معارض سوري بارز: نحن مع تسوية تعيد الجولان كاملاً بلا شروط كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة
حذّر سياسي سوري معارض من أن يكون الإعلان عن انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين السوري والإسرائيلي مقدمة لصفقة بين دمشق وتل أبيب يكون ثمنها رأس المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، وتكون بذلك جسراً لسيطرة أمريكية ـ إسرائيلية مطلقة على المنطقة.
وأعرب الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي في سورية، والأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، المحامي حسن عبد العظيم، في تصريحات خاصة لـ “قدس برس”، عن خشيته من أن يكون الحديث عن التسوية بين سورية والدولة العبرية ليس إلاّ من أجل تخلي سورية عن علاقتها بإيران وبالمقاومة. وقال عبد العظيم “الشرط الإسرائيلي والأمريكي لإبرام تسوية مع سورية هو التخلي عن العلاقة مع إيران وحزب الله وحركة حماس، وإذا حصل هذا فهو انتحار للنظام السوري، لأنّ إسرائيل وأمريكا إذا أقدمتا على أي تنازلات فإنما ذلك بفضل المقاومة التي كانت أوراق قوة لسورية في غياب الدعم العربي لها”. وتابع السياسي قوله “أخشى ما أخشاه أن تكون اللعبة من أجل تخلي سورية عن تسهيلات تقدم للمقاومة سواء لحزب الله أو المقاومة الفلسطينية من أجل حشد الدول العربية في مواجهة إيران”، على حد تحذيره.
وأشار عبد العظيم إلى أنّ المؤشرات المتوفرة حتى الآن عن طبيعة المحادثات السورية ـ الإسرائيلية تشير إلى رغبة أمريكية في حرف الصراع الموجود في المنطقة من كونه صراعاً عربياً ـ إسرائيلياً إلى صراع عربي ـ إيراني، وقال “ما يجري هو محاولة لحشد التأييد العربي في مواجهة إيران، وإيران لها دور سيئ في العراق لكن لها دور إيجابي في لبنان وفلسطين، ونحن نطالب إيران بالتخلي عن دورها السيئ في العراق، وإذا انضمت سورية إلى محور دول الاعتدال بتوقيع اتفاقية تسوية مع إسرائيل تكون اللعبة وقتها قد اتضحت بأنها ليست إلاّ لمواجهة إيران ووبالاً على الأمة العربية بالكامل“.
واستبعد عبد العظيم إمكانية التوصل إلى إنجاز سياسي حقيقي يتصل بتسوية سورية ـ إسرائيلية في وقت قريب، وقال “النظام السوري يحاول أن يقول الآن إنه لا يرى مانعاً من أن يوقع على اتفاقية سلام مع إسرائيل إذا انسحبت من الجولان كاملة ودون التخلي عن علاقته بإيران والمقاومة، إذا وقفت الأمور عند هذا الحد فنحن لا نرى بأسا في ذلك، أما إذا كان الصفقة من أجل حشد عربي لمواجهة إيران وعلى حساب المقاومة تكون بذلك صفقة خطيرة ومقدمة لسيطرة أمريكية إسرائيلية على المنطقة”. وتابع عبد العظيم “الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، وعمّا إذا كانت ستنسحب من الجولان في إطار المبادرة العربية للسلام وفي إطار المطالب السورية لاستعادة الجولان، وإلى الآن لا يمكن بناء تفاؤل حقيقي على صعيد التسوية إلاّ أن يكون التحوّل قد حصل عند الإسرائيليين، وهو تحوّل يقتضي الانسحاب من الجولان ومن مزارع شبعا والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967، وقتها يمكن الحديث عن تسوية عربية ـ إسرائيلية”، كما قال.
وأوضح عبد العظيم أنّ من شأن هذه المفاوضات غير المباشرة بين السوريين والإسرائيليين أن تفك عزلة النظام السوري الدولية والعربية، وقال “لقد كان النظام السوري يطالب دائماً بالحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويدعو واشنطن إلى تغيير سياساتها تجاهه، وقد تعاون معها في الحرب على الإرهاب وفي مسألة ضبط الحدود مع العراق، واستقبل الحكومة العراقية التي شُكِّلت تحت الاحتلال، والآن لدى النظام السوري هدفان: الأول استرداد الجولان كاملاً، وهو هدف غير ممكن أن يتحقق من خلال الحرب ولا من خلال المقاومة وإنما عبر المفاوضات، والهدف الثاني ضمان استمراره في الاستئثار بالحكم، وإذا تمكن من ابرام الاتفاقية فإنّ ذلك سيؤدي إلى فك عزلته الدولية والعربية لأنه سيتحول إلى محور الاعتدال، ووقتها لن يكون للمقاومة أي دور لا في لبنان ولا في فلسطين”، كما قال.
وأكد عبد العظيم أنهم لا يعارضون التوصل إلى اتفاق يعيد الجولان، ونفى أن يكون أي اتفاق سوري ـ إسرائيلي سيأتي على حساب المعارضة. وقال السياسي المعارض “نحن في التجمع وفي الحزب الاشتراكي نريد استرداد الجولان، لكن شرطنا عدم التفريط بأي شبر من أرضنا وأن لا تكون الشرط المفروضة على سورية مقابل التسوية على غرار كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة”. وأضاف عبد العظيم “أمّا عن انعكاس ذلك علينا؛ فنحن لم نراهن على العامل الخارجي لأننا ندرك تماما أنّ أمريكا ليست في وارد تغيير النظام وإنما هي تريد تغيير سياسات النظام، ولم نكن نراهن على أمريكا لأنها (الدول الكبرى) ليست جمعيات خيرية وإنما هي دول لها مصالح، وكنا عندما نتحدث عن التغيير نرفض تغيير النظام بعدوان خارجي، ونرى بأن التغيير الديمقراطي هي مهمة المعارضة الوطنية”، على حد تعبيره
“قدس برس“