صفحات سورية

سلسلة غزة البشرية … تهدّد دولة إسرائيل

null

تلامذة وطلاب جامعيون ونساء، شكلوا في غزة امس سلسلة بشرية ضمت الآلاف من الفلسطينيين، رفضا للحصار الذي تفرضه اسرائيل، التي اصابها الذعر فنشرت الآلاف من الجنود الاضافيين على الحدود مع القطاع، وعبرت عن خشيتها من «اجتياح» فلسطيني لأراضي الـ,48 على غرار اسقاط السياج الحدودي مع مصر الشهر الماضي، ودفعت احد السياسيين الاسرائيليين الى توقع «نهاية دولة اسرائيل».

وتشكلت السلسلة البشرية، التي دعت اليها «اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار»، وهي مجموعة سياسية مستقلة يترأسها النائب الفلسطيني جمال الخضري، عند محور صلاح الدين الذي يعبر القطاع من رفح جنوبا الى بيت حانون (ايريز) شمالا، على مسافة نحو 40 كيلومترا.

وقرب بيت حانون، على بعد حوالى ستة كيلومترات من الحدود مع اسرائيل، شكل حوالى خمسة آلاف شخص، بينهم تلامذة وطلاب جامعيون خصوصا، سلسلة بشرية وسط تحليق للطيران الاسرائيلي، وتحت مطر غزير، رافعين لافتات باللغتين العربية والانكليزية كتب عليها «أغيثوا المرضى أغيثوا غزة» و«حكمتَ ايها العالم بقتل غزة» و«ارفعوا عنا الحصار» و«حصاركم لن يكسر ارادتنا» و«اين حكام العرب والمسلمين، اغيثوا غزة». وردد المشاركون هتافات تقول «اين العرب اين المسلمون».

وبعد انتهاء المسيرة، سار حوالى ألفي شخص من انصار حماس باتجاه حاجز فلسطيني يبعد كيلومترات عن معبر بيت حانون، غير ان الشرطة التابعة للحركة قطعت الطريق الرئيسية المؤدية الى ايريز وطالبت هؤلاء بالتقيد بالقانون. غير ان حوالى 50 شابا اقتربوا من المعبر ورشقوا موقعا للجيش الاسرائيلي بالحجارة كما اشعلوا إطارات السيارات عند مدخل المعبر، فأقدم جنود الاحتلال على إطلاق النار في الهواء، ما ادى الى اصابة اثنين من الفتية، كما اعتقلوا الشبان الخمسين.

كذلك نظمت سلاسل بشرية متفرقة في بلدات متعددة في القطاع. وقال الخضري ان «هذه الفعالية سلمية وحضارية خرج فيها الناس ليعبروا عن موقفهم ضد الحصار والعقاب الجماعي والظلم… لم نخرق الحدود»، مضيفا «خرج معنا آلاف العشرات ليوجهوا للعالم رسالة لوقف الحصار، فهذه صرخة الشعب الفلسطيني الى المجتمع الدولي». واعتبر الخضري ان المسيرة كانت ناجحة، مشيرا الى ان المطر الغزير الذي هطل على جنوبي القطاع اثر في عدد المشاركين. وشدد على أن المشاركين تلقوا تعليمات بالبقاء على بعد كيلومتر واحد على الأقل من الحدود مع إسرائيل.

إسرائيل

وكانت اسرائيل قد نشرت خمسة آلاف جندي اضافي على الحدود مع غزة، تدعمهم بطاريات مدفعية وقناصة، كما اقامت حواجز في جنوبي اراضي الـ,48 حيث اعلنت اماكن عديدة مناطق عسكرية مغلقة، خشية ان يندفع الفلسطينيون الى داخل الخط الاخضر. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان هؤلاء الجنود تلقوا تعليمات بمنع تسلل فلسطينيين «عبر كل الوسائل».

وتصدرت السلسلة في غزة عناوين الصحف الاسرائيلية امس، محذرة من «اجتياح» فلسطيني وشيك! وقال النائب عن «حزب الاتحاد القومي» اليميني المتطرف آفي ايتام «من الواضح تماما انه سيكون بينهم اشخاص يحملون متفجرات، وآخرون مستعدون في أي وقت لتفجير السياج الحدودي»، مضيفا «ستكون هناك انفجارات، وجنود جرحى، وسيتدفق الحشد الى اراضينا». وتابع «اذا حصل ذلك، فستكون نهاية دولة اسرائيل».

من جهته، قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك «دولة اسرائيل لا تتدخل في حرية الفلسطينيين في تنظيم تجمعات أو احتجاجات في غزة، لكن الجيش الاسرائيلي سيدافع عن المعابر الحدودية ومسألة الخروج من غزة الى اسرائيل».

وكان نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلنائي قد قال «يجب ان تفهم حماس ان ثمة خطوطا ينبغي عدم تخطيها… إننا منتشرون ومستعدون وذلك لن يكون تكرارا لما حدث في ممر فيلادلفي قبل أسابيع»، مضيفا «سنلجأ لاجراءات نرى أنها ضرورية لمنع الناس من اقتحام الأراضي الإسرائيلية».

وكانت اسرائيل قد استبقت السلسلة البشرية بقتل المقاومين الثلاثة في «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس، حسام ابو هين وهاني ابو صلاح وثائر مصبّح، كما اصابت ثلاثة آخرين، في قصف على شرقي مدينة خان يونس وشرقي مدينة غزة،

وعثر في وقت لاحق على جثة المقاوم في «ألوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، مدحت عايش عواد، بعدما انسحب جيش الاحتلال من شرقي رفح جنوبي القطاع حيث توغل امس الاول.

أريحا

ربطت اريحا في الضفة الغربية بشبكة الكهرباء الاردنية، خلال حفل في المدينة حضره وزير الطاقة والثروة المعدنية الاردني خلدون قطيشات وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ممثلا الرئيس محمود عباس.

وكانت شركة كهرباء محافظة القدس، وهي شركة الكهرباء الفلسطينية الرئيسية، قد وقعت في تشرين الثاني 2006 اتفاقا بهذا الشأن مع شركة الكهرباء الاردنية، بلغت كلفته نحو عشرة ملايين دولار. ومول هذا المشروع خصوصا من قبل البنك الاسلامي للتنمية والنروج.

وقال عريقات «اليوم هو يوم تاريخي… اليوم عندما نفصل ارتباطنا الكهربائي مع اسرائيل التي أمدتنا على مدى 40 عاما متحكمة بنا، ونرتبط مع الشركة الوطنية الاردنية، التي هي جزء من المشروع العربي، هذه الخطوة كبيرة عملاقة على تنشيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي»

(ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى