صفحات أخرى

غزو العراق بين رواية الصحافيين ومشاهدات الجنود: عندما ترفض ليندي انكلاند الاعتذار وتقول ان لديها 800 صورة جديدة!

ابراهيم درويش
في نهاية الثلاثية الدرامية التي عرضتها محطة ‘بي بي سي’ بعنوان ‘احتلال’ قبل ايام، يقول احد الثلاثي الذين تداخلت حيواتهم في حرب العراق منذ احتلاله انه ‘ذهب للعراق’ اي ان العراق الذي احتله الامريكيون بمساعدة من البريطانيين عام 2003 اصبح مرضا لكل من يذهب اليه تماما كما تركت فيتنام اثرها على نفسيات الامريكيين وعلى ‘جورنا’ من الاعمال الفنية والادبية التي ظهرت فيما بعد في الرواية والسينما والدراما. وايا كانت طبيعة الدراما التي اخرجها نيك ميرفي فالدراما هي جزء من اعمال كثيرة ظهرت في السينما والتلفزيون عن العراق وغزوه، وحكاية احتلال العراق وجدت عددا من الكتابات التي ارخت لها وتابعت تطوراتها في مجموعة من الكتب التي لم تتوقف عن الصدور وشارك فيها صحافيون واكاديميون وجنود ومرتزقة جذبهم المال الذي حملته معها الشركات الامريكية للعراق.
حب وارتزاق وواجب
وفي قصة الدراما التلفزيونية ثلاث حيوات تقاطعت في غزو العراق فبعد دخول البصرة وعودتهم من العراق الى مدينة مانشستر يجد كل من مايك وداني وهيبس انهم مدفوعون مرة اخرى للعودة للعراق احدهم من اجل المال والثاني بحثا عن الحب الذي تركه في شقة في البصرة والثالث مؤمن بالمهمة وبعدالة ما تفعله بريطانيا. في رحلة العودة الثانية تتقاطع حيوات الثلاث بما فيها من تحديات وآلام وموت وقتل وعنف. ومن هنا فدراما ‘احتلال’ هي جزء من توثيق واستعادة الحرب دراميا ومحاولة فهم اثرها على من شارك فيها وعلى اهل العراق الذين طهر من طهر منهم وشرد من شرد ودمرت ممتلكاته باسم حرب متخيلة جالت في خواطر مجموعة من الحالمين بنشر وهم الديمقراطية والحرية وبناء يوتوبيا امريكية في العراق.
تواريخ وروايات
وقد يجد المراقب لما صار اليه العراق نفسه امام مجموعة من الادبيات المكتوبة التي تصنف ضمن التاريخ الرسمي للسياسة الامريكية في العراق والظروف التي قادت لغزوه،وهناك كتابات صحافية كتبها صحافيون، ارفقوا بالجيش الامريكي، وهناك الكتابات التحليلية والاكاديمية التي حاولت تشريح الحرب عبر رؤية الاكاديمي وهناك تاريخ اللجان وفرق المسح، وهناك تقارير الجيش والمفتشين، اضافة لتاريخ غير مطروق مع انه حري بالانتباه وهي الكتابات الشعبية التي كتبها جنود ومرتزقة في شركات التعهدات الامنية وفيها صورة عن مواجهة الامريكي الجندي للعراق، وفي داخلها نقرأ اشكالا من التعامل مع الواقع تعاملا قائما على الاحتقار وفكرة الشعور بان المشاركين في غزو العراق هم الجيل الاعظم، وهو اسم كتاب لتوم بروكاو، الذي يأخذ مثاله ممن قاتلوا في الحرب العالمية الثانية.
شاحنة الحلويات وبقايا القتلى
في هذا التاريخ الشعبي لمذكرات الجنود والمرتزقة ممن يحملون البنادق ويطلقون النار بسعادة على المدنيين يبرز الثمن الانساني الباهظ على الجنود والعراقيين، وقد قدم ميكائيل ماسينيغ صورة عن ملامحه في مقال مطول له في مجلة ‘ذا نيويورك ريفيو اوف بوكس’ في عدد 20 كانون الاول (ديسمبر) 2007. وتحمل كتب الجنود عناوين غريبة مثل ‘رصاصة واحدة: صناعة ضابط مارينز’ لكاتبه ناتالين فيك وكتاب ‘جيل اقتل:كلاب الشيطان، رجل الجليد، كابتن امريكا والوجه الامريكي الجديد للحرب’ لمؤلفه ايفان رايت وعناوين اخرى ‘ بيت لبيت: مذكرات ملحمية للحرب’ ديفيد بيلافيا، و’احب بندقيتي اكثر منك’ و’كوبرا: القصة الداخلية لغزو واحتلال العراق’ وما يلاحظ في هذه الكتابات هو رعونتها وقسوتها في تصوير مواجهة الجنود مع الواقع العراقي وعدم اهتمامها بالانسان، ففي كتاب ‘من بيت لبيت’ يصف بيلافيا كيف دهس الجنود الامريكيون بدبابتهم شاحنة صغيرة للحلويات اقترب سائقها العراقي خطأ من الدبابة وكيف تمت تسوية الشاحنة بمن فيها بالتراب والحلويات. ويصف الكاتب ان الرجل السائق وزوجته خرجت احشاؤهما واختلطت بالتراب والحلوى ‘كل الفرقة لم تأكل منذ اربعة وعشرين ساعة ـ توقفنا، كما وقفنا ننظر الى الدمار، صارت رغبتنا بالطعام اكثر، اخيرا، سرقت بعض الحلويات من حاوية الشاحنة ومسحت عنها ما علق بها من بقايا الرجل وزوجته، وتبعني الاخرون’ مشهد مثير في فظاعته من مشاهد فظة يصفها الجنود في كتبهم ومذكراتهم.
انهم يتبرزون في كل مكان
وفيها مشاهد عن الحياة الداخلية للجنود التي تتسم بالوساخة وتقديسها من ناحية عدم الحياء من الضراط او التبرز في الاماكن العامة، يصف رايت في كتابه ‘جيل اقتل’ منظر الجنود الذين حملوا كراتين صغيرة وبدأوا بالتبرز على الطريق العام اثناء توقفهم في اليوم الثالث من الحرب عند مدينة الناصرية، مشهد اخر فاضح من مشاهد كثيرة للحياة الداخلية لجنود الفرق التي تصفها هذه الكتابات. وهذا النوع من الادبيات وان كشف وجها مثيرا للتقزز لحياة الجنود الا ان ما كشف عنه في سجن ابو غريب من فضائح كان اكثر وتعبيرا عمليا عن الوجه المقزز للمحتل الامريكي وهو ما ورد في كتاب ‘اجراءات عملياتية عادية’ لكل من فيليب غوروفيتش وايرول موريس، الذي حوله موريس الى فيلم تسجيلي سجل فيه دوافع صابرينا هارمان التي التقت العديد من الصور للسجناء.
لا تقتل نملة ولكنها مدمنة على تصوير الموتى
وظهرت في فيلم موريس حسب ما وصفها زملاؤها في سجن ابو غريب بانها بنت طيبة لا يمكنها ان تقتل حتى ولو نملة لكنها كانت مهتمة بالتقاط الصور خاصة صور الموت والجثث المتحللة، وهي مثل غيرها وجدت نفسها في جحيم العراق لانها ارادت ان تؤمن رسوم دراستها الجامعية، كانت هارمان مع تشارلس غرينر وليندي انكلاند في واجهة صور ابو غريب الرهيبة التي شوهت صورة امريكا. في فيلم موريس تبدو هارمان، وهي شاذة كانت ترسل رسائل لصديقتها كيلي، ذكية مثيرة للاعجاب. وتصف في رسالة لكيلي عام 2003 صورة معتقل ‘سائق التاكسي’ المقيد، للخلف الى قضبان زنزانته، عاريا وعلى رأسه سرواله الداخلي. تقول انه يشبه المسيح المصلوب وان منظره دفعها للضحك في البداية لكنها قررت ان تأخذ كاميراتها وتلتقط صورة له.
سونتاغ: ابو غريب صورة عن امريكا
صور ابو غريب التي انتشرت في كل انحاء العالم هي التي دفعت المعلقة والناقدة الامريكية الراحلة للكتابة في مجلة ‘نيويورك تايمز’ والقول ان ‘صور التعذيب’ هي تعبير مثالي عن الثقافة الامريكية الشعبية المتوحشة الناجمة عن العنف البونوغرافي والافلام السادية والعاب الفيديو والدوافع النرجسية لحياة الامريكيين خاصة الحياة الجنسية. وقالت ان ما تلخصه صور التعذيب هي ثقافة اللا- حياء التي تقدس التوحش الذي لا يمكن الاعتذار عنه. فهي ترى ان صور التعذيب هي صورة عن روح وقلب امريكا. لكن في النهاية فان عصابة غرينر وايفان فردريك وغيرهم ممن قالت ادارة بوش انهم تفاحات عفنة حجبت قضيتهم الانظار عن القتلة الحقيقيين. على الاقل هذه التفاحات العفنة حكم على بعضها بعض الاحكام الرمزية ومن خرج منها من السجن يكتب مذكراته الان مضيفا الى ما كتب عن العراق من قصص وحكايات لكن الفاعلين الحقيقيين بعيدون عن يد العدالة.
ليندي انكلاند تتحدث الينا
وهنا نذكر تلك الفتاة، صديقة غرينر ليندي انكلاند، الفتاة المنطوية على نفسها والتي عاشت طفولتها في بيت متحرك ولم تلبس لباسا جديدا في المدرسة ولم تنطق بكلمة طوال حياتها الدراسية، والتي اصبحت في ابو غريب علامة على امريكا وفضيحتها. انكلاند اصدرت مذكراتها التي جاءت تحت عنوان ‘عذبت: ليندي انكلاندـ ابو غريب والصور التي هزت العالم’ وهو الذي كتب بمعونة محام محلي في بلدتها اسمه غاري اس وينكلر ويصف ديفيد جونز (ديلي ميل -13 حزيران/يونيو 2009) كيف انه زار بلدة انكلاند- كيسر في ويست فرجينيا حيث اعلن وكيل انكلاند عن حفل توقيع الكتاب لنجمة البلدة الذي تزامن مع حفل قطف الفريز، او الفراولة، ويقول انه عندما اغلقت مكتبة البلدة الرئيسية لم توقع انكلاند الا عددا محدودا من النسخ معظمها لمعارفها ويقول ان ابناء بلدتها لم يصطفوا من اجل شراء كتاب لهذه الجندية التي شوهت شرف الجندية، وهي الفتاة التي وقفت امام سجناء عراة لالتقاط صور تذكارية ادت الى قتل جنود امريكيين بسبب ما فعلته. وجاء صدور الكتاب بعد خمسة اعوام من بث الصور، واعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما عن الافراج عن ملفات تعذيب ‘سي اي ايه’ التي اظهرت ان عمليات التعذيب لم تكن من افعال فئة من الجنود لكنها كانت سياسة معتمدة من الاستخبارات. وقد ادى الاعلان بليندي كي تستشير نائبها المحلي للحصول على عفو رئاسي.
عذرا، لا
ويقول الكاتب انه رغم الاذى الذي تسببت به هذه الفتاة الا ان كلمة ‘آسفة’ ليست من مفرداتها. ويقول انه عندما تحدث اليها لاحظ ثلاثة اشياء وهي عدم اسفها وعدم صلاحيتها كي تكون جندية ولامبالاتها للالم الذي تسببت به لسجناء ابو غريب. ويشير ان اي وكيل او ناشر لم يكن يتجرأ على ملامسة حياتها بل ان وكيلا تعامل مع لاعب الكرة السابق او جي سيمبسون تخلى عن عرض لكتابة حياتها ومن هنا فان كتابها اعده كاتب محلي وينكلر والذي اختلف معها ومع وكيلها المحامي روي هاردي وفشل في ان يقنعها موضوعه في أن تفتح قلبها وتتحدث بحرية. ونقل عن وينكلر قوله ان انكلاند سطحية ‘ لا اعتقد انها عميقة’. وتشير المقابلة الى ان ليندي التي تعتمد على المهدئات وبدون عمل لان احدا لا يوظفها في لقاء اخر معها تحدثت وشرحت عملها في ابو غريب وكيف انها تقوم بفرز المعتقلين وقسائم ادخالهم والافراج عنهم ولم يكن عملها القلمي هذا يؤهلها لان تكون على علاقة مع مراكز الاعتقال الخاصة ولكن علاقتها الخاصة مع غرينر وهو جندي سابق في المارينز جعلتها تتسلل من اجل النوم معه اثناء اعمال الحراسة. واكتشفت فيما بعد ان غرينر كان على علاقة مع حارسة اخرى هي ميغان امبول التي تزوجها وهو في السجن. انكلاند كانت قبل علاقتها مع غرينر متزوجة صديق طفولتها جيمس فايك. ولهذا فعلاقتها مع غرينر كانت ضد قوانين الجيش مما ادى الى ايقافها. وتعترف ان غرينر ضللها وان الحب اعماها.
ضحية ام مشاركة؟
وتقول الان ان غرينر كان يتلاعب بها لكنها في تلك الفترة كانت مستعدة لكي تقوم بأي شيء يطلبه منها. وتكشف انكلاند ان صور المعتقلين الذين طلب منهم ان يجلسوا كهرم ظلوا في وضعهم مدة 20 دقيقة. وعندما سألها لماذا لم تحتج قالت انها كانت متأكدة ان غرينر كان سيرفض احتجاجها. وقالت ان ما دعاه لعمل هذا ان المعتقلين كانوا سبعة والحراس كانوا ثلاثة ولهذا حاول من خلال اجبارهم على هذا الوضع احتواءهم. وعما إذا كانت تشعر بشفقة تجاههم قالت’في عيوننا كانوا اعداء، الجانب الاخر ولو كانوا في مكاننا لعملوا معنا اسوأ مما عملناه معهم’. وعن صورة تظهر سبعة سجناء اجبروا على الوقوف صفا واحدا واجبروا على الاستمناء تقول انها ظلت مراقبة للمشهد كله حيث اشارت الى ان احدهم ظل يحاول لمدة 45 دقيقة فيما توقف الاخرون بعد دقائق. وعندما سألها محاميها وموكلها مندهشا ‘ وانت كنت هناك طوال الوقت؟’ اجابت بطريقتها الباردة ‘نعم للاسف’ وقالت ان عملية تعذيب السجناء واجبارهم على الاستمناء والوقوف استمرت اربع ساعات وانها كانت هناك طوال الوقت.
كنت اقوم بواجبي
وعندما يشير المحقق الصحافي قائلا ان كل ما يريد الناس ان يسمعوه منها بعد كل الالم الذي تسببت به للسجناء هي كلمة ‘عذرا’ لكنها تجيب بنفس الطريقة قائلة ‘عذرا، على ما فعلت؟’ وتقول ان كل ما فعلته هي ‘الوقوف امام صورة، فنطق عذرا يعني اني مذنبة؟ لقد كنت اقوم بواجبي’. فهي تكرر ما قيل ان حراس سجن أبو غريب شجعوا على ‘التلطيف’ بعلقات قبل ان يقوم المحققون العسكريون بمقابلتهم. في تحليل لفعلها وفي ما قالته الذي قد يكون صحيحا بعد ان عرف ما عرف عن ابو غريب فان هذه الفتاة التي عاشت قرب سكة الحديد مع والدها عامل السكة كانت مجرمة لسبب واحد حسب وكيلها هوغباؤها’. كان عمر ليندي سنتين عندما انتقل والدها كين وامها تيري من كينتاكي الى بيت متحرك في اشبي فورت في ويست فرجينيا وفي هذه البلدة نشأت وحيدة هوايتها صيد السنجاب ولم تكن سعيدة في طفولتها ولا دراستها وحتى في زواجها لم تكن تملك ثوبا. وبحسب المحلل النفسي الذي دافع عنها قال انها كانت تعاني من مشاكل نطق وتعلم. ورغم كل هذا تخرجت من المدرسة بعلامات جيدة وكانت ترغب بدراسة علم الارصاد الجوية. وحتى توفر رسوم الدراسة عملت في عدد من المهن اليدوية منها في مصنع تعليب دجاج. والتقت مع فايك، وهو شاب لطيف تزوجها ولكنه بعد ان اعترفت له بعلاقتها مع غرينر طلقها. وجاء اهتمامها بالجيش بعد زواجها حيث التحقت كاحتياط في فرقة الشرطة العسكرية لأنها كانت بحاجة للمال وكما قالت لاحقا لانها دائما كانت ترغب بالخدمة العسكرية. وجاءت علاقتها مع غرينر في القاعدة العسكرية فورت لي الذي ظل يلاحقها لاسابيع مع انه اكبر منها باربعة عشر عاما وعندما نجح حجز لهما في فندق نزل قريب حيث تمكنت العلاقة بينهما وتقول انها اكتشفت في ذلك النزل ان غرين لديه هواية في التقاط الصور الجنسية وعندما احتجت قال لها أنها هواية من اجلهما وفيما بعد عرفت ان غرينر يوزع صورهما في اوضاع جنسية على اصدقائه. مثل غيرها من جنود الاحتياط كانت رحلتها للعراق او افغانستان الاولى في حياتها، وقبلها لم تكن تملك جواز سفر.
لدي 800 صورة
في عام 2003 تم نشر وحدة ليندي وصديقها غرينر في سجن ابو غريب الذي بدأ عدد السجناء فيه يزيد عن الحد المعقول من 700 الى 7000 ومع انها تتمسك بالقول ان الجميع كان يعرف بالصور ووجودها لكن ما حدث هو ان رقيبا اول، عذبه ضميره وقام بنقل شريط سي دي لمرؤوسيه، هذا الرقيب اسمه جوزيف داربي والذي تم ترحيله من العراق خوفا على حياته ومنذ تلك الفترة يعيش في الخفاء، وتحمل انكلاند حقدا عليه وتقول انها لو قابلته لأرته جهنم الحمراء لان ما يحدث في الحرب يجب ان يبقى بين الجنود والجندي الحقيقي لا يخون اصدقاءه. وتزعم انكلاند ان لديها 800 صورة لم يشاهدها احد عن تعذيب سجن أبو غريب ولا يعرف ان كانت هذه الصور هي التي امر باراك اوباما بالاقفال عليها الشهر الماضي على خلفية حماية الامن القومي. ويقول وكيلها ان احدى الصور تظهر صدرا عاريا لامرأة عراقية وجريحا ممن اطلقت عليه ادارة بوش ‘ محاربا مقاتلا’ تلاعب باللغة من اجل تبرير العنف والتعذيب. ويرى كاتب التحقيق ان المخاوف من قيام المحامي والوكيل بمحاولة بيع الصور لمن يدفع اكثر. وينقل عن كاتب سيرتها وينكلر قوله ان محاميها هاردي يشبه غرينر لكن انكلاند وهاردي يتهمان الكاتب بالشعور بالمرارة لأن السيرة التي كتبها جاءت خلافا للتوقعات خاصة انها اول رواية تحكيها انكلاند عن تجربتها في العراق. تبلغ انكلاند الان 26 عاما بدون زوج او صديق ولا عمل وتعاني من رضوض التجربة وتلاحقها صور واصوات من عذبتهم، كما تقول، حتى اثناء مشاهدتها فيلما او برنامجا تلفزيونيا. حتى مجرد ممارسة هواية الصيد صارت محرمة عليها لانه محظور عليها امتلاك بندقية. قصة انكلاند هي قصة اكثر من مليون جندي امريكي تم نشرهم في العراق لحماية ‘الديمقراطية’ الشابة، ومعهم سيحملون الكثير من الروايات التي هي محل تنازع بين الرواية الرسمية والشعبية والرصينة.
تاريخ اي تاريخ؟
حتى الان تاريخ الحرب والتحضير لها كتبه بوب وودوردج وهيلاري سينوت وروري ستيوارت وجيف سيمون وباتريك كوكبيرن وبيتر ريدل ومايكل روز وويليام شوكروس وبيتر ستذارد وديفيد فيليبس وفيليب ساندس ومايكل غوردون وتوماس ريكس وريتشارد نورث وسكوت ريتر وجوناثان ستيل وتوبي دودج وتوم باكر وغيرهم وروايتهم صحافية توثيقية ذات اتجاه رصين في معظمها، لكن الروايات الشعبية في النهاية هي التي تصنع صورة العراق في ذهن الامريكيين وهي التي ستترك اثرها. اضافة للدمار والدم الذي سيخلفه الامريكيون فان بعضا مما سيتركونه للعراقيين انهم علموهم كيفية رسم الوشم بكل ما فيه من رعب واشكال غريبة حسب تقرير قبل فترة لكريستيان ساينس مونيتور.
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى