صفحات سورية

الخط السوري سالك

null
حسام كنفاني
يبدو أن الخط السوري سيشهد في الأيام القليلة المقبلة مزيداً من الزيارات الدولية، وخصوصاً الأمريكية، بعدما أُعلن عن طلب المبعوث الدولي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، تأشيرة إلى سوريا. تأشيرة تأتي استكمالاً لحال الانفتاح في العلاقات السورية – الأمريكية، والتي تظهرت في زيارتي جيفري فيلتمان ودان شابيرو إلى دمشق خلال الشهرين الماضيين.
الزيارات الأمريكية إلى العاصمة السورية، هي جزء من الحركة الدبلوماسية النشطة التي عاشتها دمشق خلال الأيام القليلة الماضية. الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ملك الأردن عبد الله الثاني، وأخيراً الرئيس التركي عبدالله غول، وقبلهم جميعاً كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. زيارات رفيعة المستوى توحي بأن هناك ما هو أبعد بكثير جداً من تنسيق المواقف أو تدعيم العلاقات الثنائية وتوقيع الاتفاقات المشتركة.
الاتصالات واللقاءت تؤشر إلى أن دمشق باتت محور شيء مهم يعد للمنطقة العربية والشرق الأوسط، ولا سيما في ما يخص عملية السلام، التي حرص جيفري فيلتمان على ذكرها والحديث عن المسار السوري بعد لقائه مع وزير الخارجية وليد المعلم. كذلك فإن تزامن زيارة الملك عبد الله مع كشف لصحيفة “التايمز” البريطانية عن خطة سلام جديدة تعدها إدارة أوباما، يدل على أن هناك مساعي عربية لضم سوريا إلى المخطط وجعلها محورية فيه، في إطار مسعى فصلها عن إيران.
من هنا أيضاً، يمكن فهم الزيارة المفاجئة للرئيس نجاد إلى دمشق، بعد سلسلة التقارير التي تحدثت عن بوادر صفقة بين دمشق وواشنطن على حساب حركة “حماس”. أراد نجاد ربما الاستفسار عن مثل هذه التقارير، والتشديد على عمق العلاقات السورية  الإيرانية، بعدما تحدثت الصفقة عن فصل لسوريا عن إيران.
تشديد نجاد لا يعني أن المساعي توقفت وأن محاولات الفصل ستنتهي، فهي هدف من الواضح أن إدارة باراك أوباما والعديد من العرب، وضعوه نصب أعينهم. لتأتي زيارة عبد الله غول، الذي كان قد التقى أوباما في أنقرة قبل أسابيع قليلة، لتدل على أن أكثر من طرف يلعب على هذه النقطة وعلى خطة السلام الجديدة، التي باتت سوريا فيها ضرورة وأساساً، ولم تعد مساراً ثانوياً. وغول الذي رعت بلاده المفاوضات غير المباشرة بين سوريا و”إسرائيل”، خير من يشرح لدمشق ما تعده الإدارة الأمريكية.
الزيارات كلها تعد لوصول جورج ميتشل، الذي من المرتقب أن يحمل معه الخبر اليقين إلى العاصمة السورية، وشرح تفاصيل الخطة، ومدى ملاءمتها لتوجه دمشق.
حتى ذلك الوقت، فإن خطوط سوريا سالكة في جميع الاتجاهات. ولا قطيعة مع أحد في المرحلة الراهنة. ربما لاحقاً تتبلور الصورة لتغليب اتجاه على آخر.
الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى