بدء تجربة المسرح التفاعلي في المدارس السورية بموضوعات مستوحاة من واقع الطقل
دمشق – انتهت في دمشق المرحلة التجريبية من مشروع “المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية السورية”، بستة عروض مسرحية لاطفال بين التاسعة والسادسة عشرة من العمر تناولت موضوعات مستنبطة من معاناة الاولاد ومشكلاتهم النفسية والاجتماعية
تجربة المسرح التفاعلي في المدارس السورية
وقالت رنا يازجي مديرة المشروع الذي تشرف عليه ثلاث جهات هي “روافد” المشروع الثقافي لدى الامانة السورية للتنمية بالتعاون مع وزارة التربية وبتمويل من مؤسسة درسوس السويسرية، انه مشروع “يمضي باتجاهين فني وتربوي”.
واضافت ان الاتجاه الفني يهدف إلى تقوية العلاقة مع فن المسرح حيث “يؤثر ذلك على تقبل الناس للمسرح” بينما يستهدف الثاني “السلوك والعلاقة مع الآخر وتقبله من ناحية جنسه أو دينه”.
واضافت “انه ايضا لتحرير الطفل من الخوف والخجل وتطوير قدرته على المحاكمة”. وقالت يازجي ان المشروع “بدأ بمرحلة بناء الثقة بين المدربين والاولاد من خلال مجموعة من التمارين ثم اتى العرض في مرحلة لاحقة”.
واضافت ان “المرحلة الاهم هي كتابة النص التي تبدأ من اختيار الموضوع والشخصيات”. وتشرح “هنا تطلع قصص الأولاد وذكرياتهم وحكاياتهم الشخصية” وفي المرحلة الأخيرة يأتي العرض المسرحي.
ويندرج المشروع في اطار نشاط كثيف “للامانة السورية للتنمية” التي تركز في نشاطاتها على تنشيط المجتمع الأهلي وفعالياته. وهي تقول في بيانها الصحافي عن المشروع ان “مستقبل سورية يعتمد على افرادها لذلك تسعى الامانة السورية للتنمية الى تشجيع الافراد والمجتمعات المحلية لتغدو قوة ايجابية للتغيير”.
وتقول ديما أباظة احدى المدربات التي عملت بشكل مباشر مع الأولاد ان “هناك تمارين والعاب دفعت الأطفال الى التعبير والحكي الذي استنبطنا منه حكايات وتيمات أساسية”. وتضيف “راح الأطفال في البداية يقلدون اساتذتهم؛ سبابهم وشتائمهم، والتمييز بين الأولاد”.
وتلخص اباظة ابرز المشكلات ب”الخوف من المدرسة والخوف من الاهل في ما يخص الدراسة”. اما معاناة المدربين فكانت على مستويين “أولا خجل الأولاد وترددهم في المشاركة في الأنشطة”.
وتقول ان اهم مشكلات ظهرت لدى الاداريين اذ “استنكرت موجهة تربوية في المدرسة ان يظهر في المسرحية مدرس بيده عصا (لضرب الطلاب)” معتبرة انه “تشويه لصورة المدرس في الواقع”.
وتؤكد اباظة أن النتيجة كانت ان “الاولاد شاركوا بفعالية وتم كسر الخجل لديهم وبرزت شخصياتهم وقويت”، موضحة ان “الاولاد حكوا قصصهم، وكتبوا، وبدأوا بالتعبير عن أنفسهم”.
ونانسي (10 سنوات) “انطوائية جدا”، على حد تعبير والدتها التي قالت “حين رأيتها على المسرح لم اصدق انها ابنتي وانها ستقف على المسرح طوال عشرين دقيقة كاملة”.
واضافت “كنت مستعدة لان أفعل اي شيء لاخرجها من انطوائيتها فهي لا اخوات لها في المنزل ولا صديقات وكنت ادفعها لتصافح احدا او تتحدث اليه. اما الآن فقد اصبحت عبر ثلاثة اشهر فقط مختلفة كليا”.
اما فريق هذا البرنامج فيتكون من اكثر من عشرة مشاركين ترشحهم وزارة التربية وثلاثين خريجا من المعهد العالي للفنون المسرحية.
وقد تلقى هؤلاء ورشات تدريبية مكثفة ركزت على مجمل العاب وتمارين المسرح التفاعلي التي تؤدي الى خلق العلاقة التفاعلية، كما قد تؤدي إلى إنتاج مشاهد مسرحية أو كتابة حكايات.
وتعود الادارة الفنية للمشروع الى ماري الياس الخبيرة في المسرح التفاعلي والتي كان لها الدور الرئيسي في تطوير أدواته ومنهاجه في مجتمعات محلية عديدة.
والمشروع من ناحية اخرى قد يتيح فرص عمل جديدة لخريجي قسم الدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق الذين نادرا ما يجدون مكانا لهم في المسابقات الوظيفية الحكومية.
اما الآن فمن المتوقع ان تطلب وزارة التربية قسما من هؤلاء في إطار مشروع المسرح المدرسي الذي يأمل القائمون عليه تعميمه واستمراره. والبرنامج في مرحلته الاولى يمتد على مدى عامين يطبق في اكثر من عشر مدارس حكومية، ويفترض ان يشمل في نشاطه اكثر من 390 طفلا
الاربعاء 10 فبراير 2010
أ ف ب