«ذاكرة» ضعيفة و«الجسد» مصاب بالبرودة
ربيع فران
انتهى الفصل الأول من المسلسل «الحدث» لرمضان 2010. «ذاكرة الجسد» رائعة الكاتبة أحلام مستغانمي التي وصلت إلى الطبعة العشرين، فشلت على الشاشة الصغيرة لأسباب ما زالت مبهمة.
مسلسل «ذاكرة الجسد» الذي ظفرت به قناة «أبو ظبي» بملايين الدولارات، لم يحظَ بمشاهدة كبيرة، وخصوصاً أنّ توقيت عرضه تائه بين قناتي «أبو ظبي» و«المؤسسة اللبنانية للإرسال»، فيما جاء خروج العمل بالعربية الفصحى ليبعده عن وجدان المشاهد العربي. صحيح أنّ خالد بن طوبال، بطل رواية مستغانمي، دخل على المشاهدين بطابع مماثل لما كتب في الرواية، لكنّ البرودة في المشاهد التي جاءت أقرب إلى الواقع الفرنسي أواخر سبعينيات القرن الماضي، هي ما أسقط العمل من أذهان المشاهدين. ولن تفلح في إبقائه رؤية خالد بن طوبال (جمال سليمان) وهو يقضي وقته مغازلاً حبيبته (أمل بوشوشة) على الهاتف القديم متنقلاً بين العاصمة الفرنسية والجزائر كواحد من الثوار. ولعل المشكلة تكمن في صعوبة نقل الرواية إلى الشاشة الصغيرة، وخصوصاً في شقّها السردي الطويل.
هكذا، وقع المخرج نجدت أنزور في إشكالية نقل السرد والكلمات إلى حوار وحركة. وهذا ربما ما أوقع الخلاف بين مستغانمي من جهة، وكاتبة السيناريو ريم حنا. إذ إنّه لم يعد خافياً على أحد أنّ الكاتبة الجزائرية لم تكن راضية أبداً على الشكل الذي خرج به سيناريو العمل. فيما أثنت مستغانمي على عمل أنزور وجمال سليمان ومواطنتها أمل بوشوشة.
وهذا أيضاً أسهم في تفريق العمل بدلاً من جمعه في قالب واحد، وخصوصاً أنّ الحوار المستجد في المسلسل، كان وليد الضرورة الملتزمة بوقت الحلقات وعددها خلال شهر رمضان، وهو أيضاً ما خلق هذا التباعد أو التناقض بين ما نقرأه في الرواية وما نشاهده.
على أي حال، الجزء الأكبر من المسلسل كان من نصيب اللحظات التاريخية التي توثقها مستغانمي من خلال شخصية خالد بن طوبال وعشقه لابنة المناضل الجزائري سي طاهر، وأحداث استقلال الجزائر، والثورة الفلسطينية وما تلتها من حروب عربية، والاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982. ولعلّ الوقت ما زال مبكراً للحكم على المسلسل أو إصدار حكم نهائي، ولو أن الحلقات العشر الأولى تعرّضت للعديد من الانتقادات. ويبدو أنّ الوعد الذي قطعه نجدت أنزور على مستغانمي لن يتحقّق. إذ خلال المؤتمر الصحافي الخاص بالمسلسل منذ فترة، وعد المخرج السوري أحلام مستغانمي بأنّ عدد قراء الرواية سيزداد بعد عرض المسلسل… لكن يبدو أن ذلك لن يحصل.
وهناك أزمة جديدة تلوح في الأفق تتناول غياب صوت جاهدة وهبي عن شارة المسلسل. إذ كان يفترض أنّ تؤدي المطربة اللبنانية التي تعتبر صديقة مقرّبة لأحلام، أغنية «يا ولدي» التي كتبت كلماتها مستغانمي، ولحنها شربل روحانا، كشارة لمسلسل «ذاكرة الجسد»، لكنّ هذا لم يحصل. ويبدو أنّ المطربة اللبنانية عاتبة على الذين وقفوا في وجه غنائها شارة المسلسل غامزةً من قناة نجدت أنزور. وقد نقلت جريدة «الفجر» الجزائرية عنها قولها إنّ «ذاكرة الجسد» فشلت كمسلسل. إذ قالت: «تابعت المسلسل ككل الذين انبهروا بالضجة الإعلامية التي صاحبته، ولكني فوجئت بمستواه الذي لم يكن بالمستوى الذي انتظرناه. لم يعجبني مطلقاً».