صفحات سورية

ما المطلوب من إعلان دمشق وما واجبنا نحوه؟

null
مجد عامر
في البداية لابد من مقدمة بسيطة للتوضيح
حمعتني ببعض أعضاء الاعلان نقاشات عدة منذ سنوات، كان رأيي فيها واضحا وصريحا : لا يتفعل اعلان دمشق ما لم يتخلص من النخبوية ويتوجه إلى الشارع .
كانت وجهة نظري تتلخص بمفهوم سياسي واضح : لايمكن ان تحدث تأثيرا كمعارضة بدون أن يكون لك حامل جماهيري، وهذا الحامل يجب أن يفهم التوجه ويتبناه ويكون منه بديلا جاهزا في الأزمات لئلا يتوقف كل التنظيم على مجموعة نخبوية ويرتهن لوجودها على رأسه .
وصار المؤتمر، ودخل المؤتمرون منتشين بمؤتمر يعد انتصارا على النظام بشكل ما/ وناقشوا وحاوروا وانتخبوا أمانة عامة، وهنا بدأت الأزمة.
وخرجوا كل يراجع حساباته وتحالفاته، فمنهم من اعتبر نفسه مغبونا، وآخرون أنه قد تم التلاعب بهم، والبعض أنهم لم يوقروا كما يستدعي تاريخهم السياسي.
وهنا حدث ما كان يجب أن يحسب حسابه، لعب النظام لعبته واعتقل كل من سولت له نفسه أن يعتبر نفسه نخبة معارضة، وبذلك استبق تحول الإعلان إلى تنظيم جماهيري له كوادره الناشطة والجاهزة للعب دورها كما يقتضي الظرف السياسي .
هذا ينبهنا أن إعلان دمشق كان على المسار الصحيح، وكان في طوره ليصبح خطرا حقيقيا وجديا على النظام الشمولي القائم، وهذا ما استدعى ردة الفعل العنيفة منه .
ونتيجة لكون إعلان دمشق كان حكرا على نخبة سياسية مختلفة الأهواء والاتجاهات، ولكل منهم أفرادا وتنظيمات مآرب مختلفة، قاسمها المشترك معارضة النظام القائم لأسباب تتباين حسب الخلفية السياسية لكل منهم (طبعا هذا ليس انتقاصا من وطنية أي منهم ), نتيجة لذلك فإن اعتقال قيادات الإعلان كان ضربة موجعة أودى به إلى مصير مجهول، ولم يبق ناشطا منه سوى الموقع الالكتروني وبعض الأفراد ممن لم يطاولهم الاعتقال، واقتصر نشاطهم على الحوار والنقاش مع الحردانين (لم أجد مفردة أخرى تعبر عن الحالة) من الإعلان .
الآن وبعد اطلاق سراح أغلبية المعتقلين يطرح سؤال كبير نفسه : هل ستستمر هذه السلوكيات النخبوية قائمة ؟
برأيي المتواضع، فإن هذه السلوكيات المتصفة بالنخبوية والفردية والأنانية وماتبعها من اعتقالات وأحكام كانت درسا لكل شريف في وطني، وخصوصا شرفاء إعلان دمشق ممن ضحوا بسنين من عمرهم فداء للكلمة الحرة ولنكون مشاركين ومواطنين في وطننا. كانت درسا بأن الأساس لتحدث فرقا هو الحامل الجماهيري لايمكن أن تكون قويا مهما كان هدفك ساميا ونبيلا بدون قوة شعبية وتنظيم جماهيري, لايمكن الاستغناء عن التنظير والتحليل والدراسات السياسية، ولكن لن يكون لكل ذلك قيمة بدون التوجه للشارع وللناس .
ولئلا يصبح إعلان دمشق ربيعا آخر مضى، حان الوقت لنتابع تحقيق انتصارنا , وبرأيي (أيضا المتواضع)لايحتاج الأمر اكثر من آلية تنظيمية واعية وواضحة المعالم ومترفعة عن المصلحة الفردية الأنانية ، وبخطوات متأنية ومنظمة يستطيع الإعلان أن يكون نبراسا يجمع حوله كل الشرفاء في وطني الذي امتلكه الفاسدون .
كلمة اخيرة :
إعلان دمشق أهلا بكم بيننا نحن الناس ومعكم ما دمتم معنا ولنا .
موقع اعلان دمشق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى