معارض سوري بارز: إنهاء القطيعة بين النظام والإخوان مطلب وطني وباب الحوار لم يغلق
أعرب معارض سوري بارز عن أسفه للتصريحات التي أدلى بها وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد بشأن الموقف من الإخوان، ووصفها بـ “السلبية”، ودعا الإخوان إلى عدم الاكتراث لها والتمسك بمبدأ الحوار والصبر عليه حتى النهاية.
وأكد الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي في سورية، والأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي المحامي حسن عبد العظيم، أن تصريحات الوزير السوري التي أعاد التذكير فيها بموقف النظام الرافض للاعتراف أو الحوار مع الإخوان وقلل فيها من أهمية موقفهم بشأن تعليقهم لأنشطتهم المعارضة، تمثل موقفا رسميا للدولة لكنه ليس نهائيا، وقال: “نحن هنا في سورية لا يمكن لأي وزير أيا كان موقعه أن يصرح في الشأن السياسي إلا إذا كان قد أخذ الضوء الأخضر من الجهات الرسمية، وعليه فتصريحات وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، تعكس في جانب منها موقف الدولة من الإخوان، لكنه ليس موقفا نهائيا، إذ لو كان الأمر يتعلق بموقف نهائي للدولة لكان صدر عن الرئيس بشار الأسد أو الفيادة السياسية ممثلة في القيادة القطرية أو عن رئيس مجلس الوزراء”.
وأشار عبد العظيم إلى أن حديث وزير الأوقاف عن عدم اعتراف الدولة بتنظيم الإخوان على خلفية استخدامهم للدين كوسيلة للوصول إلى الحكم، فيه كثير من التجني على الإخوان، وقال: “الإخوان هم جزء من الشعب السوري من دون شك، وقد أبدوا استعدادهم لمراجعة الاسم وتغييره إن لزم الأمر إذا صدر قانون للأحزاب ينظم الحياة السياسية، وقد غيروا كثيرا من أفكارهم وآرائهم، ولذلك أعتقد أنه من الضروري أن يصل الحوار معهم إلى نتيجة وأن يعودوا إلى وطنهم سورية، ولا خوف منهم على الدولة التي تمتلك من الامكانيات الأمنية ما يجعلها قادرة على التحكم في كافة تحركاتهم، وهذا أفضل بكثير من تركهم مشردين في الخارجين على نحو يجعلهم عرضة لاختراقات عديدة”.
وانتقد عبد العظيم تصريحات وزير الأوقاف السوري ووصفها بـ “السلبية” ودعا الإخوان إلى عدم الالتفات لها والتمسك بقنوات الحوار القائمة مع النظام، وقال: “هذه التصريحات سلبية ولا تفيد الوحدة الوطنية ولا تفيد إنهاء أحد ملفات أزمة الثمانينات ولا سيما منها القانون 49 والعلاقة مع الإخوان، ورسالتي للإخوان أن يصروا على استمرار الحوار من خلال الوساطات القائمة، التركية والإخوانية، ورسالتي للقيادة السياسية بأنه آن الأوان لترتيب أوراق البيت الداخلي ومنها إعادة النظر في العلاقة مع الإخوان، وهذا شيء مهم لتعزيز الجبهة الداخلية لا سيما بعد مجيء بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم في إسرائيل”، على حد تعبيره.
وكان وزير الأوقاف السوري عبد الستار السيد قد شن هجوماً على جماعة “الإخوان المسلمين” السورية المعارضة المحظورة، وأعاد تكرار اتهامها بـ “ارتكاب أعمال إرهابية والاعتداء على الدماء والأنفس، وأنها “أرادت فرض رأيها فرضا على المجتمع السوري”.
ونفى وزير الأوقاف في تصريحات لإذاعة “بي بي سي” البريطانية ونقلتها المواقع الالكترونية السورية أن تكون مشكلة الإخوان مع النظام السوري مشكلة “حرية رأي”، وقال بأنه “لا يوجد في سورية من يمكن أن يرضى بحكم الإخوان أو برنامجهم السياسي”.
وحول قرار “الإخوان المسلمين” في سورية تعليق نشاطاتهم المعارضة للنظام في فترة العدوان الإسرائيلي العسكري على قطاع غزة المحاصر، رفض السيد التعليق على الأمر، قائلا بأنه “لايعني له شيئا”، وإن عدم استجابة السلطة في دمشق لهذه “البادرة” حتى الآن ترجع إلى كون تلك المسألة أمر “يتعلق بإلإخوان أنفسهم”، مكررا أن “تنظيم الإخوان المسلمين لن يقبل به في سورية على الإطلاق”، على حد تعبيره.
وعلقت جماعة الإخوان المسلمين السورية المحظورة نشاطاتها المعارضة ضد نظام دمشق إبان العدوان الإسرائيلي على غزة اوائل العام الحالي، الأمر الذي لقي في حينه انتقادات حادة من شريكها في “جبهة الخلاص” المعارضة خارج البلاد نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام، وهو ذات الموقف الذي أعاد مجلس شورى الإخوان تأكيده مؤخرا ودعوته لطي صفحة الخلافات بين الإخوان ونظام الحكم إلى غير رجعة.
وراجت أنباء في الفترة الأخيرة حول وجود لجنة حكومية تحضر لإلغاء القانون رقم 49 والذي يقضي بالإعدام على منتسبي التنظيم، في سياق تهيئة المناخ لمصالحة تاريخية بين الإخوان والنظام في سورية، لكن لم تصدر أي تصريحات رسمية بهذا الشأن لا من الإخوان ولا من النظام.
قدس برس
محبة الوطن تدفع المرء أحيانا الى اتخاذ خطوات خاطئة في السياسة، وهكذا حال الاخوان وغير الاخوان