لا بد من التصدي لقمع النظام الهمجي , من أجل إطلاق سراح رياض سيف و عارف دليلة
مازن كم الماز
من جديد يريد النظام أن يوقف أي حراك سياسي مستقل , من جديد يحاول النظام إجهاض أية حالة سياسية خارجة عن نواهيه و أوامره , من جديد يستخدم النظام سلاح القمع المنفلت و العصابي محاولا أن يبقي المجتمع و النخبة تحت سطوة أجهزته الأمنية..
بغض النظر عن التراشقات التي مارس فيها الجميع في المعارضة فرزا ضد الآخرين كل من جهته و محاولات رفض و حتى تخوين أي نقد في استنساخ لممارسة “تقليدية” تصر على إنكار أي نقد أو محاولة حصاره في أضيق الحدود , فإن الصمت أو حتى التلكؤ في تجريم قمع النظام لأعضاء إعلان دمشق , و أية حالة قمع و معه سائر مظاهر و نتائج الاستبداد , هو بحد ذاته فعل يقترب من أن يكون جريمة..من السخف حتى مناقشة التهم التي يرددها النظام , إن اعتقال و محاكمة أعضاء إعلان دمشق هي في حقيقة الأمر محاكمة للنظام و ليس العكس , إنها إدانة لكل ممارساته ضد المجتمع و النخبة..يجب ألا تغيب عن بالنا اليوم نقطتين أساسيتين , أولهما أن هناك اليوم بشر يوجدون في محنة وراء قضبان سجون النظام في ظروف غير إنسانية قاسية يريد منها النظام كسر إرادتهم و تطويعها , هؤلاء يحتاجون إلى تضامننا و تعبئة كل الطاقات للإفراج الفوري عنهم و محاسبة المسؤولين عن أية تجاوزات و انتهاكات لحقوقهم..ثانيا هناك أيضا شعب يرزح تحت وطأة ظروف معيشية مأساوية عمل النظام بإصرار على أن يفقده أية إمكانية للدفاع عن النفس و أن يحرمه ليس فقط القدرة على التعبير و التفكير الحر بل و الأهم هو أن النظام عمل بجد ليحرمه من أية فرصة ليتنظم دفاعا عن حقوقه بل و حتى يجرم و يقمع بصورة وقائية أية محاولة للاحتجاج..إن مهام التصدي الفعال لقمع النظام و إفقاره للسوريين يتطلب منا الكثير من الوضوح , أزعم أن الحديث عن التغيير السلمي المتدرج يخلق هنا الكثير من التشوش , إنه يعرض قضية التغيير الديمقراطي و كأنها معزولة عن أية نضالات جماهيرية أو كأن هذه النضالات “غير ضرورية” , و كأن قضية التغيير الديمقراطي تخص النخبة وحدها و حصرا عبر حوار فوقي مع النظام أو الخارج , إن النخبة لا تمتلك أية “أسلحة” أو قوى خاصة بها تستطيع بواسطتها مواجهة قمع و سياسات النظام , بعيدا عن نضال الشعب السوري بكل فئاته المتضررة ضد هذه السياسات , دعونا من “سلاح الخارج” , ليس فقط لأنه لا يمكن أخلاقيا لسجاني معتقلات غوانتانامو و أبو غريب أن يدعوا أنهم يهتمون بالمعتقلين في سجون نظام دمشق , بل لأنه بالنسبة لبعضنا على الأقل , فإن هذا الاهتمام لا يتعدى ضرورة استخدام هؤلاء المعتقلين ضحايا قمع النظام من قبل ذلك الخارج , إننا نزعم أن بوش يكترث فعلا لسلامة جنوده في العراق و مصير الاحتلال الإسرائيلي و النظام يدرك هذا جيدا و يحاول أن يخلق أساس مساومات مستقبلية على حساب السوريين , معتقلين و جماهير يفقرها النظام , و بالتأكيد على حساب معتقلي أبو غريب و أهل غزة و غيرهم , قد لا ينجح في ذلك , هذا صحيح لكنه لا يغير شيئا في الموضوع..إن القوة صاحبة المصلحة في التغيير الديمقراطي و مواجهة الفساد و التي تستطيع مواجهة النظام هي الشعب السوري , و هي القوة التي يجب حشدها و تنظيمها في مقاومة قمع النظام..إننا نزعم أكثر من ذلك , أن تثوير حالة الجماهير و تحويلها من الاستسلام السلبي لقوى القمع و الاستبداد و الركون إلى أية قوة غاشمة و القبول بالفتات إلى وضعية المشاركة الجريئة و الحرة و الكاملة في إدارة شؤونها هو جوهر هذا التغيير الديمقراطي
الحوار المتمدن
2008 / 2 / 5