صفحات سورية

مناظره على المستقله: السيدان زهير سالم ومحمود الدغيم والشأن السوري

null
علي الاحمد
نقل تلفزيون المستقله حلقة أولى من مناظره تلفزيزنيه بين السيدين زهير سالم ومحمود الدغيم تناولا فيه الشأن السوري ، وكان موضوع الحلقه شبه مغيب وهو الاجابه على سؤال عما اذا كان حلّ الجماعات الاسلاميه أمر مفيد أم لا . ولكن وبما أنّ المتناظرين من الجنسيه السوريه ومن المعارضه فقد إتخذ الحوار طابعا سوريا شبه خالص ، وكان من أبرز ما جاء فيها تنبيه السيد الدغيم مشكورا بأن بعض الجماعات الاسلاميه تتآمر  على بعضها البعض في سبيل تحقيق مصالح ضيقه وأورد مثالا على  ذلك ما يقوم به العديد من قيادات الاخوان غير السوريين من حجّ وطواف في دمشق بدلا من مكه ، في حين أن قانون الاعدام ما يزال مسلطا على رقاب إخوانهم السوريين ، وقال فيما معناه: انه لو كان هؤلاء إخوانا حقيقيين لما فعلوا ذلك ولقاطعوا أي شيئ من هذا القبيل إنتصارا ودعما لاخوانهم السوريين الذين يعانون أشدّ المعاناه من النظام الحاكم هناك .
طبعا السيد سالم –كعادته- حاول أن يبرر لهم ذلك متعللا بأن لهم مصالح يقضوها في دمشق التى صارت مربط خيول المرابطين والمجاهدين – غير السوريين طبعا- تطبيقا لبيت الشعر المعروف : أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس .
وهنا لا بد من  التوجه بالشكر الجزيل للسيد محمود الدغيم على شعوره العالي  بالمسؤوليه تجاه معاناة الاخوان  السوريين التى يرفض السيد سالم الاقرار بها ، ويقارن بين لجوء  الاخوان في الثمانينات الى العراق مضطرين ، وبين لجوء حماس الى دمشق مضطرة أيضا ، وهذا صحيح ، ولكن غير الصحيح أن يلجأ اي مسؤول في حماس – غير مضطر – الى مدح شمائل ومزايا رجل قاتل مجرم مثل بشار الاسد، في وقت لم تجف فيه ولو ليوم واحد دماء ضحاياه في السجون ،  وفي وقت يصرّ فيه على عدم الكشف عن مصير عشرات الالاف من المفقودين ، والسماح لالاف اخرى من المشردين بالعوده الى بيوهم .
والغريب هنا وبعد كل ما  حصل أن يصرّ السيد سالم – وقد لاحظت ترقيته في المنصب الى نائب للمراقب العام – أن يصرّ على دفن رأسه في الرمال ويقبل أن يكون موقف السيد الدغيم الشجاع أكثر من موقفه حرصا وشجاعة ونطقا بالحق : إنّ موقف الحركات الاخوانيه غير السوريه موقف معيب وأقل ما يقال فيه أنّه يخذل إخوانه السوريين وهم في أمسّ الحاجه للنصره.
في رأيي أنه لا يجوز بعد اليوم لنا كسوريين  أن نسكت عن كل من يضع يده بيد بشار – غير مضطر-  ، ويجب أن نكون معه صرحاء وواضحين : الدم السوري والعرض يراق كل يوم في سوريه ومن يريقه هو نظام بشار المافياوي البوليسي الطائفي العفن ، وكل من يمد يده لهذا النظام –غير مضطر – فهو شريك له في الاثم والوزر ، وشريك معه في سجن هيثم المالح والبنات العفيفات ،وكل من يداهن ويطأطئ رأسه مثل السيد سالم فهو على خطئ كبير أيضا ، يجب الا نخجل من هذا بعد اليوم : إنها مسالة دم وعرض يسال في السجون وفي الزنازين والمنافي وليست مسألة فيها أكثر من وجهة نظر ، من يمالئ بشار ويسكت عن جرائمه فهو شريك له ، ومن يقف مع المظلوم الجريح الباكي فهو الاخ وهو الشقيق ولا مجال للمواربة والمداهنة وأنصاف الحلول ، لدينا شعب كامل تنتهك حقوقه وعرضه وماله ودمه كل يوم ، ومن حق المسلم على المسلم الاّ يظلمه أو يسلمه ، وأن ينصره ظالما كان او مظلوما ، ومعى الحديث معروف وما لبث مشايخ الاخوان يدرسونه لنا ، فهل من سبيل الى تطبيقه يوما في الواقع من خلال وقفة حق وصدق من النفس والضمير في الوضع السوري؟ ام على السجناء وأمّهات المفقودين ان ينتظروا ثلاثين عاما اخرى ؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أنا مع السيد محمود الدغيم في طرحه عن تجوال رجالات الإخوان المسلمين غير السوريين على أبواب دمشق وأشكر له شعوره بآلام ومحنة الإخوان السوريين فلا ينبغي للإخوان غير السوريين أن يمدوا أيديهم لهذا النظام الطاغي المستبد الوالغ في دماء الشعب السوري المسحوق حتى العطم ولاأعذر في ذلك إلا وفقط حركة حماس فهي بحاجة مااااااااسة لكل مساعدة من أجل الوقوف في وجه إسرائيل وأعوانها وأذنابها والمتواطئين معها — إن مأساة الإخوان المسلمين في سوريا – مأساة القرنين المأساة الصامتة الي سكتت عنها كل منظمات حقوق الإنسان — لأن الإسلاميين لالالالالالابواكي لهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى