ديموقراطياً النظام السوري لايشابه حلفاؤه
مصطفى السراج
ايران حزب الله حماس وسوريا أربعة أطراف تتشابه في تسابقها نحو اعلان الممانعه والمقاومه عبر أجهزة اعلامها، وتتهم المخالفين بالتخاذل والخضوع. ولكن الحكم السوري يختلف عن الأطراف الثلاثه الأخرى برفضه الديموقراطيه وعجزه عن احتمال نتائجها.
حلقات الحوار بين المرشحين للرئاسة في ايران والرئيس أحمدي نجاد قاربت ان تشبه مايجري في الغرب حتى أن بعض المرشحين انتقد ادارة الرئيس نجاد وبرنامجه السياسي، وحصل أحد المرشحين المنافسين ل نجاد على حوالي الثلث من الاصوات، وحصل نجاد على نسبة أقل من الثلثين وهذه نسبه متواضعه مقارنة بالتسعينات المئويه. حيث في سوريا الرئيس يجدد ويمدد لمدد طويلة جداً، باستفتاء نجاحه مؤكد ونسبته عاليه جداً، وبدون تنافس، بل بدون مرشحين آخرين. ومن يجرؤ أن يترشح مقابل الرئيس الناجح دائماً! المقاوم دائماً! الممانع دائماً! ولو صافح الصهاينه وتوسل بهم لاسترضاء الادارات الأمريكيه صاحبة العصى وصاحبة الجزره. ومن يستطيع أن يناقش الرئيس السوري في برنامجه السياسي ان كان هناك برنامج يترشح عليه أصلاً (خلاف البرنامج الدائم للمحافظه على الكرسي). عندما يرى الشعب السوري ويسمع التهم التي تلقى جزافاً على كل منتقد لمثالب النظام ولمن يعلن الرغبه بالاصلاح، هل يجرؤ بعدها أحد على النقد وطلب الاصلاح. وعندما يرى الشعب السوري القمع والأذى والملاحقه والسجن لكل صاحب رأي سياسي حر، هل من امكانيه لابداء الرأي مهما كان رشيداً. واذا توفر المرشح الفدائي هل يتنازل الرئيس السوري ويجلس أمام مرشح آخر للرئاسه السوريه في برنامج تلفزيوني على القنوات الرسميه وتستمر هذه القنوات ببث النقد لتصرفات الرئيس وسياساته.
الآن هل يستطيع النظام السوري أن يعدل طريقته الانتخابيه مجاراة للحليف الايراني، ويتشابه الرئيس السوري مع الرئيس أحمدي نجاد في جعل مدة الرئاسه أربع سنوات، وفي سماحه للنقد له على أجهزة الاعلام الرسمي من قبل مرشحين آخرين للرئاسه السوريه، ويقبل بعدها نتيجة الانتخاب الحر والنزيه. ومن جهه أخرى ألا يسيء للحليف الايراني دعمه وتستره على اسلوب النظام السوري المختلف عنه في منع حرية الترشيح والانتخاب والديموقراطيه عموماً. وهذا يعطي البعض المبرر لاشتباه الطائفيه في العلاقه بين ايران والنظام السوري، ولو كان الحليف الايراني يرغب بعلاقة حسنه ودائمه مع الشعب السوري بكل أطيافه لأسدى النصح لحليفه النظام السوري بانتهاج الديموقراطيه أسوة بباقي الممانعين والمقاومين.
ظهرت قبل أيام نتائج الانتخابات النيابية اللبنانيه واعلن حزب الله قبوله لنتائج الانتخابات واحترامه للاسلوب الديموقراطي الذي انتهى بفوز التحالف المخالف لتحالفه، فهل يقبل النظام السوري ماقبله حليفه حزب الله من الناتج الديموقراطي لانتخابات نيابية في سوريا حرة ونزيهة وتحت اشراف دولي محايد ومحلي نزيه، أم سيبقى نشازاً ضمن حلفائه في رفضه لكافة أساليب الانتخاب الحر النزيه لنواب الشعب والرؤساء. أليس الأضمن لحزب الله أن تكون العلاقه مع الشعب السوري بدل العلاقه مع النظام السوري ومحاولة قادة حزب الله اختصار سوريا باسم سوريا الاسد وليست سوريا شكري القوتلي وناظم القدسي المنتخبين بالاسلوب الديموقراطي الذي ارتضاه حزب الله في لبنان. لذلك يصعب الدفاع منطقياً عن تهمة حلفاء النظام السوري في ايران وحزب الله بالنفاق السياسي في عدم نشر أجهزة اعلامهم لأي خبر عن اعتقال أصحاب الرأي الحر في سوريا في الوقت الذي أصم الآذان صراخ اعلامهم في انتقاد حكومات أقل اعتسافاً من الحكم السوري.
وصلت حماس الى الحكم قبل سنوات بالانتخابات التي أشرفت عليها جهات دولية محايده، وتحاول حماس دائماً التعبير عن شرعية احكامها في الممانعه والمقاومه بأن حكومتها ناتج ديموقراطي من برلمان منتخب حازت به الأكثريه في انتخابات حرة ونزيهه، وتعلن أن حكومة الرئيس عباس غير شرعيه مع أن الرئيس عباس منتخب وهو الذي يكلف الحكومه بموجب الدستور. هل ينسجم موقف حماس من ديموقراطية الرئيس عباس وحكومته مع اضفاء كل صفات الشرعيه على الحكم السوري ومديح مواقفه في الممانعه والمقاومه الاعلاميه بدون أية أهليه شرعيه ديموقراطيه لتمثيل الشعب السوري (الا عبر سياسة التخويف بالقتل والسجن والتعذيب). ألا يشعر مؤيدي الحكم السوري من حماس بالخجل من مواقف حليفهم المتميز باستبداده وبعده عن الديموقراطيه عن جميع دول جوار سوريا. وهل ينسجم اظهار أقصى مراتب الشجاعه في انتقاد جميع الدول المجاوره بدعوى الممانعه، مع الجبن عند تجاوزات النظام السوري التي فاقت اسرائيل في سجن وقتل الابرياء من السوريين والفلسطينيين. هل يعلم مؤيدي الحكم السوري من حماس المتمتعين بحق العوده الى فلسطين المحتله، أن اخوانهم في العقيدة السياسيه مازالوا محرومين من حق العودة لسوريا المحتله من قبل عصابات المخابرات والفساد.
ان نشاز الحكم السوري عن حلفائه القاومين والممانعين ( ايران حزب الله وحماس) في بعده السحيق عن الديموقراطيه وصمة عار عليه وعلى جميع حلفائه المؤيدين له والمتسترين على استبداده وفساده وهدر الحريات والحقوق الانسانيه للشعب السوري، انه تزوير فاضح أن تسخر أجهزة الاعلام الممانعه كل امكانياتها لفضح كافة حكومات المنطقه والتستر المريب على النظام السوري.
خاص – صفحات سورية –