وئام وهاب (غزالي) لبنان الجديد
خولة غازي
لطالما استشاط الساسة اللبنانيون ومعهم عامتهم غضباً من حاكم عنجر كما كان يحلو لهم أن يطلقوا على رستم غزالي ، وخاصة بعد أن دار الدولاب في العام 2005 ، والآن وبعد أربع سنوات من خروج غزالي محملاً بمفتاح بيروت ، ها قد عاد من يأخذ دوره لا بل وبنفس أقوى ، يدق أرض لبنان بقوة يا أرض اشتدي ما حدا قدي .إنه الوزير السابق وئام وهاب ، الذي يعمل حمامة سلام ، بعد أن كلفته سوريا رسمياً برعاية شؤونها اللبنانية ، حين استقبله نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ، وتمت دعوة وسائل الاعلام لتسجيل اللقاء كإعلان مباشرعن مهمته الجديدة ..
أما لماذا اختارت سوريا وئام وهاب الذي برز وبشكل قوي بعد إغتيال الحريري ، فقد عرف عنه سلاطة لسانه وتوجيه الكلام المباح وغير المباح لخصومه ، مما أكسبه جماهيرية شعبية في سوريا والداخل اللبناني ، ووللزوم الوجاهة أنشئ حزباً كغيره من الساسة اللبنانيين ، حتى باتت تصريحاته مدفوعة الأجر في لبنان تنقل كحبر عاجل على الهواتف النقالة … لقد ساعدت سوريا في ظهور وهاب وفي تعزيز صورته وتمكينه من أدوات اللعب في الساحة اللبنانية ، وهي كانت بحاجة إلى صوت درزي يضاهي وليد جنبلاط وتحديداً في التصريحات التي تتعد الخطوط الحمراء .
أما وقد عاد حنين جنبلاط إلى دمشق ، بعد أن أنهى مهمته السابقة على أكمل وجه ، بات بحاجة الى فترة نقاهة أرادها في دمشق ، بعد أن (داب كعبه ) في اللف والدوران بالدول العربية والغربية مدافعاً عن لبنان حر ومستقل وموحد .فكان لابد لسوريا من مكافأة وهاب ، وبتعيينه مندوباً عنها ناقلاً رسائل الحب
وئام وهاب الذي ظهر على قناة المنار ، قال أنه لايتعامل مع السفير السوري ، الذي لبس البدلة البيضاء كعريس وسلم أوراق اعتماده للرئيس اللبناني فقط، أما دوره في لبنان فقد أقصته القيادة السورية التي ارادت أن يكون وهابها هو سفيرها الذي أكدفي المقابلة ذاتها انه لايتعامل مع السفراء ، إلا من كانو أصدقائه ، ألا يوجد فيما فيما قاله ( وهاب ، أو غزالي لبنان ) إهانة للسلك الدبلوماسي السوري ، وما هو دور سفيرنا السوري في بيروت هل هو ديكور ، لم نسمع إلى الآن حتى تسجيله إعتراض لدى وزارة العمل اللبنانية على ما يتم فعله بالعمال السوريين ، أم أنهم سامحوا من أهان السوريين ، كما يتم الآن مسامحة وليد جنبلاط ، بكل بساطة .
نعم بكل بساطة يتم سب السوريين وإهانتهم ، وبكل بساطة تمحى الذنوب وما تقدم منها وما تأخر ، لإن السياسة إقتضت ذلك ، أما التعبئة اليومية التي كان وعائها الاساسي الشعب يضحك الآن لإن قيادته ضحكت ، ويزعل إن زعلت ، وما دامت راضية الآن … فأهلا بوليد جنبلاط … ومبروك على اللبنانين غزالي لبنان الجديد …
ولكن بعد أن زالت الحشوة اليومية التي كنا نبتلعها يومياً ، علينا إلا أن نجهز أدمغتنا لحشوة جديدة … حتى لا نشعر بالفراغ ( العاطفي ) ونتلمس معداتنا وجيوبنا الخاوية … فنبدأ بالنق والشكوى ..؟؟
كلنا شركاء