حازم العظمةصفحات الشعر

عمود “سنكلكس”

null
حازم العظمة()

“عمود سَنكلَكس”
” مار تقلا ”
… و “عازار”
لم تَعُد هناكَ بعدُ

“ساحةُ السمك”
لم تَعُد ساحةَ السمكِ بعدُ

“مارجرجس”: الرمحُ والتنين
، “عَمريت” …
التي من طوابقٍ في الغيمِِ
… أبداً تتموه من غبشٍ أبيضَ
و ملحٍ

… الليلكي ُ، نبيذٌ بشراراتٍ ، أيلولُ مبكراً في آذارَ، يحتفون بالأنوثة في الشوارع العريضة ، أدراج بالوردي، خان الحيرِ ، خَبرة الوادي ، خناصر الرمان ، هِيتُ التي وراء حجرِ الفلاسفة ، أراكُ لصيقةَ الحَفنةِ ، لامعونَ يخففون المساء من نبيذٍ أبيضَ، مطر من نجوم، تفاحة آدم ، جدار بفراشات زرقاء ، التدحرج جانبياً على أوراق الموز ، الصعود إلى روما ، الزُهرةُ في الأغصان الواطئة …

“شبعا” التي هنا
“بيتُ تِيما” التي في الوسطِ
“دَلفا” التي إلى الشرقِِ
“سلمى” التي بوسط شمالٍ ما …
……..
……..
كلها أسماءٌ مؤجلة ٌ
لحينِ تمرّينَ
– ليروكِ يستندون باليدينِ على السياج ِ-، وفي ضفّتينِ المنشدونَ
والسراري

لحين ننتظرُ
جالِسَينِْ في العَتَبة ْ
… يرشّون العِليّة َوالأغصانَ بماء الوردِ

ركبتاكِ ترتعشانِ
يدِي تَهصِرُ خصركِ
قميصُكِ يرفُّ في الريحِ
[طالعُ النَسر
النهارُ
تشغله ُالأوراق العريضة الخضراء ُ
العتيمةُ

النهارُ
تناوره الأوراقُ العريضة ُالخضراءُ
العتيمة ُ
وراء الزجاجِ المغشّى ..

.. ما الذي تأمله إذن
في انتظارٍ من عشرِ دقائقٍٍ
في غرفة مربعةٍ بستةِ أبوابٍ
و نافذةٍ واحدة ْ…
.. كلّها من زجاجٍ مغشّى
[السيدة بنظاراتٍ كتلك التي لتشيخوف
(إلى عائشة أرناؤوط)
السيدةُ التي بيدين ناحلتينِ
لا تهدآنِ

بكتفينِ مدورتينِ
رقيقتينِ … و تَبرق ُ

بظهر مستقيم ٍ، كعصا الراعي
… بنظاراتٍ مدورةٍ تشبه نظاراتِ تشيخوف

بصدر ناحلٍ وأصابعَ نزقةٍ
تفردها على الطاولة

كأن لتلتقط إشاراتٍ خَفيةً في هواء الليل
… أو تتهيأَ
لتصفّقَ بيديها عالياً في الهواءِ
كلما رنـّتْ في فضاء الشرفةِ عبارة ٌما أعجبتها

السيدة التي في المساء تعود ُ
فتكتبُ في دفترها :
أمامي هذا المَتاع من الأوسمة الورقية التي قُلّدتُها …
……
انتظرناكِ في المساءِ
…كأننا كنا ما نزال هناك
حول طاولةٍ في الجبالِ
نتبرمُ من الضوء الشاحبِ

أو كنا نسأم ُ
من كسلِ الظهيرةِ
فيأخذوننا بالحافلة إلى “ِشيحان ْ”

… انتظرناكِ سنيناً
لتقرأي لنا :
كائناتُكَ الملتحمةُ بالصخورِ …

أو تعيدينَ :
وأنتَ تقايض الدروعَ والسلاسلَ
بأعمدةٍ من الماء المنحني …

هل أيضاً تعيدين لنا :
هذا الذي سمع صهيلَ ورودِكَ العِملاقةِ و هي تُنحَرُ ..

…..
…..
ثمة تتنهدُ خِفية ً
( من ضَوعِ أعشابَ ليليةٍ )
: كلما أرهفتُ السمْعَ
لا تلتقط أذنايَ
إلا أزيزَ الرصاصِ الليليِ في الأرصفةْ ..
…….
بعيدةً في باريس
على طاولة في “التروكاديرو”
ما زالت تُرهف اللمسَ
فتسمع ُ:
كأنَ دبيبَ النملِ في الأرصفة …

() شاعر من سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى