شبعا أم لبنان ؟!
أحمد مولود الطيار
قد تكون ثنائية \ سؤال ” شبعا أم لبنان “ ثنائية ايديولوجية ، يقيمها عقل يغطّ في غيبوبته ، لايبارح مكانه ، ضمن نقطتين ، قطعة مستقيمة محددة بنقطتين . هكذا عقل لم يتعرف بعد على الخط المستقيم المنطلق وغير المحدود ؛ هو لايزال يرزح تحت نير لونين فقط ، الأبيض والأسود ، معسكر الأخيار ، في الطرف الآخر ، تتموضع عفونة العالم ، “أنتم أشرف الناس ” ، الآخر ماذا ؟ (……) .
ضمن حدين نقيم . أو نبقى على التخوم المنسية . الاسطونة اياها ، حتى وان بدت مشروخة ، نحن من يجب أن (يزييتها) ، زمن أرنستو تشي جيفارا وماو تسي تونغ ولينين ، ( والوفاء لزمنهم الذي هو غير زمننا ، الوفاء للمقاومة على جثة لبنان ، المهم استعادة شبعا بالمقاومة المسلحة وان عادت عبر مقاومة اخرى فلن نسترجعها !!) ، وقبلهم وقبلهم ، يجب أن تستعاد اشتراكية أبو ذر الغفاري وعبقرية الفاروق في ارساء العدل والحنين الذي يجب أن يبقى ساخنا لمعارك معاوية وعلي ، وبالامس غير البعيد نضال عنترة العبسي للتخلص من رقّّه ، وهل فاز بعبلة أم لا ؟! .
محكومون أن نعيش الماضي في المستقبل ، محكومون أن نقايس كل زفرة أو تنهيدة على زفرات الماضي وتنهيدات أسلافنا . لا ، لم أخرج عن الموضوع . قياس لبنان ، يرسمونه بأحادية ضمن هذه الثنائية . كذلك ، قياس لبنان ، كل لبنان بما فيه شبعا ، يجري ليس في الحمرا أو فردان أو الأشرفية أو الضاحية الجنوبية ، الخياط يجري قياساته في المرجة والصالحية وقم وعلى سجاد عجمي !!.
نعود ، لو عادت شبعا ضمن حدود الحدين كما أسلفنا أعلاه ، من أول متر فيها الى آخر متر ، ورفعنا فوقها العلم اللبناني ، هذا جيد . ما هو غير جيد :
عودة خطوط التماس ، في الحرب الأهلية الماضية ، كانت بيروت بيروتان ، شرقية وغربية .
الآن : كم بيروت سنرى ؟ جنوبية وشمالية ، الغربية ، غربيتان والشرقية شرقيتان والأخطر ، مسيحية مسيحية وسنية شيعية ، والأخطر والأخطر والأخطر : كم من الحقد ترسخ في النفوس ؟ كم من البغضاء تحتل القلوب ؟
والى حين استعادة شبعا نكون قد خسرنا لبنان وراكمنا من الحقد الكثير الكثير .
الى حين استعادة شبعا لا يعود لبنان هو لبنان .
الحل : مقاومة من نوع اخر . لنا في جزر الامارات الثلاث قدوة حسنة .
لنا في سبتة ومليلة مثال عن الذاكرة التي لا تخبو .
لنا في جزر الأوريل اليابانية المحتلة من الاتحاد السوفيتي السابق مثال .
وفي جزر الفوكلاند الأرجنتينية مثال جديد .
وأخيرا وليس اخرا الجولان السورية واللواء السليب .
ربما ، الاماراتيون والمغاربة واليابانيون والأرجنتينيون والسوريون فرطوا بأرضهم وهم عملاء وخونة ، بالتأكيد سيأتي غيرهم (……) .
حتى ذلك الحين ، يجب أن تصبحوا على لبنان ، حتى وان تأخرت شبعا . ( مع كل الاعتذار من شبعا ) .
معارض سوري
خاص – صفحات سورية –