الشاعر اسكندر حبش: القصيدة مكاننا الذي نأوي إليه بعد أن فقدنا الأمكنة الاخرى
سميرة عوض
عمان ـ ‘القدس العربي’ من الصعب محاورة شاعر ومترجم وناقد هو في الوقت ذاته صحافي ومحاور من طراز رفيع. الشاعر والناقد والمترجم والاعلامي اللبناني/ الفلسطيني اسكندر حبش الذي التقته ‘القدس العربي’ إبان مشاركته في مهرجان الأردن، وبمناسبة صدور كتابه ‘لا أمل لي بهذا الصمت’ الصادر مؤخراً مشتملا على مجموعاته الشعرية الأربع الأولى.
حوار مشوق وغني طاف في عوالم اسكندر حبش الابداعية الذي يهجس بفضاءات متعددة همها ‘إنسانية الانسان’ مقدما لنا ترجمات لأشهر شعراء الغرب مثل اكتافيو باث وغيره، وغير مجموعة شعرية منها: (بورتريه لرجل من معدن)، (نصف تفاحة)، (تلك المدن).
الترجمة تمرين آخر على الكتابة وأنت من أكثر المنشغلين بالشعر قراءة وترجمة، فضلا عن ترجمتك لعدد من الروايات العالمية، وعملك الصحافي في صحيفة ‘السفير’ اللبنانية. أيّ من أولئك (شخوص اسكندر حبش) الأقرب إليك ولماذا؟
لا أخفي عليك يا صديقتي، بدأت أخشى هذا السؤال، إذ أجده حاضرا عند كثيرين في الفترة الأخيرة. وكأنّ فيه (هذا ما بدأت أشعر به) إشارة إلى أنني أرتكب حماقات لا أنتبه لها (عسى أن لا تكون كذلك). لأقل بداية، بما أنني لا استطيع كتابة الشعر كلّ يوم، أجدني أنحو إلى الترجمة الشعرية وكأنني أستعيض بها عن نص خاص لا يأتيني بسهولة تماما كما يقول الشاعر يوسف عبد العزيز ‘في الأربعين تصبح القصيدة صعبة’. لم تكن الترجمة بالنسبة إليّ، سوى تمرين آخر على الكتابة، إذ غالبا ما يجعلني النص الذي أترجمه أتواجه مع لغتي ومع فضاءاتي. وهذه الترجمة تأتي أساسا عبر القراءات التي أجدها أساسيّة، أيّ لا يستطيع المرء أن يعزل نفسه ويبتعد عن القراءة، برأيي، عليه أن يتابع وأن يرى ماذا يحدث من حوله. في أيّ حال، غالبا ما أعلنت أني جئت إلى الكتابة عبر القراءة، أي القراءة هي التي دفعتني لأن أبني في موازاتها عمارة أخرى من كلماتي الخاصة. من هنا أنا مدين لكثير من الكتّاب الذين وجدت عندهم توائم لهذه الروح. من هنا لا أجد ‘انشغالاتي’ طارئة، بل هي في قلب هذه الحياة البسيطة التي ارتضيتها وهي تتألف من القراءة والكتابة والترجمة…
كلّ هذه ‘الشخوص’ تُشكل في النهاية شخصا واحدا هو أنا، وسأستعيد ما قلته يوما: لو نظرنا إلى تجربة الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا لوجدنا أنه كتب بأسماء مختلفة، شعرا مختلفا، حيث كان كل اسم يشكل شخصية مستقلة عن الأخرى. رأى البعض أن بيسوا عرف كيف ينسج أقنعته المتعددة في ذلك (وعلى فكرة كلمة بيسوا بالبرتغالية تأتي من اللاتينية ‘برسونا’ أي القناع الذي كان يستعمل في المسرح القديم). ربما لم أنجح في الوصول إلى هذه ‘اللعبة’ من الأقنعة، إذ ما فعلته هو وقوفي ‘على الخشبة’ بقناع واحد هو اسمي، إلا أنني لعبت أدوارا مختلفة، أقصد كتبت أشكالا مختلفة باسم واحد هو اسكندر حبش.
نحلم بأن نتفرغ للشعر
كيف تفصل بين أجواء عملك الإبداعي والمهني؟ وأيّ أسلوب تنتهج لتعطي وتبتكر في غير مجال إبداعي؟
لا أعرف إذا كان في الأمر ‘فصام’ ما، إلا أنني تعودت على ‘المهنة’، على الأقل هي تأتي عبر الكتابة. لم أعرف القيام بأيّ شيء آخر في حياتي (وإن كنت أحلم بأن أكون ‘ساقيا في حانة’)، من هنا كانت الصحافة الأقرب إلى ما أرغب فيه، أيّ الأقرب إلى الكتابة. ولا أخفيك أنه في كثير من الأحيان تتداخل الأمور ببعضها بعضاً، بمعنى أكون منشغلا في كتابة مقالة ما فتأتي ‘جملة طائرة’ لتوقفني، إلا أنني أجدني مضطرا إلى تأجيلها لإنهاء عملي. كلّنا نحلم بأن لا نكتب سوى الشعر وأن نتفرغ له، لكنها أمنية مستحيلة لغاية الآن. وبانتظار أن تتحقق ليس علينا سوى المضي قُدما فيما نحن عليه.
بالمناسبة، وأنت مشارك في الملتقى الشعري لمهرجان الأردن، ما الذي تقدمه الملتقيات الشعرية للشاعر والصحافي على حد سواء؟
قبل أن أتحدث عن مهرجان الأردن هذا، أريد أن أشير إلى شيء ما: ثمة مهرجانات تبدو وكأنها مجزرة بحق الشعر، هذا ما وجدته مثلا في عكاظية الشعر الثالثة التي دارت في الجزائر منذ فترة. هل تتخيلين أن في كل ‘أمسية’ (أو قراءة) كان هناك العشرات من الشعراء؟ كيف تريدين أن تقرئي في سياق كهذا، ولكن هذا لا يمنع أنه على هامش العكاظية كانت ثمة لقاءات مع أصدقاء وشعراء بدت مفيدة على كافة الصعد: الثقافية والإنسانية. ربما من هنا أقول إن المهرجانات على الأقل بالنسبة إليّ هي فرصة للقاء بعض الأصدقاء والاستماع إلى بعض الأصوات الجديدة التي تكون مشاركة في هذا المهرجان أو ذاك، إذ توقفتُ عن الاعتقاد منذ زمن بعيد أن المهرجانات قد تُغير تاريخ الشعر وما شابه. هذه أحلام بائدة ولا معنى لها. في مهرجان الأردن الأخير كانت هناك العديد من الأصوات المتميزة التي تعنيني على الأقل. كما أن هناك صداقات جديدة بدأت بالتكون. ومع ذلك كله لأقل إن ثمة ضرورة في المهرجانات الشعرية إذ تتيح لنا اللقاء ببعضنا بعضاً بعد أن أصبحت غالبية الأبواب والنوافذ مقفلة في وجوهنا.
هل للأمسيات قصائد أنسب من غيرها؟ كيف تختار ما تقرأ فيها؟ وأنت قدمت في حضرة قلعة عجلون قصيدة عنوانها ‘دنيا’ ومهداة لابنتك دنيا؟
ربما، لا أعرف. سأقول إني متصالح مع نفسي: هذا هو النص الذي أكتبه وهذا هو النص الذي أقرأه. لا أخفيك أمرا، في مهرجان ‘شعر في مسرح’ الذي أقيم في الأردن في شهر آذار (مارس) الماضي، ترددت قليلا قبل أن أقرر ماذا أقرأ، إذ رغبت منذ البداية أن ألقي نصا طويلا بعنوان ‘لا شيء أكثر من هذا الثلج’. لكني للحظة ظننت أن الجمهور قد لا يتابعه لطوله على الأقل. ففكرت بأن استبدله بنصوص أخرى قصيرة. لكني عدت وقرأته في النهاية وفوجئت بأن الجميع أصغوا إليه بمحبة.
وقبل القراءة في ‘حضرة قلعة عجلون’، كنّا قرأنا في مدينة الزرقاء. لوهلة ترددت في قراءة نصوصي، إلا أنني عدت وقرأت ما كنت أريده والمفاجأة أن الجمهور عاد وطلب منا في نهاية الأمسية أن نقرأ مجددا (مع قاسم حداد ولينا الطيبي ومحمد الضمرة). وفي عجلون قرأت ما أريد أيضا وكان الاستقبال جيدا.
أعتقد فعلا أن المشكلة فينا، إذ نظن أن الجمهور غير قادر دوما على الاستماع وعلى الفهم. هناك كثيرون ممن يدخلون معك في القراءة، وهذا يكفي، بل هذا أمر مشجع على أن يستمر المرء في كتابة ما يريد. بالأحرى لا يستطيع إلا أن يكتب قصيدته والبقية تأتي… قصيدتي عن ابنتي دنيا، وهي بعنوان ‘ألوان سبعة’، هي قصيدة من القصائد التي كتبتها، وبالتأكيد لها مكانة خاصة عندي تنبع من خاصية ‘بطلتها’. كلّما كنت بعيدا عنها أشتاق إليها، ربما في قراءتها أستعيض عن هذا الاشتياق.
لكل شاعر/ كاتب قضية ما. فما قضية الشاعر اسكندر حبش؟
بالتأكيد، أنا مقتنع أن ليس بوسع قصيدتي أن تُغيّر العالم. ولا أن تُحرر بلدا محتلا. أما إذ كنت تقصدين أمرا آخر من السؤال، فدعيني أقول إن قضيتي الشعرية هي قضيتي كإنسان أولا وأخيرا. لكني لا أقصد أن ليس بوسع الشعر التطرق إلى ‘قضايا’ والحديث عنها، لأن هذه القضايا هي أيضا قضايا إنسانية. في أحيان كثيرة نُحمّل الشعر أكثر مما يستطيع، إذ أن الكتابة بحد ذاتها هي قضية كبرى، وقد تكون الأهم من وجهة نظري..
غالبا ما تغيب مفردة المكان عن قصيدة اسكندر حبش. فهل القصيدة ‘مكان’ من نوع خاص؟
على الرغم من أن مجموعة ‘تلك المدن’ كانت تحمل في طيّاتها أسماء أماكن مثل ‘القدس’ و’بيروت’ و’حيفا’ و’روما’، إلا أنني أظن أن كتابتي تنحو إلى تفاصيل داخلية وإلى تأملات ذاتية أكثر من كونها تحاول رسم أطر مدن وأمكنة، ربما لأني لست ماهرا في ‘علم الطوبوغرافيا’. من جهة ثانية ربما كان الحق معك، القصيدة هي مكاننا الذي نأوي إليه بعد أن فقدنا كل الأمكنة التي يمكن لها أن تحوينا.
أهو الحنين للشعر؟ وهل تعتقد أن الشعر هو ابن الحلم، أو ابن الشتات؟
بالنسبة إليّ الشعر هو ابن كل شيء، يستطيع أن يختصر كل الأمور. عندما أكتب لا أفكر إلا بالكتابة التي تنبع من شتى الجهات. لا أذكر من قال إن القصيدة هي حنيننا إلى عالم آخر. ربما في هذه الجملة جواب ما عن سؤالك.
أصدرت ثلة من المجموعات الشعرية، وسؤالي كيف تختار عناوينها اللافتة، وهي غالبا ما تحمل وقفا ما، أو حكمة بطريقة ما، كما في ‘بورتريه لرجل من معدن’، ‘نقطة من ليل’ و’لا أمل لي بهذا الصمت’، وغيرها؟
غالبا ما يتحدث الكتاب عن صعوبة إيجاد عنوان لكتبهم. أعتقد أنهم لا يبالغون في ذلك. غالبا ما يأتيني العنوان عن طريق الصُدفة. أحيانا أبحث كثيرا ولا أجده وفجأة يبدو حاضرا أمامي. ومع ذلك لا أعرف إن كانت عناويني جيدة. في أي حال شكرا لأنك تجدينها لافتة.
على سيرة الصمت، كيف ترى إلى صمت النقاد العرب حيال ما يجري على الساحة الإبداعية العربية من استسهال وادعاء وجرأة في اقتراف ‘الأدب’!؟
سؤالك ينبع من المشكلة الأزلية التي نطرحها دوما وهي هل أن النقاد العرب يواكبون الكتابات الجديدة؟ أعتقد أنه السؤال الأساسي. في أيّ حال، قال، فيما مضى، الناقد الفرنسي الكبير جورج دوهاميل إن النقد هو مهمة على هامش الأدب. الأهم هو النص. ولا يعني ذلك أن جميع النصوص التي تُكتب اليوم هي نصوص كبيرة، بل ثمة الكثير من الادعاء كما تقولين. والأهم بالنسبة إليّ، أنني حين أقرأ أجد أن الكثير من النصوص تشبه بعضها، وكأنها مكتوبة من قبل شخص واحد. لم يعد أحد يرغب في التفتيش عن لغة خاصة به، عن فضاء كتابي لا يشبه أيّ فضاء آخر، وأعتقد أن المشكلة الفعلية تكمن هنا.
هذا الشقاء الناعم!
ماذا يعني ‘أن تكون شاعراً؟’ و’لِم الكتابة؟’، سؤال استعير به عناوين لكتب قمت بترجمتها؟
ما دمت ذكرت عنوان كتاب الشاعر التشيكي ياروسلاف سيفيرت ‘أن تكون شاعرا’ فسأستعير منه هذه الجملة التي نقلها عن شاعر آخر هو فاتسلاف شولك، ووضعها بمثابة مفتتح لديوانه هذا، يقول ‘وهبني القدر هذا الشقاء الناعم/ أن أكون شاعرا…’. أظن أن في الجملة ما يجيب أيضا على تساؤل بول اوستر ‘لِمَ الكتابة؟’.
وأنت ابن التجربة اللبنانية ـ كما أظن- كيف هي حال القصيدة الآن في لبنان، وهو البلد الذي أفرز أسماء شعرية لامعة ذات يوم؟
أظن أني ابن التجربة اللبنانية، لكني لم أتوقف عندها، بل ثمة العديد من الشعراء، (من العرب والأجانب)، لعبوا دورا في تشكيل ذائقتي الشعرية. كان الشعر اللبناني بالنسبة إليّ محاولة للانتماء إلى مكان إذا جاز التعبير وأنا المولود من هجرات متعددة. الشعر أيضا بهذا المعنى يشكل وطنا نأوي إليه ونعيش فيه. لكن هذا المكان اللبناني لم يكن لبنانيا صرفا، بل هو مصنوع من عوالم عديدة. ربما هذا اللبنان المتعدد هو الذي يشدني أكثر من غيره، هذا اللبنان الذي يستطيع أحيانا أن يستوعب الاختلافات المتفرقة لا لبنان المنعزل على نفسه.
أما بالنسبة إلى الشق الآخر من السؤال، فسأقول إن لبنان لا يزال يفرز العديد من الأصوات المميزة، لكن علينا الانتباه، لم يعد وحده، أي لم يعد المركز الوحيد مثلما تبدى في فترة زمنية معينة. الساحة الشعرية العربية تُفرز اليوم أصواتا جميلة، وبهذا المعنى انتفت مقولة الأطراف والمركز، (وفق ما كانت تُسمى). من هنا أصبحت الأنظار تلتفت إلى أكثر من موقع، أي لم تعد تنظر إلى لبنان فقط. لن أقول فقد دوره، بل ثمة مواقع أخرى بدأت تشاركه في هذا الموقع.
لا أترجم إلا الأشياء التي أحبها
لماذا تنحو نحو ترجمة الراوية؟ هل هو الهروب من الشعر الذي لم يعد رائجا على صعيد القراءة لدى هذا الجيل؟ أم هو استجابة لواقع بات يتجه نحو الرواية التي باتت وكأنها دفتر ‘العالم الجديد’؟
لم أهرب من الشعر ولا من ترجمته، ما زلت أنشر الترجمات الشعرية، إما في كتب، أو في ملحق السفير الثقافي حيث أواظب على ذلك بشكل مستمر. أما الترجمات الروائية، فهي تشكل أيضا جزءا من عوالمي المتعددة، وكما قلت سابقا، الترجمة بالنسبة إلي هي أيضا كتابة. ربما لم أنجح في أن أكون روائيا، فعملت على نقل بعض الروايات إلى العربية. ولا أخفيك اني لا أترجم إلا الأشياء التي أحبها، أو التي تطرح علي العديد من الأسئلة والأفكار المختلفة.
أقرأ ‘رسائل من مصر’
بعيدا عمّا تقرأ لدوافع مهنية صحافية بحتة، أو لدواعي الترجمة، ماذا يقرأ اسكندر حبش الآن؟
أعتقد أن سؤالك يشير إلى مواجع كثيرة. هناك العديد من الكتب التي أرغب في قراءتها لكن المهنة الصحافية وما تتطلبه من متابعة تحتم عليّ أحيانا أن أقرأ ما يصدر حديثا، ومع ذلك أحاول بين ‘هامشين’ أن أعود وأقرأ ما أرغب فيه بعيدا عن أي دوافع مهنية. ما أقرأه حاليا وبعيدا عن أي دافع تشيرين إليه كتاب ‘رسائل من مصر’ للكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير.
كثيرا ما قدمت ترجمات لكتاب ـ غير معروفين – ومنها كتابك ‘حكاية الحكايات’، ما حكايتك مع هذا الكتاب؟
أنا قارئ بالدرجة الأولى وأحب أن أبحث عن أشياء بعيدة عن الأضواء إذا جاز التعبير. ومن خلال تفتيشي المستمر أقع على كاتب غير معروف عندنا، فأحاول أن أقدمه من خلال الكتابة عنه وعن كتبه. هذه المقالات التي نشرتها في السفير، عدت واخترت بعضا منها ونشرتها في كتاب حمل عنوان ‘حكاية الحكايات’.
هي محاولة للإطلالة على عوالم مختلفة وعلى أسماء بعيدة عن التداول عندنا، ولكن أيضا في الكتاب الكثير من الروائيين المعروفين.
فضائي الخاص ولغتي الخاصة
‘يكتب اسكندر حبش قصيدته بطريقة معينة. ويقترح على القارئ أن يحذو حذوه، فيقرأها بالطريقة التي كُتبت بها’. هكذا يصف أحد النقاد قصيدتك. هل لنا أن نتعرف على طقس صاحب ‘بورتريه لرجل من معدن’ في الكتابة؟
أعتقد أن حسين بن حمزة، حين كتب هذه الجملة عن مجموعتي الأخيرة ‘الذين غادروا’ ـ أقول الأخيرة لأن كتاب ‘لا أمل لي بهذا الصمت’، ليس سوى إعادة طبع للمجموعات الأربع الأولى التي كنت نشرتها ما بين 1988 و 2003 ـ كان يقصد أني أبني فضائي الخاص ولغتي الخاصة.
هذا ما يشدني أكثر من غيره، ليس المهم أن أجد عند شاعر آخر قصيدة جميلة أو غير جميلة، القضية بالنسبة إلي لا تتوقف هنا، إذ وكما أشرت سابقا، المهم عندي أن أجد أنه يملك لغة خاصة به وفضاء خاصا به، أي أن أجد عالما مختلفا.
قلت لي في حوار سابق أجريته معك: ‘وصل إلي مفتاح البيت بصفتي أكبر اخوتي، ولدي حلم، بأن أعود ذات يوم، وان افتح باب منزل بيت جدي بالمفتاح عينه’. هل تغير حلمك؟ وما هو حلمك الآن؟
لا يزال حلم أن أرى مسرح طفولة أبي قائما بالتأكيد. لكنه ليس الوحيد بالطبع. إننا كائنات ‘حُلمية’ بامتياز.
القدس العربي