية..
على أساس هذه الرؤية الإستراتيجية، كانتْ مشاركتُنا في تأسيسِ (جبهة الخلاص الوطنيّ) بتاريخ 17 آذار 2006، رافعةً وطنيةً لخدمةِ المشروعِ الوطنيّ السوريّ، في آفاقه القوميّةِ والإسلاميّةِ والحضاريّة، وحاولنا – بالتعاونِ مع كلّ أطرافِ الجبهة – النهوضَ بمتطلّبات هذا المشروعِ المشترك، متجاوزين كلّ الصعوباتِ والعقبات، متحمّلين الكثيرَ من الانتقادات، حريصينَ على أن يسودَ الاحترامُ المتبادَلُ أجواءَ العلاقةِ بين مختلف الأطراف. ونعتقدُ أنه رغمَ كلّ الصعوباتِ والمعوّقات، فقد حقّقت الجبهةُ بعضَ الإنجازات، على طريق العمل الوطنيّ المشترك.
وعلى الرغم من تجاوزاتِ بعضِ أطراف الجبهة، ومواقفِها العدائيةِ المعلنةِ تجاه الحركةِ الإسلامية، وتجاه مشروعِ المقاومة.. فقد كنا نتجاوزُ هذه المواقف، ونعتبرُها بعضَ الخصوصيّات، ما دامتْ لا تعبّرُ عن مواقفِ الجبهة، ولا تُلزمُ أطرافَها بشيء، حرصاً منا على استمرارِ الجبهة، والمضيّ في حملِ أعباءِ المشروعِ الوطنيّ المشترك.
ثم جاءَ العدوانُ الصهيونيّ على غزّة، بكلّ وحشيّته وقسوته، ليضعَ جماهيرَ شعبنا وأمتنا أمامَ مسئوليةٍ تاريخية، ما كانَ لنا أن نتخلّفَ عنها، وكانت البوصلةُ الجماهيريةُ الإسلاميةُ والعربيةُ والوطنية، تؤشّرُ باتجاهٍ واحد، انتصاراً لمشروعِ المقاومة، ووفاءً للمقاومين الأبطال، ودعماً لروح الإباءِ والصمودِ في هذه الأمة..
واستشعاراً لهذه المسئوليةِ التاريخية، وقياماً بحقّها، أعلنَتْ جماعتُنا بتاريخ 7/1/2009، وضْعَ جميعِ إمكاناتها في خدمةِ مشروعِ المقاومة، وتعليقَ أنشطتِها المعارضة، توفيراً لجهودِها للمعركة الأساسيةِ ومواجهةِ العدوان، وطالبت النظامَ في سورية – انسجاماً مع شعار الممانعة ودعم المقاومة- أن يبادرَ إلى المصالحةِ الوطنيةِ مع شعبه، وإلى إزالةِ كلّ العوائقِ التي تحولُ دونَ قيامِ سوريةَ بدورها المطلوبِ للدفاعِ عن مكانتها، وتحريرِ أراضيها، ودعمِ صمودِ أشقّائنا الفلسطينيين.
وإزالةً للالتباسِ الذي أثارته بعضُ الأطراف، حولَ تعارضِ موقفنا مع ميثاق جبهة الخلاص الوطنيّ، تقدّمْنا إلى اجتماعِ الأمانة العامة للجبهة المنعقدِ بتاريخ 6/2/2009، بمذكّرةٍ توضيحية، شرحْنا فيها موقفَ الجماعةِ وحيثيّاته وأبعادَه، مؤكّدينَ حرصَنا على الجبهة وتمسّكَنا بها، في إطارِ مرجعيتنا الإسلامية، وخصوصيّتنا التنظيمية، وفي إطارِ الثوابتِ العامةِ للأمة، والإقرارِ بأهميّة القضيةِ الفلسطينية ومركزيّتها.. معتبرينَ أنّ المشروعَ الوطنيّ في سورية، إنما هو جزءٌ من مشروعِ الأمةِ في آفاقه العامة، لا يمكنُ أن ينفصلَ عنه.
لقد كشفَ هذا الاجتماعُ الأخيرُ للأمانة العامة للجبهة، عن تبايناتٍ في وجهات النظر، حولَ القضيةِ الفلسطينية، والموقفِ من المقاومة، ومن العدوانِ الصهيونيّ الأخيرِ على غزة، وكذلك حولَ تقويمِ موقفنا بتعليقِ الأنشطةِ المعارضة. وتبعَ ذلكَ وسبقَهُ من بعض الأطراف، بياناتٌ وتصريحاتٌ ومقالات.. تندّدُ بالحركةِ الإسلاميةِ عامةً، وبجماعتنا بشكلٍ خاص، وتشنّ عليها حملةً من الافتراءاتِ والاتهامات، كنا نتحمّلُها ونُغْضي عنها، حرصاً منّا على المضيّ في مشروعنا التحالفيّ المشترَك. هذا مع الإشارة إلى أنّّ موقفَنا الذي لم يلقَ – مع الأسف – تفهّماً من بعضِ شركائنا في جبهة الخلاص، قد استُقبِلَ بترحيبٍ كبيرٍ في الأوساطِ الوطنية والعربية والإسلامية.
بناءً على ما تقدّم، وفي ضوء هذه المتغيّرات، كان لا بدّ من إعادة النظرِ في الموقف من جبهة الخلاص الوطني، فقامَتْ جماعتُنا من خلالِ مؤسّساتها المعنيّة، بتقويم هذه التطوّرات، وانعكاساتها على الموقف العام، في إطاره الوطنيّ والعربيّ والإسلاميّ، ومراجعةِ موقفها من الجبهة، في إطارِ الثوابتِ الوطنيةِ والموقفِ السياسيّ المعتمَد، وقرّرتْ بعد التداولِ والتشاور، وبأغلبيةٍ كبيرة، الانسحابَ من جبهةِ الخلاص الوطنيّ، بعد أن انفرطَ عقدُ الجبهة عملياً، وأصبحَتْ – بوضعها الحاليّ – عاجزةً عن النهوضِ بمتطلّباتِ المشروعِ الوطنيّ، والوفاءِ بمستلزماته.
لقد تريّثْنا طويلاً قبلَ اتخاذِ قرارنا الصعب، ولم يكنْ ذلكَ عن تردّدٍ في شأن خياراتنا الإستراتيجيّة، أو في التحامِ مشروعنا الوطنيّ بأفقه العربيّ والإسلاميّ، إنما كان ذلكَ حرصاً منّا على الجبهةِ واستمرارها، ورغبةً في إفساحِ المجالِ أمامَ جميعِ الفرقاء، لمراجعةِ مواقفهم، وحسابِ النتائج التي ستترتّبُ عليها.
مؤكّدينَ من جديدٍ على حقوقِ شعبنا التي كفلتها شرائعُ الأرضِ والسماء، في الحريةِ والكرامةِ والعدلِ والمساواة.. متمنّينَ لجميع العاملين في الحقلِ الوطنيّ التوفيقَ والنجاح، من أجلِ بناءِ سوريةَ وطناً قوياً منيعاً لجميعِ أبنائه. وستبقى أيدينا ممدودةً دائماً للتعاونِ مع سائرِ القوى الوطنية، في كلّ ما يخدمُ قضايا شعبنا، ويحقّقُ أهدافَه وتطلّعاتِه في الحريةِ والتقدّمِ والمنَعَةِ والازدهار..
4 نيسان (أبريل) 2009
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
ومن جهته علق عبد الحليم خدام على انسحاب جماعة الأخوان المسلمين من جبهة الخلاص الوطني بالتالي
وصف نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام انسحاب الإخوان المسلمين من جبهة الخلاص الوطني السورية المعارضة التي يتزعهما بأنه غير مؤثر على نشاط الجبهة، واصفا الإخوان المسلمين السوريين بأنهم باتوا يشكلون «ثقلا» على الجبهة وأنهم يجرون اتصالات مع النظام السوري تستضيفها إحدى الدول العربية على حد قوله.
وفي اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» معه من بروكسل حيث كان موجودا أمس، قال خدام «معلوماتنا تشير إلى وجود وساطة بينهم وبين النظام السوري من خلال شخصيات أمنية رفيعة.
واعتبر أن هذه المفاوضات لن تفضي إلى عودة الإخوان إلى سورية كحزب سياسي كما كانوا دوما يطمحون معولين على التقارب الجاري بين النظام السوري والولايات المتحدة، على حد تعبيره، لافتا إلى أن الجماعة تفاوضت مرتين في السابق للعودة إلى البلاد كحزب سياسي، ورفض الرئيس الراحل حافظ الأسد مطلبها.
وأشار إلى اجتماعات تجرى في إحدى الدول العربية لترتيب المصالحة بين الإخوان وبين النظام السوري، واصفا قرار الجماعة تعليق نشاطاتها المعارضة للنظام السوري بحجة الأحداث في غزة والمقاومة الفلسطينية بأنه «كلام سخيف».
وقال «الإخوان المسلمون السوريون يعرفون أن المفاوضات بين النظام وبين إسرائيل كانت وصلت إلى مرحلة نهائية قبل حرب غزة، لذلك فإن الكلام عن تعليق النشاطات المعارضة من أجل فلسطين هو كلام سخيف ولا أرى ما الرابط بين تعليق الأنشطة المعارضة والمقاومة، فهل أن النظام السوري حشد جيشه لتحرير الجولان وتحرير فلسطين؟».
وأضاف «القضية الفلسطينية ليست موضع خلاف بين الشعب السوري، بل الخلاف على كيفية توظيف القضية ورأينا أن هذه القضية يجب أن تكون منزهة عن الاستخدام السياسي».
واعتبر أن مشاركة الإخوان المسلمين في الجبهة باتت تشكل «ثقلا» بسبب معارضة أطراف أخرى في الجبهة لها مشددا على أن «جبهة الخلاص تزداد قوة وفاعلية» بعد انسحابهم، وأنها سوف تتجه إلى التحالف مع التيار الإسلامي المعتدل عبر ترك ثلاث مقاعد شاغرة في الأمانة العامة الجديدة للجبهة لصالح هذا التيار. من جهته اعتبر عضو بارز في حزب البعث العربي الاشتراكي الحزب الحاكم في سورية، إعلان جماعة الإخوان المسلمين الانسحاب من جبهة الخلاص، «خطوة إيجابية» و«ضربة قاصمة لخدام وجماعته» وتستحق «التقدير». وأكد الحزبي الذي رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» أن حزب البعث لم يناقش موضوع العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين نهائيا، نافيا علمه بمدى صحة الكلام المتداول إعلاميا عن وجود مفاوضات بين الجماعة والجهات المختصة في النظام السوري عبر وساطة عربية وإسلامية. وقال «رغم أن الموضوع لم يطرح في اجتماعات الحزب، لكن أي حزبي مخلص لوطنه يشعر أن هذه الخطوة إيجابية وتستحق التقدير وتخدم التوافقية الوطنية والمصالحة العربية الجارية».
خدام يشن هجوما على انسحاب الاخوان من ‘جبهة الخلاص’: ارتكبوا ‘خطيئة وطنية كبرى’

لندن ـ القدس العربي’ من انور القاسم : اعتبر نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام أن قرار جماعة الأخوان المسلمين الإنسحاب من ‘جبهة الخلاص’، التي يُعد أحد أبرز مؤسيسها، لم يكن مفاجئاً، وتحدث عن مفاوضات تجري بين الجماعة وبين النظام في دمشق عبر لجنة أمنية يرأسها عقيد في فرع الأمن الداخلي.
وقال خدام في مقابلة مع يونايتد برس إنترناشونال ‘إن المكتب السياسي لجماعة الأخوان المسلمين واستناداً إلى المعلومات التي توفرت لدينا كان بصدد اتخاذ موقف بالانسحاب، وهناك مفاوضات تجري بين الجماعة وبين النظام عبر لجنة أمنية مكلّفة بالتفاوض برئاسة العقيد توفيق يونس من فرع الأمن الداخلي وعضوية ضابطين برتبة رائد ومقدم بالإضافة إلى مستشار لهذه اللجنة كان يتولى ملف الأخوان المسلمين والتفاوض معهم خلال فترة الرئيس الراحل حافظ الأسد هو العميد المتقاعد تركي علم الدين’.
واضاف ان الأخوان المسلمين أرادوا من خلال بيانهم الأخير ‘تغطية هذه المفاوضات بقضية غزة والشعب الفلسطيني والمقاومة، وكانوا برروا خلال النقاشات التي دارت بيننا أسباب اعلان تعليق نشاطاتهم المعارضة ضد النظام السوري بأنه يرتبط بموضوع غزة وسألناهم: هل وجّه (الرئيس) بشار الأسد جيشه لتحرير فلسطين واستعادة الجولان وهل وجّهتم أنتم قواتكم لتحرير دمشق واتخذتم هذا القرار لأسباب وطنية؟ والحقيقة أنه لم يفعل وأنهم لم يفعلوا ذلك أيضاً’.
وتابع أن الجماعة ‘كانت تعرف أن النظام في سورية ليس ممانعاً أو مقاوماً لكي توقف المعارضة ضده وكانت تكرر في بياناتها وتصريحاتها ونقاشاتها مهاجمته وانتقاده بسبب مساعيه للتقرب من أمريكا وإسرائيل، كما كانت تعرف أن مفاوضاته مع إسرائيل وصلت إلى مرحلة متقدمة، لذلك نعتقد أن هذا الموقف استغلال للقضية الفلسطينية وللدم الفلسطيني من أجل تغطية مسألة أخرى يعلم الذين اتخذوا هذه الخطوة أنها أساءت إلى المعارضة السورية وأساءت إلى جماعة الأخوان المسلمين’.
وعن أسباب عدم اتخاذ ‘جبهة الخلاص’ أي موقف حيال عضوية الأخوان طالما أنه كان على علم بتلك المفاوضات، فأجاب خدام أنه على المستوى الشخصي لم يكن راغباً ‘في التحدث بهذا الموضوع، وهم يعرفون طبيعة المعلومات الموجودة عندي وكنت اعتقد أن هناك في جماعة الأخوان المسلمين من يدرك أن هذا الأمر يتعارض مع الخط العام للمعارضة ومع مصلحة حركة الجماعة نفسها ولا علاقة له بالقضية الفلسطينية ويجعلها بالتالي، وحسب اعتقادي، تتراجع في اللحظة الأخيرة’.
وقال ‘هذا الموضوع نوقش خلال اجتماع الجبهة في مطلع فبراير (شباط) الماضي وكان بالإمكان أن تتخذ الجبهة موقفاً ضد الأخوان وتتخذ قراراً بفصلهم أو تجميد عضويتهم، لكن في الواقع لم نفعل واقترحت احالة الموضوع إلى المجلس الوطني في جبهة الخلاص لإعطائهم فرصة للمراجعة، وعوضاً عن الاستفادة من هذا الفرصة والتراجع عن هذا القرار الخاطئ استمروا في الاتجاه نفسه وفي العمل على الوصول إلى اتفاق مع النظام’. وأبدى خدام أسفه لقرار أخوان سورية الإنسحاب من جبهة الخلاص، وقال ‘تمنينا لو أنهم لم يقعوا في هذه الخطيئة الوطنية الكبرى، لكن تحالف الجبهة مع التيار الإسلامي ثابت والتوجه الآن لدى مجلسها الوطني هو تخصيص ثلاثة مقاعد شاغرة في الأمانة العامة الجديدة للجبهة للتيار الإسلامي والذي يُعتبر تياراً عريضاً في سورية والإخوان بتنظيمهم الحالي هم أضعف أطراف ذلك التيار’.
وترى مصادر مطلعة في العاصمة السورية دمشق أن انسحاب جماعة الإخوان المسلمين من جبهة الخلاص السورية المعارضة كان خطوة متوقعة، وترى ان إعلان هذه الخطوة يأتي بعدما تردد في الأشهر الماضية أن المراقب العام للحزب علي صدر الدين البيانوني طلب من خلال وسطاء السماح له بالعودة إلى سورية، وذكرت مصادر اعلامية ان من أبرز الجهات التي قامت بالوساطة جماعة الإخوان في الأردن وحركة حماس، والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي، الذي تردد أنه سعى لدى السلطات كي يرافقه البيانوني في زيارته إلى دمشق، على رأس وفد من العلماء إبان الحرب ‘الإسرائيلية’ على قطاع غزة. وأوضحت المصادر أن التحالف بين الإخوان المسلمين وعبد الحليم خدام في جبهة الخلاص انفض عملياً في الاجتماع الذي عقدته قيادة الجبهة في السادس من شباط الماضي، على خلفية خلافات حادة في وجهات النظر حول الموقف من الحرب ‘الإسرائيلية’ على قطاع غزة، إذ رأت قيادة الإخوان أن مواقف خدام تتبنى المشروع الأمريكي، وتهاجم المشروع المقاوم، وفي بيان صادر عنها عقب الاجتماع، اعتبرت قيادة الإخوان أن مرحلة ما بعد غزة حديث جد وليس هزلا، لأن المنطقة ستدخل في مرحلة إستراتيجية جديدة، ما يتطلب دراسة وتقويم العلاقة مع جبهة الخلاص، وهو ما أفضى لاتخاذ قرار الانسحاب.
ويرى مراقبون سوريون ان هذا الانسحاب وجه ضربة لاهم واكبر تجمع للمعارضة السورية في الخارج وبالتالي لما كان يعرف بالمعارضة السورية التي تدعمها السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى