صفحات سورية

أهمية الورقة السورية

null
طارق الحميد
لا يهم إذا كان دخول فرنسا على العملية السلمية، وتحديدا السلام السوري الإسرائيلي، عقابا لتركيا أو لا، المهم هو المضي في عملية السلام، وإنجاز السلام بين دمشق وتل أبيب، وهذا أمر سبق أن كتبنا عنه مراراً، وليس الهدف تجاهل المسار الفلسطيني، بل إن سلاماً بين سوريا وإسرائيل سيعزز من فرص السلام الفلسطيني الإسرائيلي.
أهمية السلام بين سوريا وإسرائيل تكمن في عدة نقاط، تصب في مصلحة المنطقة، وعملية السلام برمتها؛ أولاها استعادة الجولان مما سيعزز مصداقية العملية السلمية، ويجعل لدمشق دوراً إيجابياً في المنطقة، لأنها ستكون حريصة على دعم الاستقرار بكل مكان، وبطرق عملية، وليس بالشعارات.
وهذا يعني كسب سوريا ووضعها مع مصر والأردن في مسار واحد تربطه المصالح، فهي دول المواجهة، وستكون أيضا دول السلام، مدعومة بدول التضامن، أو قل العقلانية السياسية، أي دول الخليج، وعلى رأسها السعودية بما تمثله من ثقل ومكانة صاحبة مبادرة السلام العربية.
كما أن إنجاز السلام السوري الإسرائيلي سيسهل ترسيم الحدود السورية اللبنانية، مما ينهي إشكالية مرجعية المناطق التي تحتلها إسرائيل بلبنان، وبالتالي فعند انسحاب الإسرائيليين من تلك المواقع تكون حجة سلاح حزب الله قد نزعت، وهذا أمر في غاية الأهمية.
هذا يعني انتزاع فتيل أزمة، بل قل قنبلة، على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كما أنه يعني إزالة معوق رئيسي من معوقات السلم الاجتماعي، والاستقرار، في لبنان، فحينها سيكون من مصلحة دمشق استقرار لبنان وإبعاده عن المناورات الإقليمية، خصوصا أن لدى سوريا سلاماً منجزاً تريد أن تحافظ عليه، ويكفي أن دمشق نجحت في الحفاظ على الهدنة مع إسرائيل طوال ثلاثين عاما، فمن باب أولى أنها ستحافظ على السلام أيضاً، وهذا يصب بمصلحة المنطقة، واستقرارها.
يبقى أمر آخر وهو القضية الفلسطينية؛ ففي حال إنجاز السلام بين دمشق وتل أبيب، ستكون المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية من مصلحة دمشق، بل ومن أجل أمنها القومي، وحينها سنرى إن كان لدمشق دور مؤثر على حماس، أم أن خالد مشعل سيغادر للإقامة في طهران، ووقتها تحسم الأمور، فإن ذهب مشعل لإيران سيكون قد أحرق كروته العربية، أو أنه سيعود للبيت الفلسطيني، وحينها تنطلق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأخيرا يبقى الملف الإيراني، والتدخلات بالمنطقة، وفوائد السلام السوري الإسرائيلي أنه سيخرج دمشق من المنطقة الضبابية، لأن مصلحتها ستكون في دعم الاستقرار بالمنطقة، من لبنان إلى العراق، وحينها سيكون لزاماً على السوريين أخذ مواقف واضحة، وهو أمر صعب فعله اليوم، ولا تلام دمشق على ذلك.
النقطة الأخيرة هنا هي أنه من أجل إنجاز السلام السوري الإسرائيلي، فمع الاحترام للدور الفرنسي، فإن الأقدر على ذلك هو واشنطن وليس باريس، وإذا أراد أوباما إنجاز سلام حقيقي في المنطقة فعليه أن يبدأ من سوريا، وعلى واشنطن أن تباشر هذا الأمر بنفسها، فمن هناك ستكر السبحة كما يقال.
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عزيزي السيد طارق الحميد
    لن يكون هناك أي سلام و رجوع للجولان ” لا تسن سنانك ” لكون السلام يعني للعصابة كالتالي :

    إلغاء حالة الطوارىء والأحكام العرفية و معها محاكم قراقوش العسكرية
    إعادة النازحين او ” المقلعين ” وتعويضهم لبناء بيوتهم المهدمة وإعادة بناء كل المرافق الحيوية والعصابة ” مفلسة ”
    نصيريي النظام لا يريدوا إرجاع دروز الجولان للوطن الأم لخوفهم منهم
    إطلاق الحريات المكبوتة منذ 1963
    أتعتقد ان العصابة تستطيع الصمود شهر واحد بدون : حالة الطوارىء , الأحكام العرفية , المخابرات , والمحاكم العسكرية , الإفراج عن المعتقلين السياسيين والسماح بعودة المنفيين … يعني ” ده كلام …! ”
    أليس من الأفضل لزبانية العصابة ” ضب شناتيهم ” والإنقلاع من سوريا الحرة , أترك لك تخيل باقي السيناريو , كل مافي الأمر الطنطنة لموضوع السلام هو كسب لمزيد من الوقت لا أكثر ولا أقل وإرضاء لساركوزي فرنسا , وتوتة توتة خلصت الحتوتة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى