سورية الخارجة من عزلتها تنتظر المزيد من الولايات المتحدة
تضاعف سوريا التي عادت الى الساحة الدولية العام الماضي من خلال فرنسا، مبادرات حسن النية مثل قيامها بالوساطة في قضية كلوتيلد ريس على امل استعادة موقعها بشكل كامل خصوصا مع رفع العقوبات الاميركية.
ويقول المحلل رياض قهوجي المقيم في دبي “لقد خرجت سوريا من عزلتها على المستوى السياسي وكأننا نشاهد الان خارطة الطريق لتحسين علاقات سوريا مع الدول الغربية”.
وضاعفت فرنسا والولايات المتحدة خصوصا من انفتاحها نحو دمشق لقناعتهما بان سوريا يمكنها ان تساهم بشكل كبير بايجاد حلول في العراق ولبنان والصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وكانت الرئاسة الفرنسية قد وجهت الاثنين شكرا خاصا لسوريا مشيرة الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شكر بلاد الاتحاد الاوروبي وبلدان صديقة اخرى مثل سوريا “لمساعدتها في اطلاق سراح المعلمة الجامعية الفرنسية كلوتيلد ريس المحتجزة في ايران منذ الاول من تموز/يوليو بكفالة”.
وتم التقارب بين سوريا وفرنسا في 14 تموز/يوليو 2008 عندما استقبل نكولا ساركوزي الرئيس سوري بشار الاسد بالتشريفات في باريس.
وتعددت زيارات المسؤولين الاميركيين الى دمشق منذ تولي باراك اوباما الرئاسة الاميركية.
واشار قهوجي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري الى ان “المطالب الاميركية بقيت نفسها لكن بوش كان لديه اسلوب مختلف” عن اوباما.
وبحسب قهوجي فان “الملف العراقي موجود في اعلى اولويات الادارة الاميركية التي تريد تحديدا اغلاق الحدود ومنع دخول الارهابيين” الى العراق عبر الحدود السورية. ويعتقد الاميركيون ان “بعثيين سابقين يقومون بعمليات تمويل موجودون في سوريا”.
وتم تناول هذه القضايا مع وفد عسكري اميركي اثناء زيارتين قام بهما الى سوريا منذ حزيران/يونيو الماضي.
وكان الرئيس اوباما قد عبر في تموز/يوليو عن “قلقه” من تصرفات سوريا معربا في الوقت عن امله بتطور الاتصالات الدبلوماسية التي بدات حديثا بين البلدين.
وكان قد اشار الى ان “ثمة جوانب في التصرف السوري تقلقنا ونعتقد ان سوريا تستطيع الاطلاع بدور بناء اكثر حول عدد كبير من المسائل”.
وقد خففت واشنطن العقوبات الاقتصادية الاميركية المفروضة على دمشق في 2004 فيما يتعلق بتصدير تكنولوجيا المعلوماتية وتجهيزات الاتصالات او قطع الطائرات المدنية بطلب من دمشق دون ان ترفعها بشكل نهائي.
واكد قهوجي “ان فترة العزلة التي فرضها بوش على سوريا انتهت”.
وفي اشارة اخرى الى تحسن العلاقات اعلنت واشنطن في 24 حزيران/يونيو عن ارسال سفير لها الى دمشق بعد غياب دام اربع سنوات.
واضاف قهوجي “ان هناك اشياء كثيرة تتوقعها سوريا من الولايات المتحدة”.
واشار الياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين في سوريا ورئيس تحرير صحيفة البعث سابقا الى ان استعادة هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967 هي اولوية بالنسبة الى دمشق.
ويدعو المسؤولون السوريون الولايات المتحدة باستمرار لرعاية مباحثات السلام.
ويقول مراد “التجربة اثبتت على ان لسوريا دورا اساسيا يحتاجه الجميع”، مضيفا ان “سوريا تقول دائما ان العلاقة مع ايران تخدم السلام والامن في المنطقة”.
واشار الى ان تدخل سوريا في قضية ريس يدل على “مدى تأثير سوريا في البعد الاقليمي”.
وتوجه الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء الى طهران من اجل تهنئة احمدي نجاد على اعادة انتخابه في دليل على العلاقات المميزة التي تربط البلدين.
وكالة فرانس برس