صفحات سورية

بشار للأميركيين: لنتصرّف وفق مصالحنا

null
سركيس نعوم
عن الموضوع اللبناني – السوري – الفلسطيني – الاسرائيلي تحدث الموظف الأميركي الرفيع السابق الناشط في اكثر من اتجاه قال: “اولاً، لا اعرف بنيامين نتنياهو. لكنه اثناء ولاية الرئيس بيل كلينتون وصل الى رئاسة الحكومة الاسرائيلية وكان متأثراً باليمين. ضغط عليه كلينتون. واستقرت الحال الى حد ما بينهما. لكنه رغم ذلك لم يوقّع اي تسوية. ولم يحصل اي سلام في عهده. لا أعرف ماذا حصل. ولكن يجب ان تكون هناك استراتيجيا شاملة تكرّس وضع دول خمس واستقلالها هي: اسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان والاردن. ماذا فعلت اسرائيل في الماضي؟ قوّت “حماس”. هل كان ذلك مخططها ام حصل بفعل سياساتها الخاطئة؟ الانسحاب من غزة لم يُزل الاحتلال الاسرائيلي لها لانها بقيت مسؤولية اسرائيل. لكنه سمح لـ”حماس” بالتمدد ثم بـ”الانفصال” عن السلطة الوطنية الفلسطينية وبتهديدها في الوقت نفسه. الحدود والأمن موضوعان مهمان جداً.
ثانياً، في الموضوع السوري قمت ومجموعة بزيارة سوريا ممثلين مركزاً بحثياً اميركياً مهماً. التقينا الرئيس بشار الاسد. يريد علاقة جدّية مع اميركا. كان صريحاً اذ قال “اعملوا مصالحكم ونحن نعمل مصالحنا. نحن لا نريد اكثر من ذلك. اعتقد انكم انتم لا تريدون اكثر من ذلك”. وقال ايضاً: “تقولون ان اناساً عراقيين واميركيين يقتلون في الجانب العراقي لان اناساً يجري تهريبهم الى العراق عبر حدود سوريا. وتقولون كذلك ان هناك رعاية سورية لهذا النوع من النشاط. حسناً. اعطونا اسماء. واذذاك ترون اذا كنا نتحرك ضد هذه الاعمال”. وقال أخيراً: “تسألون عن ايران؟” واجاب عن ذلك بحديث عنها بلغة المصالح، وقال “انها ليست في وضع المسيطر على سوريا وإملاء القرارات عليها”.
اما ثالثاً، وفي الموضوع اللبناني، فانني ادعو اسرائيل الى وقف انتهاكها لسيادة لبنان من البحر والجو، والى ايجاد حل لمزارع شبعاّ. وهذا امر ناقشناه ايضاً مع الرئيس الاسد، فقال “ان لا مشكلة في مسألة المزارع. انها مطالبة مزارعين باراضيهم، والاحتلال الاسرائيلي لها يحول دون تحديدها”. واضاف الموظف الاميركي الرفيع السابق: “نحن لا نطلب من سوريا وقف علاقاتها بايران او قطعها وكذلك بـ”حماس” او بـ”حزب الله”، لكن التوصل الى سلام بين سوريا واسرائيل يضعف علاقة الاولى بايران ويحددها بمصالح الدولتين، كي يضعف “حزب الله” لان موجبات السلام الموقّع لا تسمح بإبقاء سوريا ممراً للسلاح والمال والرجال من ايران وغيرها اليه في لبنان. ويضعف “حماس” لأن الموجبات نفسها لا تسمح ببقاء سوريا ملجأ آمناً لها قيادة وقاعدة وعسكراً. على كل حال يجب، مع كل ذلك، تصنيف خالد مشعل زعيم “حماس”. هل هو مع السلطة الوطنية الفلسطينية ام ضدها؟ فاذا كان ضد السلطة او منشقّاً عنها، واذا كانت دمشق توفّر له المأوى والحماية وحرية التحرّك، فانه يحق لدول اخرى ان تؤوي منشقين عن النظام السوري او متمردين عليه، وان تؤمّن لهم الرعاية والحماية وحرية التحرك. ان المحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) تُقلق سوريا”.
بعد ذلك طغى موضوع لبنان على الحديث وكانت اسئلة مفصّلة من الموظف الرفيع السابق اياه عن الانتخابات وحظوظ كل من 8 آذار و14 آذار في الفوز وعن معاني فوز كل منهما ونتائجه على البلاد وعن التطورات المستقبلية. وكانت اجوبة مفصّلة مني تعكس رأيي الناجم، طبعاً، عن خبرة ومتابعة اكثر منه عن هوى. وسأتحدث عنها لاحقاً لدى كتابتي عن لقاءات مع عدد من الرسميين الكبار في واشنطن.
سؤالي الاخير له كان: يقال ان الرئيس بشار الاسد والمسؤولين السوريين الكبار يحاولون دائماً التقليل من اهمية عمق العلاقة بين بلادهم وايران الاسلامية عندما يتحدثون مع اميركيين او مع غربيين عموماً. هل لديك انطباع كهذا؟ اجاب: “لا اعرف. اللقاء مع بشار كان جيداً. وعندما زار قبل مدة وفد من الكونغرس العاصمة السورية كان من ضمنه السيد بيرمن وقد سمع من الرئيس الاسد ما سمعناه نحن وتكونت لديه الانطباعات نفسها وتحدث بالطريقة التي تحدثنا نحن بها معه”.
ماذا قال مسؤول اميركي كبير سابق خبير في شؤون المنطقة، بل في شؤون العالمين العربي والاسلامي كما في غيرهما، عن القضايا التي تهم هذا “العالم”؟
قال: “المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين الخليج عموما تخشى الحوار المرتقب بين اميركا وايران الذي اقترحه الرئيس الجديد باراك اوباما. وحدها دولة قطر لم تذكر هذا الموضوع المهم اثناء لقائي مسؤولين كباراً فيها. وقد طلبت الدول المذكورة من ادارة اوباما ضمانات ان اميركا وايران لن تتوصلا الى اتفاق سرّي. وطلبت ايضاً ان تطلعها هذه الادارة على مجريات الحوار المذكور، ثم على العلاقة التي قد تقوم بين واشنطن وطهران. فوافق اوباما على ذلك. ووجه الى هذه الدول القلقة رسائل بالمعنى الذي طلبت. وما يخيف هذه الدول او ربما ما قد يعيد المشكلات هو الآتي: جيش “الصحوة” العراقي المؤلف بكليته من السنّة، ويبلغ عديده نحو تسعين الف عنصر. اميركا اسست هذا الجيش وفصلت بواسطته سنّة العراق عن تنظيم “القاعدة” وساعدت في ضربه او على الأقل في إضعافه. اعطى ذلك السنّة العراقيين اطمئناناً، كما اعطى الدول الخليجية الداعمة لهم وخصوصاً السعودية اطمئناناً مماثلاً. لكن الحوار الاميركي – الايراني وعدم معاملة الحكومة العراقية او بعضها (الشيعي) جيش “الصحوة” كما يجب قد يعيد المشكلات داخل العراق من جديد بين السنّة والشيعة، وربما اعاد السنّة او قسماً منهم الى “القاعدة”. وقد تعود السعودية جراء ذلك ودول خليجية اخرى رأس حربة في العراق دفاعاً عنه وعن عروبته وتحديداً عن السنّة فيه كما في السابق”.
ماذا عن موقف دولة الامارات العربية المتحدة من كل ذلك؟
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى