المراقبون في سورية: الدعم السوري للمقاومة أفرغ ورقة الإخوان المسلمين
كامل صقر
فيما لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي سوري بشأن إعلان جماعة الإخوان المسلمين السورية انشقاقها عن جبهة الخلاص الوطني المعارضة، تقاطعت آراء أغلب المتابعين في سورية حول عدم إعطاء القيادة السياسية في سورية للحدث أهمية ما.
وأكد مصدر سوري لـ’القدس العربي’ أنه من المهم أن نسأل أنفسنا على ماذا التقى الإخوان وخدام، لنصل إلى أن التقاءهم كان بالأصل مخالفاً للمنطق. واعتبر المصدر أن الطرفين ليس لهما أية أرضية في الداخل السوري، وأن انسحاب الجماعة من جبهة الخلاص كما كان انضمامها من موقف الإخوان لا يمثل كثيرا من الأهمية بالنسبة لسورية من منطلق أن جبهة الخلاص بما تضمه من قوى لا تمثل سوى نفسها حسب تعبيره.
وأكد المصدر أن سورية ليس لديها مشكلة مع التيارات الإسلامية وخاصة ذات المواقف المؤيدة للمقاومة، بل المشكلة هي مع تنظيم أساء وأخطأ بحق أبناء سورية، في إشارة إلى تنظيم الإخوان المسلمين.
وفي المقابل أكد المحلل السياسي أيمن عبد النور أن دعم سورية لكل من حماس وحزب الله الإسلاميَّين والمقاومة عموماً، والعلاقة الطيبة جداً التي تربط سورية بالمجلس العالمي لعلماء المسلمين ورئيسه الشيخ يوسف القرضاوي أفرغ الورقة التي كانت تتحدث بها جماعة الإخوان المسلمين، متسائلاً ماذا يمكن أن يطالب به الإخوان المسلمون أكثر مما فعلته سورية في دعمها للمقاومة؟
ولفت إلى أن انفراط عقد جبهة الخلاص ليس منذ أيام حيث صدر بيان الإخوان المسلمين الأخير بل منذ عدة أشهر حيث أعلنت الجماعة في السابع من الشهر الأول من هذا العام، تعليق كافة نشاطاتها المعارضة، مشيراً إلى أن المصالحة السورية السعودية ليست هي التي دفعت الإخوان المسلمين إلى هذه الخطوة، بل يمكن أن تكون قد سرعت هذه الخطوة. ونوه عبد النور إلى أن ما جرى من قبل الإخوان المسلمين لا يغير شيئا في وضعهم بالنسبة لسورية.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أصدرت بياناً أكدت فيه أنه و’في ضوء هذه المتغيّرات، كان لا بد من إعادة النظر في الموقف من جبهة الخلاص الوطني، فقامت جماعتنا من خلال مؤسّساتها المعنيّة، بتقويم هذه التطوّرات، وانعكاساتها على الموقف العام، في إطاره الوطني والعربي والإسلاميّ، ومراجعة موقفها من الجبهة، وقررت بعد التداول والتشاور، وبأغلبيةٍ كبيرة، الانسحاب من جبهة الخلاص الوطنيّ، بعد أن انفرط عقد الجبهة عملياً، وأصبحت – بوضعها الحالي – عاجزة عن النهوضِ بمتطلبات المشروع الوطني، والوفاء بمستلزماته’.
من جهته نفى د. نزار ميهوب رئيس المعهد العربي للشؤون الدولية بدمشق أن تكون المصالحة السورية السعودية ذات صلة بموقف الإخوان المسلمين الأخير، معتبراً أن الإخوان المسلمين ربما وصلوا إلى قناعة بضرورة العودة عن كل ما فعلوه وما اتخذوه من مواقف ضد سورية، مشدداً على أن سورية هي في موقع القوة ليس فقط حيال جماعة الإخوان بل تجاه كل الأطراف الدولية والإقليمية، وأن الإخوان المسلمين قد أدركوا خطأهم ويريدون تصحيح هذا الخطأ.
وكان نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام قد اتهم جماعة الإخوان المسلمين بسورية بإجراء مفاوضات مع سلطات دمشق، إثر انشقاقها عن جبهة الخلاص. واعتبر أن انسحاب الجماعة من جبهة الخلاص الوطني المعارضة لم يكن مفاجئاً، وأن الإخوان أرادوا من خلال بيانهم الأخير تغطية هذه المفاوضات بـ’قضية غزة والشعب الفلسطيني والمقاومة’.
القدس العربي