تعليق: بذمة أ- صلاح بدرا لدين
عبد العزيز محمود يونس
تحتل دراسة المتغيرات الاجتماعية المترافقة مع التحولات الدراماتيكية في المحيطين الوطني والإقليمي مركزا متقدما من ساحة الأحداث كنتيجة حتمية للتبدلات والمتغيرات في المصالح الدولية للدول الممتلكة لأدوات النفوذ في العالم وفق نظرية توزيع المصالح والأدوار هكذا تتضح اللوحة ومن النظرة الأولى لمن يريد الغوص قليلا في أعماق تلك التحولات وفق المنطوق التاريخي المعرفي لسيرورة التطور الاجتماعي التاريخي الممنهج سياسيا لفهم تلك التحولات وترجمتها وفق المصالح الذاتية لكن حسب جميع المقاييس 0 اجتماعيا – اقتصاديا –تكنولوجيا – ديموغرافيا – ثقافيا 000الخ وحسب النمط الاجتماعي القائم كمفهوم ممارس دون القفز فوق المراحل للاستفادة من المراحل السابقة كتجربة معملية وإخضاعها إلى عملية التحليل الممنطق لأخذ المفيد ولفظ المعيق لعملية التطور دون الخوف من التاريخ المؤرخ والغير مؤرخ وكذلك الاستفادة من الواقع المعاش المفروض كأمر واقع وإخضاعها أيضا إلى التحليل لدمجها مع الماضي للحصول على مرتكزات ثابتة للانطلاق لرسم مستقبل متوافق مع المتغيرات الدولية والإقليمية علميا ، وهنا لايصح التحليل حسب الدراسات الحكائية القصصية للسيرورة التاريخية التي ستبدو غير متجانسة بين الشكل والمضمون إلا عند اؤلاءك الممتلكين للثقافات المتدنية وفق مفهوم العادة الغارفين من ثقافة الكلام المحكي الغير موثق لصياغة القوانين الثابتة لمشاريع تطرح ميتة قبل حصول الطلق أو الولادة والنتيجة عدم الحصول على أي جديد سوى الغوص في متاهة جديدة من متاهات العالم الغيبي لتحليل الظواهر الاجتماعية التي يشتمل عليها المتغيرات دون تحديد أي نقاط للارتكاز كثوابت مبدئية لتعين وتحليل الظاهرة وأسباب ظهورها أو حدوثها والتنبؤ المبرهن لسيرورة ما ستؤول إليها الظاهرة كمستقبل مثبت غير متناقض مع النظرية التطورية وهنا كنتيجة ارضائية نحصل على الجواب من قبل البعض ضرورة الاقتناع النفسي لتطبيق نظرية السحر الغيبية لإيجاد الحلول الضائعة للمشاكل المستعصية على الحل وفق المشتركات الاجتماعية الشرقية القائمة بفعل التجهيل المبرمج كنظرية تجهيل النخبة حسب رأي (ليفي برول 1922) لدراسة الحالة البدائية للتكوين الذهني (الذهنية البدائية )التي توصف التفسيرات اللاعقلانية للمعتقدات الاجتماعية وفق المفهوم السحري كما يطرحها الأستاذ صلاح بدرا لدين ليس كحل مؤثر لإيجاد الحلول الفعلية وإنما بغاية التملك للتأثير النفسي المتجاهل للأسباب ، للسيطرة على الذهنية الكردية القائمة الآن وسط حالة الثبات اليائس 0
وكنتيجة حتمية نستطيع القول بأنه أي مشروع يطرح الآن متجاهلا الحيثيات التي ذكرتها أنفا إنما تعتبر ضربا من ضروب الميتافيزيقية الوهمية كونها تتجاهل الواقع المعاش على انه واقع غير موجود ونقطة البداية هي الصفر وهنا استطيع القول بان مشروع الأستاذ صلاح بدر الدين مضمون قديم بلبوس يطرح على انه جديد والمعنى ليس في قلب الشاعرلأن الأمر واضح وضح الشمس في عز نهار الصيف لكن الطارح ينفخ في قربة مقطوعة ولم يأتي بما هو جديد هكذا يبدو الأمر وكلنا نعلم بان الأستاذ صلاح بدر الدين حاله كحال من يقف على شرخ بين قدميه وهو واقف في محله لايتقدم إلى الأمام وفي الوقت نفسه لايقبل الاعتراف للرجوع إلى الوراء ومع مرور الوقت يزداد الشرخ تباعدا عندها يقع الأستاذ ضحية مواقفه المتأرجحة بين اليمين واليسار فتقع البوصلة في هوة الشرخ ويفقد معلمنا التوازن ليصبح حليفا للخدام والبيانوني ومع تغير الوضع حسب الظرف يعود صاحبنا إلى الصف أو الطرح القومي الكردي ضمن الإطار السوري العام وفق مصطلحات مصطنعة حسب ثقافة براغماتية متلونة كلوحة فنان يتعلم الرسم معتمدا أسلوب الاستجداء لفك الرموز والطلاسم المرسومة وسط تشابك عشوائي لخيوط حيكت دون دراسة كان هو ذاته مهندسا مساهما في رسمها و ها00 ذا هو ذاته يتبؤ المقدمة ليطرح برنامجا توحيديا تحت اسم (حوك ) متجاهلا النظر إلى الخلف حاله كحال من تسلق القمة ويخشى النظر إلى الأسفل خوفا من الوقوع في الهاوية والأسئلة التي تطرح نفسها بقوة على الأستاذ صلاح بدرا الدين:
كيف ستختار الأشخاص المنتدبين كأعضاء ؟
من سيترك مكانه لمن ؟
من هو الوطني المنتخب الذي ستختاره كمندوب هل هم مستقلون تماما وما هو مقياس الاستقلالية ؟
ما هي المعاير التي تحدد وفقه فئة المستقلين ؟
لماذا هذا القسم بأنك لن تكون عضوا ممثلا في أي هيئة إذا كنت واثقا من طرحك ؟
أين كنت حتى الآن ولماذا هذا التأخير إذا كنت ممتلكاً لأدوات التغير ؟؟؟
هل نسقت مع قادة وأمناء الأحزاب الكردية في سوريا 00ام انك تنتظر المصالحة مع ذاتك ومع الآخرين ؟
ومن حقي وكذلك ومن حق الاخرين السؤال ايضا عن تحليلكم للاوضاع التي دعتكم الى التفكير بهكذا مشروع وهل الارضية الحالية للاحزاب والقوى الكردية المتواجدة على الساحة السورية مهيئة لهكذا طرح لاسيما انه لم يلحظ أي تغير في المواقف الحزبية الكردية مشيرة الى تقبل الفكر الاخر واذا نظرنا الى الحالة على انها مشكلة ذاتية كردية موجودة لايستطيع احد ما تجاهلها كحالة مرضية موجودة كامر واقع بكل المزايا والمحاذير التي تبحث لها عن حل مستقل بوصفها مجموعة من الظروف التي تدخل في تصورات الواقع الراهن لحين تحكم الظرف السياسي الفارض للتغير كحتمية غير موجودة الا اذا توافرت الظروف المناسبة المادية المدعومة بالفكر المعنوي المنسجم للخروج من حالة الازمة وفق المفهوم العقلاني الذاتي المعرفي المتخلي عن البواعث النفعية الذاتية لقبول واخضاع الذات المرنة للكل المعمم وفق المصلحة العليا ( مصلحة المجتمع ) وهنا المصلحة المراد الوصل اليها مصلحة القومية الكردية كهدف سامي متغلبا على المصلحة الذاتية الباحثة عن الشهرة وفق الاستراتيجية المعرفية التي تتجاوز كل المحاذير والخلافات الاخرى متبنية المعتقدات والافكار السليمة وهنا يمكننا القول بان أي استراتيجية معرفية اساسية لن تكون الا اذا تم التخلي عن العقلية القديمة التي تفرض على الطارح ان لا يكون نزيها في طرحه وعندها يتم الخلط بين التطبيقي والنظري المبهم .
شبكة العلمانيين العرب