صفحات مختارة

من هو الافضل السيستاني والقرضاوي و بابا الفاتيكان ام بيل غيتس ؟

حسن الناصر
قد يكون مؤلما للبعض خوضي في مقارنة كهذه لكني اعتقد ان نكأ الجراح أبرء لها من تركها تتقيح . اعتقد ان تقييم أي انسان على وجه البسيطة يعتمد على مستوى عطائه للبشرية وانجازاته في مجال المنفعة العامة وتقليل المعاناة التي تكابدها البشرية المعذبة. ولو اجرينا مقارنة مجازية بين الأسماء المذكورة في عنوان هذا المقال لخرجنا باستنتاجات واضحة ومحددة، فلو تتبعنا شخصية علي السيستاني اكبر مرجعية فقهية للشيعة الامامية الاثني عشرية نلاحظ ان جل ماقدمه الرجل لايزيد عن ابحاث في علم اللاهوت لا تغني ولاتسمن من جوع وقد تكون اجتراراً لما قدمه سابقوه في هذا المجال ثم انكفأ عن الحياة العامة لا يتصل بوسائل الاعلام ولا ينتج بيانا الا من خلال مكتبه، حتى ظنه البعض مومياء مازالت على قيد الحياة. لكنه في المقابل يتمتع بامتيازات اعتبارية هائلة جعلت منه المحرك الأساس للسياسة العراقية الحالية وبنفوذه يتفيأ اللصوص والفاسدون في السلطة، وتمتثل لامره امكانيات مالية تقدر بالمليارات من اموال حقوق الفقراء ( نسبة الخمس)الذين يتأكل اجسادهم الجوع والامراض في قرى النجف وقرى ومدن بائسة أخرى في العراق الجائع. ولا يعلم الجميع آلية صرف هذه الاموال وهل هي حكر على مشاريع استثمارية بالمليارات اقتضت حنكة المرجع وبعد نظره ان تقام في مدن ايران فقط ؟ او تبنى بها مستشفيات في أنحاء ايران؟ وقد كان بودي ان يتصدق أحد المراجع ولو بوجبة أفطار واحدة لفقراء العراق في شهر رمضان في حين أجد المومسات والراقصات يفتتحن موائد الرحمن للفقراء في هذا الشهر في بلدان اسلامية اخرى ومنها مصر على سبيل المثال , وقد ينبري قائل ويقول ان المرجع يعيش حياة الزهد في منزله فاجيبه متسائلاً ولماذا يستقل المرجع سيارة مرسيدس مصفحة من آخر طراز ؟ ولم يتطبب في اوربا ؟ في حين لا يجد بعض مرضى العراق علاجاً في ابسط مستشفيات العراق ان صح توصيفها بالمستشفيات . قيل ان احد اصحاب الامام علي (ع) جاء ووجد الامام يتناول غداءه الذي هو عبارة عن رغيف شعير وملح فأوصاه الرجل بالرفق بنفسه كونه كبير السن فاجابه الامام باروع اجابة تند عن معاني النبل والشعور بالمسؤولية وقال ( كتب على أئمة العدل ان يتأسوا بأضعف رعيتهم ) ترى هل يتأسى السيستاني وباقي مراجع الشيعة بأضعف رعيتهم ومقلديهم ام لا ؟ هل يتزاحمون هم او ذويهم على قنينة غاز او غالون بنزين او يصابون بالمرارة لدى مراجعتهم دائرة حكومية لانجاز معاملة ما مثل مايحدث لعامة الناس ؟ .
اما يوسف القرضاوي فبلغ من همة هذا الرجل انه يطبق (شرع الله) بشراهة أثمرت عن زواجه من فتاة تدعى آمنة تصغره بستين عاماً وهو الذي أصدر فتاوى تجيز لبعض الرمم البشرية تفجير اجسادها وسط فقراء وأطفال العراق البائسين مقابل (وجبة غداء) مع النبي ( ص) في الجنة باسم (الجهاد ضد المحتل) وامام عينيه غشاوة لاتريه القاعدة العسكرية الاميركية في السيليه ولايجرؤ على نقد سلطات التجهيل في هذه الأقطار لكنهم أولي الأمر وارباب النعمة التي اغدقت على الشيخ الشئ الكثير ولا يجوز نقدهم. وهو الذي يدعو الى مقاطعة حفدة القردة والخنازير من الصليبيين واليهود ـ حسب وصفه ـ وثلاثة من ابنائه (ولدان وبنت ) يدرسون في أرقى جامعات بريطانيا واميركا، وجل انتاجه عبارة عن فتاوى بائسة تدعو الى التعصب والتحجر الفكري وإلغاء الآخر .
اما بابا الفاتيكان فميوله العنصرية الدينية تفوق الوصف ففيما يدعو الى السلام يندد في نفس الوقت بأية محاولة لانضمام تركيا المسلمة الى الاتحاد الاوربي المسيحي حسب وصفه وقد أوصى بحرمة استخدام الكوندوم ( الواقي الذكري) لدى زيارته افريقيا التي يتفشى فيها الايدز بشكل مريع وخاصة في صفوف الاطفال الذين يولدون حاملين الفايروس من الابوين بحجة عدم جواز تقنين النسل لأنه مخالف لفطرة الخالق وكان الأجدى به تفعيل حملة تبرعات لعلاج المصابين في هذه القارة المنكوبة وهم بالملايين او تخصيص جزء من ريع الاوقاف الكنسية الهائلة العائدة الى الفاتيكان لهذا الغرض بدل المواعظ الفارغة التي لاتشبع جائعا ولاتشفي مريضا وقطعاً يعيش هو حياة الدعة والرخاء شأنه شأن كل رجال الدين على اختلاف مللهم ونحلهم من الذين ابتليت بهم الشعوب ..
امام هؤلاء الثلاثة يقف بيل غيتس الذي انتج وطور برامج تشغيل الحاسوب واحدث ثورة في منظومة المعلومات والاتصالات جعلتنا نتحاور ونتبادل الافكار ونحن في بلدان شتى وفتحت أفاق التطور العلمي على مصراعيه وهو الحاصل على اربع شهادات دكتوراه فخرية من افخم جامعات بريطانيا واليابان والسويد ومن جامعة هارفارد الاميركية كما اتم دراسته للحقوق من نفس الجامعة عام 2007م واحتل الرقم واحد بين اثرياء العالم لعدة سنوات , وجمع ثروته التي تقدر ب 58 مليار دولار بجهده الشخصي , كما أنشأ في عام 2000 مع زوجته مليندا مؤسسة بيل وميلندا غيتس التي تهتم بالأعمال الخيرية كمحاربة مرض الإيدز وبعض الاوبئة الاخرى المتفشية في الدول الفقيرة , وقد ساهمت هذه المؤسسة في التقدم العلمي داخل الولايات المتحدة وفي باقي أرجاء العالم خلال الدعم الكبير لمراكز البحوث العلمية وتقديم المنح الدراسية للطلبة , وتقدر مامنحته هذه الشركة في مجال الاعمال الخيرية ب 29 مليار دولار وهي ثلث ثروة غيتس , ومؤخراً انسحب هذا الرجل من سوق العمل ليترك للأخرين حرية المنافسة وتفرغ لادارة مؤسسته الخيرية . وفي الختام اتسائل ترى من الافضل السيستاني والقرضاوي وبابا الفاتيكان ام بيل غيتس؟

عن موقع كتابات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى