الهجرة اتجاه إجباري لمكتومي القيد وأجانب الحسكة
المحامي حسن برو
غرق مواطن كردي سوري يدعى كمال من مدينة القامشلي في العقد الثالث من عمره بعدما رمى بنفسه في البحر من متن زورق للموت بعد أن وقعت أبنته من الزورق ، حيث غرق الاثنان معاً ،وهذه الزوارق باتت
تقل عدداً من المهاجرين الأكراد من الجزيرة إلى اليونان ليتم بعدها نقلهم إلى إحدى الدول الأوربية وقد تكاثرت هذه الهجرة في الآونة الأخيرة بحيث أصبحت التسعيرة معروفة بـ /450000/ أربعمائة وخمسون ألف ليرة سورية على الشخص الواحد ، و بات الجميع يريد السفر ويدعي هؤلاء المهاجرين بأنهم لن يعطوا أي قرش للوسيط إلا بعد وصولهم إلى المكان المحدد ، أو يكفلهم شخص ثالث
– كيف يذهبون إلى تركيا ولا توجد ثبوتيات ؟ كما ذكرنا غالبية هؤلاء من أجانب محافظة الحسكة أو من مكتومي القيد والذين لا يملكون أية أوراق تثبت شخصيتهم ، وفي أحسن الأحوال فأن (الورقة الوحيدة التي تثبت شخصيتهم ) هي شهادة التعريف المعطاة من قبل المختار ،وقد منعت إعطاء هذه الورقة في بداية العام أيضاً بحيث لا يستطيع المختار أعطائهم أي ورقة لأي شخص مكتوم القيد وحتى وإن كان يعرف أباه وجده وشجرة العائلة… وعن طريق المهربين والمتفـقين مع بعض الناس على جانبي الحدود السورية التركية يذهب الناس وباعتبار أن الحراسة قد قلت فأن الكثير من أهالي القرى المحاذية للحدود باتت تمارس تهريب البشر والدخان والمخدرات .
الموت بانتظار البعض والبعض الأخر يغامر ليعيش على هامش الحياة ؟ في الكثير من الأحيان تقوم دوريات حرس الحدود بتغيير أوقات دورياتها ،فيقع البعض منهم في مصيدة الحرس الحدود التركي ،والبعض الأخر ينفذ ليقع ضحية في البحر المتوسط الذي يربط تركيا باليونان والدول الأوربية الأخرى أما القلة منهم يحالفهم الحظ ليعيشوا على هامش الحياة يتحسرون للعودة إلى الوطن…؟.
-وفي الحالة الأخيرة : السلطات التركية تتحفظ على جثة الضحيتين لأنهم لايملكون أوراق تثبت شخصيتهم ،واعتقلت زوجة المرحوم كمال لأنها مع أولادها الصغار لأنها تعتبر مهاجرة غير شرعية في تركيا ، وهنا يمكننا السؤال هل باتت أرواح الناس إلى هذه الدرجة رخيصة بالنسبة للسماسرة، وتجار البشر أم أن الظروف التي تواجه الأجانب والمكتومين في وطنهم سورية باتت أكبر من المغامرة بالروح؟؟؟
كلنا شركاء