صفحات سورية

النظام السوري واستمرار حملات الإعتقال التعسفية

null

د . علي حسين

منذ العام 1973 م وبعد سيطرت …. حافظ الأسد على مقاليد السلطة في سوريا ، وبعد عملية تطهير وتصفية حسابات مع رفاق الأمس الذين تأمروا معه على قيادة الحزب الشرعية وقيامهم بحركة الثالث والعشرين من شباط عام 1966 … وسوريا وشعبها العظيم يرزخ تحت وطئة حكم دموي دكتاتوري متسلط ،
نظام ارتكب العشرات من المجازر الوحشية البربرية بحق شعب اعزل يكره النف والدم والقهر والتسلط ، ويعشق الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة ، شعب قدم آلاف الشهداء على دروب حرية واستقلال سوريا وشعبها الأبي ، مجازر دفع ثمنها الشعب السوري في حماة وحلب وإدلب وجسر الشغور ودير الزور وباقي المدن السوري ، مجازر راح ضحيتها آلاف الشهداء والمعوقين والمفقودين من خيرة أبناء سوريا ، ورغم قسوة وهول وعظم المصيبة التي سببها النظام الطائفي ، فقد استطاع الشعب السوري تضميد جراحه ولملمت مصيبته ، وقام ببناء ما هدمته دبابات نظام البرابرة ، ويحاول أن لا يعود لذكر هذه المجازر حفاظاً على وحدة سوريا وصفها الوطني ، ولكن نظام الغدر والخيانة في سوريا ما زال مستمراً في نهجه وسياستة التدميرية للبنية الإجتماعية السورية من خلال حملات الإعتقال التعسفية التي تطال كل من تسول له نفسه النيل أو التعرض للنظام من قريب أو بعيد .

في عام 2000 م وبعد أن غيب الموت دكتاتور سوريا ، وبعد مهزلة التوريث الا شرعية لبشار الأسد استبشر البعض من البسطاء من أبناء الشعب السوري ومن خلال الوعود والتصريحات الرنانة الفارغة التي اطلقها الدكتاتور الصغير بشار الأسد مما حدى ببعض السياسيين السوريين من الإعلان عن تجمع ربيع دمشق ، ولم تمضي فترة وجيزة حتى انقض عليها النظام ووضع رموزها في معتقلاته وحكم على البعض منهم لفترات سجن طويلة ، وبعد مجزرة اغتيال الشهيد الحريري وخروج قوات النظام السوري من لبنان تعالت الصيحات والنداءات من السياسيين والمثقفين السوريين واللبنانيين لتسوية الخلافات العالقة بين لبنان وسوريا ، ووقع العديد منهم على وثيقة بيروت – دمشق فجن جنون النظام ووضع جميع الموقعين على الوثيقة في السجن ، واطلق سراح البعض منهم بعد سحب تواقيعهم ، والبعض ما زال في السجن حتى اليوم بتهم واهية اختلقها وركبها النظام بحق المعتقلين .

وقبل عدة أيام أقدم النظام الدكتاتوري العفن على ارتكاب جريمة بشعة نكراء بحق الشرفاء من أبناء سوريا ، وزج العشرات من اعضاء إعلان دمشق في السجون والمعتقلات بحجة التأمر على أمن الدولة والتخطيط لقلب نظام الحكم ، ولم يخجل نظام الدكتاتور الصغير بشار من الأقدام على اعتقال الدكتورة فداء الحوراني والتي تمثل رمز المرأة السورية ، رمز كبرياء وشموخ الأحرار في بلد يفتقد فيه الجميع لإدنى الحقوق ، ولم يسبقه أحد في العالم سوى نظام بورما الذي أقدم على اعتقال زعيمة المعارضة السيدة ” آنغ سان سوكي ” . ولم تتوقف حملات الاعتقال التعسفية بحق السياسيين والناشطين في منظمات المجتمع المدني واعضاء إعلان دمشق والعديد من المستقلين ، وهنا نتسائل الى متى سيستمر النظام الدكتاتوري بنهج سياسة اعتقال المواطنيين السوريين على الهوية ؟ وهل يريد النظام استخدام هذه الطريقة للضغط على المعارضين السوريين ، حيث اقدم العام الماضي على اعتقال أبناء المحامي محمد بكور لأجباره على العودة الى سوريا ليزج به في سجون النظام الظالم ؟ وهل هذه الطريقة التي ينتهجها النظام هي نفسها التي وعد بها الدكتاتور الصغير بشار الأسد الشعب السوري عندما ورث عرش سوريا ؟ وهل النظام يبغي من وراء ذلك اشعال نار الفتنة الداخلية بين أبناء الوطن الواحد ؟.

إننا نحمل نظام بشار الأسد والمجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني مسؤولية انتهاك النظام السوري للقوانين والتشريعات المتعلقة بحقوق المواطنين ، كما ونهيب بالشعب السوري في الداخل والخارج للتصدي للحملة الشعواء التي يشنها النظام ضد الشرفاء من أبناء سوريا ، بالوقت الذي نستسمح به الأحرار القابعين في معتقلات النظام لأننا حقاً مقصرين في حقهم ، وأمام بطش وجبروت النظام تحولنا الى عاجزين عن فعل شيء يليق بهم ، عفوكم أيها الشرفاء الصابرين على ويل وثبور نظام دموي يعشق هدر كرامة الإنسان ، بينما أنتم تعشقون الحرية وتناضلون ضد نظام الطغيان من أجل الحصول عليها ، ونعدكم بأننا سنبقى معكم في محنتكم وسنسعى بكل ما نستطيع لايصال محنتكم الى كل الشرفاء والمهتمين بحقوق الإنسان .

الدكتور علي حسين – كاتب سوري

خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى