الرقمنة العربية
ريم عبيدات
للأيام الستة الماضية والعاصمة السورية دمشق تعيش حوارات مختلفة حول “المحتوى الرقمي العربي” كمتابعة تفصيلية للتطوارت التي تم تحقيقها منذ قمة المعلومات في تونس 2005.
الأفكار المختلفة أوضحت منسوب هامش التقصير العربي، في إيجاد وتطوير بل وصناعة المحتوى الرقمي، وضرورة الإسراع لفعل مجهود استراتيجي بهذا الاتجاه، درءاً لمخاطر ضعف التواجد العربي على شبكة الانترنت ما يعنيه ذلك من خروج تام من دائرة الفعل العالمي والحضاري.
فالمحتوى الرقمي الذي يكتب باللغة الإنكليزية يصل حجمه إلى 67% مما هو موجود على شبكة الإنترنت، أما المحتوى العربي فلا يشكل 1.5% على شبكة الإنترنت، لكن الأخطر هو ما يحتويه هذا المحتوى المقتصر في غالبه على خدمات بسيطة، لا تمت للمعرفة الحقيقة بصلة. كما وحجم مخاوف أبناء المنطقة والمتعلقة بقضية اللغة العربية وعلاقتها بالمحتوى الرقمي للتوجه نحو مجتمع المعرفة.
كما بدا واضحا ضرورة استكشاف آليات تساعد على تدارك النقص الهائل في المحتوى الرقمي العربي على شبكة الانترنت. والاسراع نحو التفكير الاستراتيجي الحقيقي لرسم ملامح لسياسات وطنية وعربية لتوفير هذا المحتوى عن طريق صناعة واضحة الأسس والأهداف.
ومن الأفكار العملية في ذلك استخدام التكنولوجيا بكثافة وكفاءة وقدراتها في مشروعات أثبتت نجاحاً استثنائياً في الكثير من دول العالم النامي في ما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالحد من الفقر وتقليل الفقر من الجنسين.
الأوراق والمناقشات أكدت على ضرورة إطلاق مبادرات لتحفيز الدراسات والبحوث الخاصة باللغة العربية وتشجيع الحوار.وما يوفره التعليم الإلكتروني من فرص للتطور والتنمية يمكن ان تساهم في ردم الكثير من الفجوات المتخاطرة بين المنطقة العربية والعالم. كما والمساهمة بفعالية ببرنامج توثيق التراث الحضاري والثقافي في المنطقة العربية رقمياً.
فتح قضية المجتمع الرقمي العربي، والمخاطر التي يفجرها في بيئة تتنامى حجم فجوتها المعرفية بينها وبين العالم، هو اختصار لمنظومة تحديات حياتنا من تفاقم المخاطر المعرفية في العالم العربي، كما وتحديات الحرية، إضافة الى مشكلات تمكين النساء، لمؤشرات عريضة لسلسلة نهائية من المخاطر التي تقبض على حياتنا، وتهدد مستقبلنا بالاغراق والتدمير.مما يدفعنا للإسراع لمأسسة صناعة المحتوى الرقمي العربي كأولوية وطنية مركزية.
الخليج