حزب الله خط الدفاع الأول عن النظامين الشموليين الإيرانو – سوري
عبد الرزاق عيد
سبق لنا أن تناولنا التحرش الإيراني لمصر عبر عصابات حزب الله، والاختراق لسيادتها الوطنية المصرية ، وكيانها العربي الأقرب إلى نموذج الدولة عربيا إن لم نقل الأوحد في المحيط العربي، إن كيان مصر كدولة يجعلها أكبر من أنظمتها وخياراتها السياسية والإستراتيجية إن كانت راديكالية أو معتدلة يسارا كان أو يمينا ، حيث لا يمكن قبول التلاعبات والتوظيفات التهييجية الشعارية الايديولوجية والسياسية (الديماغوجية) المحتالة في التلاعب بمقدس القضايا (قومية أو وطنية أو دينية) كما يفعل المحور السياسي الإيراني -السوري وأداة احتيالهما ونصبهما ( الوطني والديني) حزب الله الذي يرتضي بالهبوط في (الهوية) إلى مستوى (المللية المذهبية ) على حساب هويته الوطنية اللبنانية ، وهويته القومية العربية لصالح مرجعيته الطائفية إيران، دون الانتباه إلى أن السياق التاريخي لفتوى ابن تيمية الطائفية الدموية، لم تكن إلا ردا على جنوح بعض الزعامات الطائفية الشيعية تاريخيا إلى التحالفات مع الخارج في خدمة مطامح سياسية مذهبية، مما حرض الوطنية الإسلامية المتزمتة لابن تيمية أن يرى أولوية الخطر الوطن في جزء من بني موطنه ، لكونهم يعيشون بين ظهراني الأمة ، على عكس العدو الخارجي الذي هو خارج ظهرانيها مما يكون أقل خطرا .
لقد أصبح هذا الحزب أداة ايران في التوازن الاستراتيجي المزعوم مع أمريكا، إذ تجعل منه خط دفاعها الأول على جبهة بازار المواجهة مع اسرائيل ، إذ عبر هذه البوابة ستصل إلى أمريكا للتسويق لمشروعها النووي وفتحها بازار حول دورها الاقليمي الذي لن يكون على حساب اسرائيل بالتأكيد، بل لن يكون إلا على حساب العرب الحلقة الأضعف والأكثر ترديا في منطقة الشرق الأوسط .
كما أصبح (حزب الله) أداة النظام السوري الأمني الطائفي على جبهته الداخلية وهو ينقلها إلى لبنان، بعد أن قام بعملية إبادة شاملة للحياة السياسية في سوريا وتصفيتها خلال أربعين سنة من الحرب الباردة والساخنة على المجتمع السوري وقواه الحية، مستهدفين كل من على أكتافه رأسا للتفكيروالتدبير، وكل من على صفحة وجهه أنفا للأنفة والعزة والكرامة والشموخ ، فكانت ملحمة (جدع أنف الأمة) إيذانا بإعلان قتل واستئصال الهمة لدى بني الأمة ، وقد حصدنا نتائج هذه العملية (القومية) لدى أشقائهم البعثيين الصداميين في العراق، حيث دخل الأمريكان بغداد كمن يدخل إلى بيته، بعد أن مهد لهم صدام الطريق بتفريغ شعبه من العزيمة والهمة ، ليس بجدع أنف الأمة فحسب بل وبقطع آذانها …
لم يبق في سوريا إلا أبطال (بروميثيوثيون) يقاتلون في سبيل الحرية من أجل الحرية ولوجه الحرية، ويدخلون السجون بدون المراهنة على أي اعتبار لميزان القوى مع نظام مدجج بوحشية استثنائية تستند إلى الاستيلاء على ثروة المجتمع في خدمة إبادة المجتمع ، والعنوان البروميثيوسي لهذه المعركة هو : إذا انعدم صوت الدفاع عن الحرية وحقوق الانسان في سوريا، فإنها لن تكتفي بسقوطها السياسي والحقوقي والقانوني والثقافي فحسب على يد النظام، بل يعني (سقوطها الأخلاقي) الذي هو آخر ما تبقى لها لتبرر وجودها ومعناها كوطن …!
وعلى هذا فإن لبنان غدا ساحة المواجهة الأولى للعصابة الحاكمة للدفاع عن استيلائها على سوريا أمام قيام حركة مدنية ديموقراطية لبنانية أو سورية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية الاستخدام الإعلامي لحزب الله للتغطية على عار الصمت أربعة عقود من احتلال إسرائيل للجولان، وعلى هذا فإن المعركة الانتخابية القادمة في لبنان 7 حزيران، لا نستطيع نحن السوريون أن نرى فيها معركة مصيرية تخص مستقبل سيادة واستقلال لبنان فحسب، بل هي معركة مصيرية تخص مستقبل الحراك الديموقراطي السوري أيضا ، لأن أي نجاح لقائمة 8آذار لا يعني لنا سوى تثبيت أركان دعائم النظام في سوريا قبل لبنان، نظرا لكون جماعة 8آذار تشكل جبهة الخطوط الأولى لمعركته ضد حريات شعبه السوري أولا وسيادة لبناني ثانيا ومشاغلة اسرائيل عن الاستحقاقات الكبرى عبر حزب الله ثالثا…
يستند الايرانيون إلى موازين قوى (آل البيت) في توهماتهم وتمثلاتهم الغيبية عن التوازن بين محورين في المنطقة : ايران مع حليفها حزب الله من جهة ، في مواجهة أمريكا مع حليفتها اسرائيل من جهة أخرى …وفق صياغة أحد ملالي الخارجية الايرانية للوحة الصراع في منطقة الشرق الأوسط ، حيث وفق هذا المنطق يتبدى وكيل ولي الفقيه حسن نصر الله وحزبه الخميني يخوضون –وبشكل صريح- معركة إيران مع أمريكا بالنيابة، إذ بكل صلافة وغطرسة خرقاء يماثلون أنفسهم بتحالفهم مع حزب الله، بأمريكا بتحالفها مع اسرائيل ، حيث وفق هذه المعادلة: تكون إيران تساوي أمريكا ، وإسرائيل تساوي حزب الله …! وإذا خطر لنا أن نسخر من جدية هذه المعادلة عن ميزان القوى هذا، علينا أن نتذكر فورا أن توازن القوى هذا إنما يركن إلى مساندة قوة (آل البيت) …وإذا خطر للقاريء أن ثمة سخرية في استقراء الموقف الإيراني هذا ، فليعد إلى تصريحات أيات الله بعد حرب تموز 2006 الذين لم يكتفوا أن يقدموا أنفسهم كمسؤولين سياسيين وعسكريين لحزب الله ، بل ردوا على القائلين بتدخلهم في الحرب إلى جانب حزب الله بأنه غير صحيح … وبرهانهم على ذلك : إنهم لو تدخلوا لما كان النصر الإلهي في الحدود التي حققها حزب الله ، بل كانت ستكون نتائج الانتصارات مختلفة جدا …وهم في الوقت ذاته كانوا يتحدثون عن عظمة الجيش الإيراني بوصفه صمد 8 سنوات أمام جيش صدام المدعوم من قبل قوى الاستكبار العالمي، وكأن اسرائيل ليست مدعومة من قوى الاستكبار هذه، بل إن لم تكن هي من قوى الاستكبار ذاتها…التي يعتبرها فقهاء الأوهام معادلا في قوتها لحزب الله بينما هم معادلون لأمريكا …
إن النظام السوري الذي وضع كل قواه العسكرية والأمنية على الجبهة الداخلية من خلال لبنان ضد مجتمعه وشعبه عبر دعم الحليف الايراي الذي غدا حرسه الثوري جزءا من حراسة نظام العصابة العسكرية المسلحة في سوريا، وكأنهم لا يكفيهم جيشهم ومخابراتهم لحمايتهم، بل راحوا يعتمدون على حزب الله نفسه، حيث استخدمت قطعانه لضرب المتظاهرين السوريين في عدة مناسبات، بل ولقد وجد في الحزب الخميني أداته للشغب الإقليمي بهدف تحسين موقعه التفاوضي مع إسرائيل، وعندما لم يعد الحزب قادرا على التحرش بإسرائيل بعد حربه الإلهية المظفرة في تموز 2006 التي أتت بجيش دولي يفصله ويبعده عن الحدود مع إسرائيل، بغض النظر عن الضحايا الذين هم في الجنة، والخراب والتدمير الذي أهدي لـ( شحاطة نصرالله) الذي قرر بدوره أن يترك الشأن الاسرائيلي وافتداءات اللحم والدم والإبادة لشحاطة حماس في غزة ، لكي يتفرغ هو لإسقاط النظام المصري بعد أن رفض بإباء وشمم الهي تهمة إطلاق الصواريخ على اسرائيل ، وبعد أن غطى موقفه بالفتوى الشرعية القادمة من طهران من قبل خامنئي الذي دعا الناس للعودة إلى بيوتهم لكي يفتدي الدم الفلسطيني( شحاطات) مشعل وهنية…
وعلى هذا فان السبط الخميني بعد انتصاراته (المرعبة ) على اسرائيل المتوجة بإرعاب أهل بيروت في 7 أيار (اليوم المجيد) على حد تعبير الشاطر حسن ، قرر أن يترك فلسطين لحماس ليتفرغ للقتال على الجبهة المصرية ، مستغلا ترفع مصر الدولة عن اللعب الرخيص بمصير الشعب الفلسطيني والمتاجرة بدمه ، ومن ثم الترفع عن الانحدار إلى مستوى سلوك الأشقياء : لـ ( ميليشيات) مرتزقة مثلها الأعلى (سوريا الأسد)، وتعمل على تهديد ما يفترض أنه بلدها ووطنها (لبنان) في سبيل تبرئة العصابات السورية الأمنية الطائفية المتسلطة على سوريا من دم مواطنهم وابن بلدهم الرئيس رفيق الحريري، من خلال صب ثقلهم في قضية الضباط الأربعة والقيام بما لم يقم به الضباط أنفسهم-لمعرفتهم بما اقترفوا- من اتهامات للمحكمة بالتسييس والإعلان عن عدم الاستجابة إلى قراراتها، إذ هو يشجعهم على التمرد في حال تطلبت الوضعية القانونية استدعاءهم من جديد … والسؤال البديهي في هذا السياق : مادامت سوريا ليست المتهمة أو المدانة وليس حزب الله هو المتواطيء ، بل هي أمريكا واسرائيل وجواسيسها اللبنانيين، فلماذا كل هذا الضجيج لإعاقة هذه المحكمة إذن … ولما اتهامها بأنها مسيسة ؟! ولو أنه برئ مع حليفه الأسدي لكان قد دفع باتجاه تشجيع المحاكمة ودعمها لملاحقة امريكا اسرائيل …!
إن تجاهل مصر لهذيانات عته ملالي طهران الذين يعتقدون بأنهم سيفرضون برنامجهم النووي على العالم ببركة أهل البيت …. ومن ثم البحث عن شغل لحزب الله مادام أصبح عاطلا عن العمل بعد تحييده اسرائيليا، فكان لا بد من تكليفه بإزعاج مصر وإقلاق أمنها لتصغير مصر لصالح الاستكبار الهذياني الايراني، عندها وجد الشاطر حسن فرصة لممارسة نجوميته الصراعية مع الدولة العربية الأكبر، من خلال الظهور بمظهر الطرف المتكافئ بين ميليشياه ودولة مصر، إذ يعتبر أنه يتعرض لحرب إعلامية سياسية دعائية من طرف واحد، وهو النظام المصري …” هكذا يتحدى غضب مصر لسعادة قلوب أولياء الفقيه في طهران وأولياء الفساد والجريمة في دمشق من أشقياء عصابة النظام السوري الذين يخوضون معركة فرارهم من العدالة الدولية بوصفها أولوية الأولويات .
إن الأمراض العقلية الهذيانية عن العظمة الفارسية والتفوق (الايديولوجي المذهبي الشيعي وبركات النور المتدفق من كوة الأنوار اللدنية للبيت النبوي والحسيني ) تتيح لملالي ايران من جهة، ولعصابات المافيا ( الأسدية ) التي جعلت من الايديولوجيا القومية التحررية عقيدة فاشية غريزية ضد المجتمع من جهة أخرى، هذه الإلتياثات المرضية تزين لهم أوهام تحقيقهم لتوازن القوى مع العالم الغربي والأمريكي، رغم أن العالم الغربي هذا خرج منتصرا بمعركته في الحرب الباردة مع كلية الحلف الذي كانت فيه ايران وسوريا أعضاء من الدرجة العاشرة، وهو الحلف الذي كان يضم اصطفافا عالميا موازيا للحلف الأطلسي بقيادة الاتحاد السوفييتي، ومع ذلك انهزم هذا الحلف الهائل في اتساعه وضخامته، إلا أن الحلفاء الشموليين الصغار(القومو-شيعية) في استنادهما لخصوصية متفردة، هي خصوصية ( العصبية الطائفية ) التي يستند إليها كلا النظامين الإيراني والسوري، هذه العصبية هي التي حالت دون انهيارهما مع انهيار المنظومة السوفييتية المناهضة للغرب .
إذن بهذه الخصوصية العصبوية الطائفية-(وهم التفوق الديني الطائفي)- تظن إيران أنها قادرة على قيادة تحالف ضد الغرب الذي أصبح هو العالم اليوم، يساعدها على أوهامها انحطاط عربي يراهن على بلسمة هزائمه من خلال معتوهي ومجذوبي النشوة الفاشية الدينية الإيرانية، ولهذا فهي تقوم بتحرشاتها بالمحيط العربي، وتشغيل محاور اختراقاتها الطائفية الأقلوية، بعد أن أضيف له حماس الفلسطينية التي جعلت من نفسها وحزب الله بمثابة جبهة ايرانية على اسرائيل ، لكن بدماء عربية (لبنانية- فلسطينية )، ويبدو أن استرخاص العرب لدمائهم ، واستهتارهم باحترامهم لذاتهم ولقيمة وجودهم هو الذي يشجع ايران على استشعار العظمة والتفوق وقيمة عنصرها البشري الثمين، وذلك عندما يعتبر العرب أن خسارتهم- التي هي أكثر من عشرات أضعاف خسارة عدوهم الإسرائيلي- إنما هي انتصار يحتفى به : كمثال الانتصارات الإلهية لحزب الله 2006 الذي نفترضه عربيا رغم التحاقه الايديولوجي الايراني، أو كمثل انتصارات حماس في غزة..!
إذن: لما لا توفر ايران على نفسها دماء أبنائها مادامت دماء العرب رخيصة إلى هذا الحد؟ ولما لا تدافع عن مشروعها النووي والاقليمي بحزام من الدم العربي الرخيص باسم وحدة العقيدة الدينية من جهة ، ومن جهة أخرى توفير (دمائهم الرفيعة ) الفارسية، إذا ما قارنت نفسها مع الأعراب والأعاريب، سيما وأن الثمن مدفوع مسبقا من دم الشعب اللبناني المفتدي لحزب الله ودم الشعب الفلسطيني المفتدي لحماس …!؟.
إن حزب الله فقد احترامه المعنوي- ( سوريا على الأقل )- منذ تلك اللحظة التي ظهر فيها أنه حليف عصبة من القتلة والفاسدين واللصوص من طغمة صعاليك المافية السورية، استجابة للبداهة القائلة: قل لي من تصادق أقل لك من أنت … ولهذا لن ينخدع أحد بالكذبة الشعارية التي صاغتها فلسفة الأمن السوري : إذا لم تكن معهم فأنت مع اسرائيل… واعتمادا على هذه المعادلة فإن حزب الله يريد أن يكون عنصر تجسس وتوريط وعبث في الأمن المصري باسم المعركة مع اسرائيل التي غدت منذ نصف قرن غطاء مشروعية الكذب (القوموي) ، والتساؤل هل لم يبق في لبنان ومحيطه القريب نقاط مواحهة مع اسرائيل حتى تذهب إلى مصر ؟ وهل حزب الله في دوره التدخلي العابر للحدود يختلف فقهيا وشرعيا أي ايديولوجيا – من حيث الشرعية والمشروعية – عن تنظيم القاعدة الذي توحده الأهداف ذاتها مع حزب الله، وتطابق الأهداف يؤدي منطقيا لتطابق الوسائل، أي عندما تكون الأهداف موحدة فقهيا حول: ( أرض فلسطين وقف إسلامي ) …
إن تحسن الوضع الايراني/السوري دوليا -إذا صح أن هناك تحسنا- ينبغي أن لا يدفعنا باتجاه الاعتراف الواقعي بدور هذا المحور الخبيث انطلاقا من أن كل ما هو واقعي عقلاني، بل ينبغي أن يحفزنا أكثر على خوض معركة كل ما هو عقلاني واقعي وممكن، وذلك ضد حل أمريكا وإيران لمشكلاتهما وتنازلاتهما على حساب العرب، وهذا يعني الالتفاف عربيا حول دور مصري ممكن-مصر دولة عربية ممكنة الإصلاح بالعكس من النموذج السوري- لابد من انبعاثه من جديد ، لأنه الأجدر بوقف الزحف الإيراني الذي هو أشد خطورة من الإسرائيلي، لأن الخطر الإسرائيلي يوحد الأمة، بينما الإيراني يمزقها باسم وحدة الدين والعقيدة… ومن هنا كان مبعث الرأي المتطرف لابن تيمية –كما أشرنا-الذي أدى إلى تعميق الانشقاق المذهبي الداخلي الطائفي الذي يراهن عليه المحور الإيرانو-الأسدي -الحزب اللاتي- وأثره في وهن نفسية الأمة وفل عزيمتها من الداخل .
إن معركتنا من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ينبغي أن يكون عنوانا استراتيجيا مطلقا لا يخضع لأي تكتيك أو تسويف، ولا يعنى بالتغيرات في موازيين القوى لأن المعارضة السورية لا تملك أي ميزان للقوى سوى الميزان الأخلاقي، وهذا الميزان لا يعنى إلا بالقيم الرمزية التي لا تملك حدا وضعيا أو تعريفا ماديا اجرائيا ، بل على العكس ، فكلما ازدادت معطيات قوة العصابة الأسدية – الايرانية – الملييشاوية المذهبية الحزب اللاتية، كلما استفزنا ذلك إلى المزيد من تعميق خوض معركة الحرية والديموقراطية، لأن هذه المعركة لا يمكن أن تكون مناسباتية .. إنها معركة مفتوحة ودائمة، تخاض كل يوم بذاتها ولذاتها ، سيما بالنسبة للمثقفين السوريين واللبنانيين، لأن الارتحال مع موازين قوى الصراع والانصياع لها، لن يؤدي إلى الخسارة الوطنية للأمة بل والخسارة الأخلاقية ، فعندما لا يبقى في سوريا ولبنان –بل وايران- من يدافع عن الحرية والعدل والديموقراطية ، فإن سوريا ولبنان-بل وإيران- لن تبقى مقابر فحسب ، بل ومزابل …
إن النظام السوري الذي وضع كل قواه العسكرية والأمنية على الجبهة ضد مجتمعه وشعبه من خلال جبهة حزب الله والتحالف الأمني الرعاعي الريفي الشعبوي السوري لجماعة 8 آذار التي توحدها سياسيا مع النظام السوري أطروحة إما الخضوع لسلطتهم أو الحرب الأهلية)، إما السكوت على جرائم الاغتيالات أو الحرب الأهلية : إن انتصار هذا التحالف سيكون كارثة ليس على مستقبل لبنان الحرية والسيادة والاستقلال فحسب، بل وعلى مستقبل سوريا في ممكنات الخروج من ستنقاع مزبلة الروث الأسدي …
الحوار المتمدن