صفحات سورية

مهداة الى وزير الثقافة السوري

null
بنكي حاجو
أدناه صورتان: واحدة لتركيا التي تتراجع عن أخطاء الماضي وتحث الخطى لإحراق المراحل للحاق بركب التطور، والتي آمنت أخيراً أن ذلك يستحيل دون حل القضية الكردية في داخلها. والأخرى لسوريا التي تصر على الإتجاه الى الوراء لتصبح أكثر تخلفاً. سوريا تطبق السياسات البالية التي تقلع عنها تركيا الآن، والتي كانت من إنتاج الفكر “الكمالي” ولعدة عقود. تصوروا ما يحدث في سوريا:
الصورة الأولى وهي غنية عن التعليق: إلا من تعليق واحد، وهو أنها الخطوة الأولى “لتحرير الجولان وإلقاء اسرائيل الى البحر”!.
الخبر التالي جاء من سوريا:
لتمكين اللغة العربية تنذر المحال الكردية بالإغلاق بالشمع الأحمر في قامشلو!!: بدأت السلطات السورية في الثامن عشر من الشهر الجاري في مدينة قامشلو بتطبيق تعليمات الحكومة السورية لتمكين اللغة العربية وإعادة تسمية المحلات المسماة بأسماء غير عربية حفاظا وتمكينا للغة العربية!!!. وقد بدأت منذ صباح اليوم مديرية التموين بالاشتراك مع بلدية المدينة بتسيير دوريات تجوب سوق المدينة المركزي ومجمع السلام وسوق الأتراك وقامت بلصق ملصقات سوداء على لوحات المحال وحصرا المحال الكردية دون بقية المحلات الأخرى والأسماء الأخرى، وحذرت أصحاب المحال بضرورة تغيير أسماء المحلات إلى اللغة العربية خلال فترة وجيزة و إلا سيتم إغلاق المحلات بالشمع الأحمر كما حدث لمحلات الكرد في العاصمة السورية ( عشرة محال أغلقت في منطقة الكسوة بالشمع الأحمر لأنها تحمل أسماء كردية).
والجدير ذكره إن مديرية التجارة الداخلية محافظة الحسكة قد شكلت بتاريخ 5/6/2009 لجنة غايتها إجراء مسح شامل على المحال التجارية المسماة بأسماء أجنبية حيث ستقوم هذه اللجنة بإنذار أصحاب المحال المخالفة والطلب منهم كتابة أسماء محالهم باللغة العربية بمدة أقصاها 15/6/2009.
وهذا الإنذار لم يوجه لحد الآن إلا للمواطنين الكرد. فقط؟.
الصورة الثانية: وهي من الطرف الآخر من الحدود.
السيد أرتوغرول غوناي وزير الثقافة التركي معروف بأفكاره الليبرالية وبموقفه الإيجابي فيما يتعلق بالقضية الكردية من أكثر من ثلاثة عقود. الوزير ذو خلفية يسارية وكان عضواً في الحزب الجمهوري. ترك هذا الحزب الذي تحوّل الى حزب قوموي عنصري وإنضم الى حزب العدالة والتنمية ليمثل الإتجاه الليبرالي فيه.
السيد الوزير زار مدينة هكاري الكردية قبل عدة أيام. قام أولاً بزيارة مقر حزب المجتمع الديمقراطي ذو الهوية الكردية، بل في الواقع الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، وبعدها زار رئس البلدية الذي ينتمي الى نفس الحزب. إلا أن ما يهمنا هو ما أدلى به للصحفيين، إذ قال: الحقبة التي كانت تطغى عليها عقلية المنع والتفرقة والإنكار ولتّ وتركناها خلفنا. نحن الآن على عتبة عصر الإنفتاح والحرية والمشاركة. لن نفرّق بين المواطنين مهما كان الدين والمذهب أو القومية أو اللغة. نحن جميعاً لدينا كنية واحدة وهي “مواطنة تركيا”{في السابق كان يقال المواطنة التركية أو الشعب التركي}. وقال أيضاً: عندما أقوم بزيارة حزب المجتمع الديمقراطي أو رئيس البلدية، إنما أقوم بواجبي وإحترامي إتجاه الجماهير التي إنتخبتهم، وهذه هي الديمقراطية.
تركيا تعمل لمصلحة شعبها وليس لسواد عيون الكرد. لولا القضية الكردية لكانت الآن متقدمة أكثر. عدم حل القضية الكردية في العراق كان السبب في نكباته كلها ولنرى ما الذي سيصيب سوريا. السيد وزير الثقافة السوري تعلمون جيداً أن الدولة التركية بذلت المستحيل لتتريك الكرد وبكل الوسائل وفشلت فشلاً ذريعاً ورجعت عن غيها، وأنتم تحاولون ذلك بالرغم من عصر الانترنيت. أنظروا الى ماوراء الحدود، أفلا تعقلون؟.
طبيب كردي ــ السويد
ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى