صفحات سورية

لا نريد لبنان دولة تابعة لسوريا!

null
سركيس نعوم
عن سؤال: هل تتوقّع حلاً للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وربما للصراع العربي – الاسرائيلي مع بنيامين نتنياهو وحكومته الجديدة؟ اجاب احد ابرز المسؤولين عن تجمّع لكبرى المنظمات والجمعيات اليهودية الاميركية مقره نيويورك:  “مع نتنياهو ليس هناك حل في هذه المرحلة. ولكن ليس هناك الآن شد وتوتر في العلاقة بينه وبين اميركا اوباما. وقد لا تشهد علاقتهما شداً وتوتراً مستقبلاً. وهو الذي ارجأ زيارته لواشنطن اسابيع قليلة وليست الادارة الاميركية هي التي طلبت منه ذلك. وهذه الادارة لا تميل الى صدام معه. الاسبوع المقبل سيأتي شمعون بيريس رئيس دولة اسرائيل في زيارة “رمزية” لواشنطن لحضور مؤتمر “ايباك” وسيلتقي اوباما (حصل ذلك). ليس ثمة مشكلة. اما على الصعيد الفلسطيني، فان رئيس السلطة الوطنية محمود عباس ضعيف رغم ان قواته حققت تقدماً في الضفة الغربية سواء ميدانيا أو من حيث اعادة بنائها. لكن “حماس” لا تزال تتمتع بشعبية وربما تحاول الانقلاب على “فتح” في الضفة الغربية. طبعا اسرائيل تحميه (اي عباس) ولكن الى متى؟ انه لا يقوم بأي شيء! لا يظهر. انه ضعيف”. فعلّقت: سيضعف اكثر وربما نجحت “حماس” في الامساك بالوضع في الضفة. فقال: “خالد مشعل يعيد تنظيم “حماس” على اساس تأليف قيادة من 12 عنصرا ستة منهم من الخارج وستة من الداخل. ربما فعل ذلك تحسباً لأمر ما، او لموقف سلبي منه قد تتخذه سوريا التي تستضيفه وقيادته، او لعمل ضده قد تقوم به.
“ماذا تريد سوريا؟” سأل. فاجبت تريد استعادة الجولان. وهذا مطلب اساسي او المطلب الاساسي، اعطوها اياه او ساهموا في اعادته لها. فرد: “هل تنفصل عن ايران في حال استعادت الجولان؟” سأل. فاجبت: كلا. لا تستطيع ذلك، او لا تريده، او الأمران معاً. هناك استثمارات ايرانية ضخمة في سوريا. وتمد ايران سوريا بالسلاح والنفط وتقدم اليها مساعدات اقتصادية وربما تساعدها أيضاً في مجال التدريب العسكري. اعرضوا على سوريا اعادة الجولان كاملاً اليها في مقابل سلام مع اسرائيل. وموجبات السلام تفرض امتناعها عن الاستمرار ممراً للسلاح الايراني المرسل الى “حزب الله”، وعن اي اعمال تضر بامن اسرائيل. ومع الوقت قد يضعف ذلك “حزب الله”، وربما تضعف العلاقة بين سوريا وايران التي لا تحبّذ هذا الامر وخصوصاً اذا فشل حوارها مع اميركا وهو يبدأ أصلا. فعلّق: “ولكن من يضمن ان تقبل سوريا هذا العرض؟ ربما يُقدّم عرض كهذا لها لو كانت تقبله”. فعلّقت: لتجرّب اسرائيل ذلك. فماذا تخسر ؟ فاذا وافقت سوريا على العرض تسير الأمور كما يجب، واذا لم توافق فإنها تحشر نفسها. فعلّق: “ان شرعية النظام الاقلوي السوري الحاكم مستمدة من قضية فلسطين والتزامه اياها واصراره على استعادة الجولان الذي احتلته اسرائيل عام 1967. واذا فرّط بهذه الشرعية او هدّدها بإنجازه سلاماً مع اسرائيل وهو الاقلوي فهل يفقدها وتالياً هل يسقط او يصبح مهدداً بالسقوط؟” سأل. فاجبت: ربما، ولكن يجب الا ننسى ان هذا النظام يريد استعادة الجولان وقد يعطيه اولوية لأن سقوطه في يد اسرائيل قبل نحو 42 سنة كان على يده. على كل مع نتنياهو وحكومته الجديدة ستطول قصة السلام في المنطقة على ما يبدو.
وتطرّق المسؤول نفسه الى فلسطينيي لبنان ولا سيما الذين منهم يقيمون في المخيمات قال: “هناك انطباع لدى الادارة الاميركية ان هؤلاء الفلسطينيين قد يقتتلون وخصوصاً الذين ينتمون الى حركتي “فتح” و”حماس”. فما رأيك؟”. واتبع ذلك بسلسلة   اسئلة عن لبنان والانتخابات النيابية فيه والنتائج المحتملة لها، وعن المحكمة الدولية وخصوصاً بعد اطلاق الضباط الاربعة، وعن التطورات المحتملة في لبنان في المستقبل القريب، وعن دور سوريا في لبنان الآن ولاحقاً، وختم: “في رأيي هناك ثلاث دول في المنطقة تعاني مشكلات خطيرة الامر الذي يهدد مستقبل هذه المنطقة. الاولى، مصر حيث لا وريث للرئيس المصري حسني مبارك و”الأخوان المسلمون” يصعدون ومبارك ضعيف. وقد يخوض “الأخوان” او يخوض الحكم معهم معركة جدية في الداخل مثلما فعل “حزب الله” في لبنان، ويمكن ان يؤدي ذلك الى سقوط كل شيء قائم. والثانية، تركيا التي تقوم في رأيي بخطوات سلبية مثل التدريبات العسكرية مع سوريا والتعاون المدني والأمني وربما العسكري مع ايران والسعودية. اما الثالثة، فهي افغانستان التي يمكن ان تشكّل “فخاً” جديداً ، ولكن هذه المرة لأميركا وخصوصاً في ضوء قرار الرئيس اوباما تعزيز القوات الأميركية هناك”.
في نيويورك كان لقاء مع احد “فرنسييها  الدوليين” وهو عمل مباشرة على موضوع لبنان عدة سنوات طرحت خلاله اسئلة عدة عن لبنان والتطورات التي شهدها منذ اواخر 2004. ومما قاله في معرض تقديمه بعض الأجوبة “ان فوز 8 آذار في الانتخابات النيابية في السابع من حزيران المقبل يعني بداية تغيير في لبنان. حصل التقاء للمصالح بين فرنسا واميركا عام 2004 ادى الى اتفاقهما على مقاربة شبه موحدة للاوضاع اللبنانية كان القرار الدولي رقم 1559 احد ابرز نتائجها. طبعاً لم يكن الرئيس اميل لحود الذي مُدّدت ولايته المستهدف بذلك، بل فكرة السيطرة السورية على لبنان والدور السلبي لسوريا في العراق”.
ماذا عن فرنسا ساركوزي ولبنان اليوم؟ سألت. أجاب: “تشعر فرنسا ساركوزي بالرضا عن الخطوات التي اتخذت حتى الآن. اتفاق الدوحة، انتخاب رئيس للجمهورية، تشكيل حكومة، تحرير وسط العاصمة، اتفاق لبنان وسوريا على التبادل الديبلوماسي وانشاء كل منهما سفارة له في بلد الآخر وما الى ذلك. طبعاً كل ذلك او معظمه وخصوصا تبادل السفارات هو خطوة رمزية. لكن لها قيمتها. وقد سمعنا ان الفريقين اللبناني والسوري بدأا البحث في تأليف لجنة لترسيم الحدود بين البلدين، وهذا امر جيد”.
يقال ان سوريا صار لها من جديد نفوذ في لبنان ربما يفوق النفوذ الذي كان لها فيه قبل انسحابها العسكري منه. فرد: “لا اعتقد ذلك. ربما ان لها النفوذ نفسه الذي كان لها في السابق. لكن هذا هو لبنان. نحن في فرنسا يهمنا لبنان دولة مستقلة وديموقراطية، على علاقة جيدة مع سوريا تؤمن مصالح البلدين ولا تجعل من لبنان دولة تابعة لها”.
يقال ان سوريا تنزعج احياناً من تصريحات مسؤوليكم في باريس وخصوصاً اشارتهم الى انها لم تنفذ كل ما تعهدته في لبنان وحياله. فردّ: “لها الحق في ذلك. ونحن لنا الحق في ان ندلي بالتصريحات التي نقتنع بها وبالاسباب التي تدفعنا الى الادلاء بها، وإن ازعجت سوريا. ذلك ان ما يهمنا هو استمرار دفع سوريا الى تنفيذ كل ما اتفقنا عليه معها لمصلحة لبنان ولمصلحتها ايضاً”.
يقال ان ما يزعج فرنسا هو معرفتها ان سوريا استعملتها وتستعملها للوصول الى اميركا. فرد: “هذا ليس صحيحاً. تعرف سوريا ان دور اميركا في عملية السلام مهم. ونحن نعرف ذلك. وما يهمنا هو ان نتعاون كلنا من اجل تحقيق السلام في المنطقة. ونحن نساهم في ذلك. وليس هناك تناقض بين اميركا وفرنسا”.
ماذا عن دور القوة الدولية المعززة في جنوب لبنان (يونيفيل) في ضوء اقوال متنوعة عن استهدافه؟ سألت. فاجاب: “انه دور مستمر. لا صحة لما سمعت من ان ثمة من يحاول اضعاف هذا الدور. طبعاً هناك توافق على قيامها بدورها وخصوصاً بعدما عززها القرار الدولي رقم 1701. ولا أحد يفكّر في تحجيم هذا الدور او في الغائه”.
وختم “الفرنسي الدولي” في نيويورك: “هناك موضوعا “حزب الله” والفلسطينيين. وهما موضوعان  داخلي واقليمي لا يمكن حلهما قبل تمخض الوضع الاقليمي – الدولي عن حل او عن انفجار او عن ازمة”.
ماذا يقول احد “روس نيويورك الدوليين” عن المنطقة كلها؟
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى